بثيابٍ هدلةٍ أرى الناس تهرول، هذا الى يسار، وذاك الى يسارٍ آخر ، يساراتٌ كثيرةٌ ولا يُسر .
***
ما نحتاجه حقّاً أن نقرأ حياتنا خارج الحلم وخارج التمنّي، أن نتجرّأ على البوح، ولعلّ هذه الكتابة تمرين في المكاشفة.
***
أجلسُ تحت شجرةٍ وأرى تساقط أغصانها، الشعراء يلتقمون الثمار بعيداً، الشجرة تظلّلُ العابرين، الشاعر يأتي لا ليعبر ،لذا يقضي وقته خارج أيّ ظل.
***
الساعةُ تقتربُ من نهايتها، وأنا في القطار أتابع انزلاق المحطّات والوجوه العابرة.
***
ليقف التاريخ، إنّها لحظة المحاكمة، ليقف العقل أيضاً داخل قفص الإتّهام، ولتخرج الحواس، لتحتجّ مثل شعب أضاع البوصلة.
***
تيهان كبير سيجرف الشرق كلّه، الانعتاق أوّل التيهان هكذا يتلفّتُ العقل دون أن يصل.
***
لا تقلق أيّها العابر، سينغلق الأفقُ قريباً ، لأنٌ الإنفتاح ما يزال مخيفاً .
***
الإقترابُ من الذات يُقلق الجماعة، الجماعة فقدان الذات ، هكذا يتموّج الشرق بين خوفين، خوف الذات من إنفتاحها، وخوف الجماعة من الذات.
***
لم أحلم ليلة البارحة، لكنّني رأيتُني في قطارٍ ينزلق على سكّةٍ بلا اتّجاه، أغمض عيني وأتقدّم كما الى طلقة.
***
سقط اليسار واليمين وما بينهما. ثمّة جذع ينتصب لا علاقة له إلا بذاته، جذع ينتمي لذاته، إنتماء بلا بوصلة.
***
الذين يجرون مثل نهر سرعان ما يزدردهم الإتّجاه.
***
أقفُ جانباً، أستحمّ بما يمكن من أفكار مهمّة، منشفتي سؤال يقود أغنام الرؤيا الى تلّةٍ مثل فراشٍ أخضر لشمسٍ تتحمّر .
***
الذين طرحوا السؤال عجزوا عن إستنساخ ذواتهم .
***
أفكارنا النافرة لم تكن ولودة أبداً. المعرّي لم يكن ولوداً ، ولا الحلاج . لم يكن أبو نواس ولوداً. المتنبّي أجهض ولادات كثيرة . الإجابة كانت تتناسلُ. كان اليقينُ ولوداً وليس الشكُّ.
***
ما نحتاجه، أن يلدَ الشكُّ، وأن يُصاب اليقين بالعقم، أن يتطابق مع نفسه، أن يتّحد اليقين بعقمه والى الأبد.