" شكو ماكو "، ليس سؤالاً عاديّاً ، إنّه أعلى فضول معرفي يمكن أن ينفتح على الآخر .
إنّه سؤال في الوجود والعدم لأنّه يتّسع لكليهما ( كون = الوجود، ماكون = العدم )
و(كون ) و(ماكون ) من بقايا اللغة البابلية القديمة، فهو إذن سؤال بابلي قديم في الوجود والعدم.
***
بل أنّ فضاء السؤال إتّسع أكثر بعد دخول مفهوم الحياة الأخرى ضمن الوعي اللاحق.
السؤال إتّسع لإحتواء الوجود والعدم والما وراء، أليس ذلك كافياً لجعل الشخص المسؤول يقفز الى أيّ فكرة للإجابة، وستكون الإجابة مقنعة، لأنّ السؤال - رغم إتّساعه الهائل - يكتفي بأبسط الإجابات .
***
وجملة " شكو ماكو " تحتوي على دهاء وخبث عميقين، فهي في الحقيقة ليست سؤالاً ، بل محاولة بحث عن بداية حوار ليس إلا،.
ودهاء وخبث جملة " شكو ماكو " يكمنان في أنّها تترك للشخص المسؤول حريّة إختيار الموضوع الذي يحبّ التحدّث عنه، وكأنّها نافذة تطلّ على أقرب الأفكار الى ذهنه، أو أكثرها حضوراً فيه.
***
بل فيها من الحبّ والطمأنينة أكثر مّما فيها من الخبث والدهاء.
الأمر الذي يجعل الحوار ينساب دون حواجز أو سدود .
***
جملة " شكو ماكو " إتّحادٌ لمجموعة متضادّات في سلٌة واحدة، بل هي تدرّج أيضا من الأبسط الى الأكثر تعقيداً، فهي أرضية يومية معنيّة بالتفاصيل، لكنّها أيضا كونيّة معنيّة ضمناً بالكلّيات.
***
أتساءل حقّاً، جملة بهذا الإتّساع والعمق، وبهذه البساطة والشفافية، أليست نتاج تجربة وعي هائلة، بقدر ما هي تجربة فضول معرفي هائل.