نحن المتشبثّين بالوقت وهو يغرق! رحيلُكَ، كشف لي غرقَ الوقتِ، في اللانهاية. نحن الأسرعَ من الضوء، في النفاذ، داخل العدم.
***
" الفخُّ يا صاحبي! الفخُّ " هكذا أصيحُ خلفَ ذهابِكَ وصوتُكَ - أنبلُ من وحيٍ- يردّدُ: " النجاةُ: الوقوعُ في الفخّ. النجاةُ: التعلّقُ بآخر إصبعٍ للغريق.
النجاةُ: أن تغرق".
***
ثلاثُ حقائبَ مُنهكةٍ ، يُلقيها الباصُ - كلّ صباح - في الباب المعظّم، أمام فندقٍ، لم يكتمل طلاء غرفه بعد. ولأمرٍ غامضٍ، كصاعقةٍ تضربُ أجسادَنا يستيقظ الرهانُ العجيب، السرعة القصوى، الوصول قبل الآخر، أليس هذا ما فعلناه دائماً برفقة علي عبد الرزاق؟
الصعود ركضاً الى المصعد في الطابق الثالث. كنّا أسرع من المصعد، في الوصول، الى الطابق السادس.
وكنتَ أسرعنا وصولاً، الى النوم.
بينما، أتسللُّ الى الشارع مثل زمنٍ يذوب زمنٍ يغرقُ في صمت المكتبة الوطنية المجاورة للفندق.
***
ألم تصرخ لاءك الهائلة، وكنتَ أسرعنا الى المصعد، حين اكتشفته عاطلا. لا، وكأنّك طُعِنتَ، الى الجهة الأخرى من الجسد. لا، كأنّها نهاية الصوت. وبأصابع إلهٍ مُنْهَكٍ، أشرتَ " إصعدا، سأنام على السلّم " وتقرفصتَ مثل جنين.
***
" إنتحر. كفاك معاناة الوجود لا يستحقّ كلّ هذا التأمّل " هكذا تقول لي، فأردّ عليك: " أن أبقى يقظاً هكذا أنتحر " .
***
كم كنتَ سعيداً وأنت تخرجُ من السجن بعد يومين كاملين! كنتَ تضحكُ من أعمقِ جذرٍ لك في الحياة . قلتَ لي: " لقد كتبتُ نصوصَك على جدران السجن كلّها " آهٍ يا صاحبي لقد أصبحَ حلماً أن نصلَ إلى تلك الجدران.
***
ها أنت ذا تغرق في النوم، تسحبُ الى القاع إصبعك الأخير. ها أنت ذا تتركتني أواصل إنتحاري يقظاً.