اعددتها لكم عن فكرة مستوحاة من قصة (الاب) للكاتب (لسترند برج ) وعن شريط سينمائي يحمل نفس العنوان..
قال احد الحكماء.. (المراة عقل فيه دهاء. ان وضعتك في قلبها رفعتك للسماء وان وضعتك في عقلها لن يحل عليك مساء!!) والسؤال المطروح علينا وعليكم جميعا اصدقائي هو.. (مالذي يجعل دكتور وجراح نسائي كبير ومشهور ان يترك عيادته ومرضاه وتلك الابهة التي يعيش فيها ليعمل نادل اي جارسون في مطعم ويقدم وجبات الطعام للزبائن؟؟)
اعرف ان جميعكم ستستغربون من الموضوع ولكن تعالو معي لفك تلك الشفرة والبحث عن الحلقات المفقودة التي ادت الى ذلك. رغم انها كانت امراة جميلة جدا ويفوح منها عطر الصبا والشباب ورغم انها متعلمة وتنحدر من عائلة راقية ورغم انها رياضية بامتياز وبطلة الجمهورية في السباحة لكنها كانت امراة متعجرفة وتعاني محنة النقص والامتياز !! وتغار من كل شئ يتفوق عليها وتريد ان تكون هي دائما في المقدمة ولا احد يعلو عليها!! وتلك هي رواسب تربيتها الاسرية والدلال التي كانت تعيشه بقت معها حتى بعد زواجها من الدكتور النسائي جلال!! تصورو كانت تغار حتى من نجاحات زوجها لانه جراح نسائي مشهور وتحاول التقليل من شانه؟
ووصلت عندها الغيرة حتى من علاقة زوجها الحميمية بابنهما الوحيد الطفل الجميل هشام!! كان الطفل يحب ابوه حب ملك عليه حياته وابوه يبادله المثل وكان الدكتور جلال كلما يتضايق منها وينفعل يلجا الى اخذ بعض من الحبوب المهدئة ويذهب الى ابنه ويغني معه سويتا مع كلمات اغنية جميلى جدا تقول كلماتها (اضحك.. اضحك.. اضحك.. ديما وافرح والعب ليه تضايق وتزعل وتغضب) كانت تلك الاغنية بمثابة المسكن للاعصاب لكليهما من عجرفة تلك المراة وجفاف تعاملها معهم!! وهكذا اشتدت غيرتها على زوجها من مساعدته الدكتورة ليلى المعروفة بادبها ورصانتها وعندما شاهدتها في لقاء تلفزيوني وهي تمدح بزوجها الدكتور جلال ساورها الشك اكثر ان هناك علاقة بينهما فذهبت الى المستشفى متسترة لتتاكد من ذلك ومن سخرية القدر شاهدت من بعيد زوجها وهو يحضن الدكتورة ليلى ويقبلها من راسها حيث هنئها على نجاحها في اجراء عملية قيصرية صعبة لاحد النساء فضنت انه فعلا يحبها ولكن كل ذلك كان مجرد اوهام غير صحيحة!! فضغطت عليه اما يبعدها من عيادته او ينتقل ويسافر الى لندن لممارسة مهنته الطبية لكنه رفض المقترحين بشدة ومن هنا اعلنت عليه الحرب النفسية الباردة..
اولا.. منعته من ان ينام بجانبها ويشاركها سرير الزوجية (هجر المضاجع) وطلبت منه ان ينام مع ابنه في غرفة ثانية!!
وثانيا قالت له في حديث عاصف ان هشام ليس ابنك ابن رجل غيرك وانا مستعده ان اصف لك الخيانة والتفاصيل اذا اردت!!
وهنا وقع عليه ذلك الكلام موقع الصاعقة وراح في دوامة من التفكير والدوران فاخذ ابنه الى مختبر فحص الدم ليتاكد من ذلك ويطابقه مع دمه ودم امه وابيه وقال مع نفسه (التحليل لايؤكد دائما انك ابو ابنك ولكن ممكم ان يؤكد انك لست ابوه!؟ (وهكذا انهار كليا واختلطت عليه جميع الاوراق فهجر عيادته وارتاد دور السهر وشرب الحشيشة واختلط بناس من قاع المدينة وصار يشك بكل امراة على وجه الارض وعندما عاد ليلا ايقضها من النوم ودعاها الى غرفته فقال لها بكل الم وانكسار ودار هذا الحوار بينهما..
جلال / وهو منهار كليا.. لو نفذت طلبك وسافرت الى لندن هل تقولي لي الحقيقة ارجوك ياايناس؟
انا لم اذق طعم النوم وانتي تعرفين ان الانسان له طاقة وانا استنفذت طاقتي والان اما اصبح مجنون او سانتحر؟؟
ايناس/ ببرود اعصاب..
انت مش ممكن تنتحر
جلال/ انا عايش لابني
ايناس/ يعني انت الان ترفع الراية البيضاء؟
جلال / لا انا جاي اعرض الصلح
ايناس / وماهي شروطك؟
جلال/ تعترفيلي فقط بالحقيقة هل هشام ابني؟ ام لا وحتى اذاخنتيني بسببي فتاكدي اني سوف اسامحك لاني لا استطيع ان اعيش مع طفل ليس ابني ارجوك..
ايناس/ تريدني ان اعترف بجريمة لم ارتكبها؟؟
جلال / (بانكسار تام وانهيار) متخافيش اقسم بالله وبابوتي لطفلي لو كان ابني سوف احفظ سرك فليس هناك رجل يحب ان ينشر عاره على الناس..
ارجوك اعترفيلي بتفاصيل الخيانة؟؟
واذا كانت غلطتي وخنتيني حتاخذي الولد لاني مش معقول حتمسك بطفل من رجل ثاني!!
ايناس نهضت من مكانها بكل برود وقالت له تصبح على خير لكن جلال سحبها من يدها وصرخ بوجهها مين ابو الولد تكلمي؟؟
فردت عليه ببرود اكثر (انت) وهنا اختلطت عليه كل الاوراق وتداخلت عنده الايام بالايام والصور بالصور حتى وصلت عنده المحصلة الى الصفر فشيئا وشيئا حتى فقد الذاكرة واختفى شهورا وظلت الدكتورة ليلى تبحث عنه في كل مكان حتى وجدته اخيرا بمحض الصدفة يعمل نادلا في احد المطاعم!!
فاخذته من المطعم وحاولت جاهدة ان تعيده الى حياته وتعيد اليه ذاكرته فاخذته الى كل الاماكن التي كان يتردد عليها وعلى المدرسة التي يدرس فيها ابنه هشام وعندما راه حاول جاهدا ان يستذكره وفعلا تذكره وصار يوميا ياتي الى المد\رسة ليشاهده وعندما غاب عن المدرسة اخذته الدكتورة ليلى الى بيته ليشاهده وعندما دخل بيته وبعد ان القى نظرة حول المكان بدات الذاكرة تعود اليه على شكل انثيالات فسمع صوت صراخ ابنه وهو يستغيث ويصيح بابا.. بابا تقدم من زوجته بكل قوة وامطرها بوابل من الصفعات على وجهها وهو يصيح ابني ابني فصعد السلم الى الاعلى دون وعي ودخل غرفة ابنه واخذه بالا حضان في لقطة تتقطع منها الاوصال حزنا والما وراح يغني معه والدموع تسيل على وجهيهما (اضحك.. اضحك. اضحك.. اضحك ديما وافرح والعب ليه تضايق وتزعل وتغضب.. اضحك ) ثم اخذ ابنه ونزل السلم بسرعة واتجه نحو الباب دون رجعة.
في نهاية مفتوحة وذكية من المخرج الكبير احمد يحي.. واجمل مافي الفيلم هذه اللقطة التي يدمي لها القلب حيث كان الدكتور جلال في قمة انهياره وتشظيه وهو يقف وسط مجتمع الحشاشة وهو يقول (انا كنت عايش لابني..
الشجرة الصغيرة اللي نبتت في ضلوعي وعشت ارويها بدمي ودموعي وعرقي.. الشجرة اللي كنت احلم يوم تصير بطولي وبعرضي وبعدين يجي شخص بيده سكينة عميه ويقطعها!!
يقطع شريان مني اللي يغذيني ويحييني) ثم راح يجهش بالبكاء وابكى كل من شاهده!!
ولله دائما في خلقه شؤون