1
هل تأملتَ أسنانك التي تدفنها قبل أن تنام ليلا في قدح الماء، تلك الأسنان التي تشهر بوجهك الكارت الأحمر، الكارت الذي يقول لك انك لستَ مؤهلا بعد الآن لحفة الحياة؟
هل أبصرتَ أعضاءك التي أخذتْ تتخلّى عنك شيئا فشيئا، أجزاءك المنفرطة تباعا، التي فقدت صلاحيتها وأصبحتْ أشبه بكولاج تمّ لصقه عنوة؟
هل لاحتْ لك النهاية والمصير الذي ينتظرك.. هل .. وهل؟
تستجمع أطرافك التي تصلبتْ، بضيق الأنفس، محاولا أن تخطو خطوتك القادمة، ومع ذلك فانك تتصابى، وتريد توحي للآخر بانك مازلتَ في ميوعة الصبا ورونقه!
هناك خديعة ومن المؤكد انك طرفها الأكثر حضورا!
حياتك تمضي ب" الدفعات" ومع ذلك تصر على ان ماكنتك آخر موديل وانك فرس الرهان الوحيد!
قمصانك اللمّاعة لا تعيد الحياة الى زهور حياتك التي ذبلتْ وأصبحت بلا رائحة.
كل شيء انضغط فيك وتبقّع بسواد الأيام.
أصبحتَ أضحية منذورة للرياح المصفرّة.. أنت الآن افتراض لكائن كان!
تُبرقع عطالتك، لتوهم الآخر بانك في شغل شاغل، متوخيا الأقاليم البعيدة والفراديس المجهولة!
تمارس استمناءك اليومي أمام المرآة لتستعيد فحولتك المنفرطة، ولكن المرآة تطردك بعيدا، وأنت مطمئن بأن لا أحد يراك، ولا تريد أن تكون شاهدا حقيقيا على نفسك!
كيف لي أن أصدقك فيما تقول وأنا أعرف ما يجري خلف الكواليس، كواليسك التي تحرص على اخفائها بصرامة؟
لماذا لا تحترم زمنك الذي مضى وترد إليه اعتباره؟
فهل أنت طفل الأزمنة المُدلّل؟
2
أي زهو يعتريك وأنت أشبه بقرد لا يريد أن يتقاعد من السيرك؟
هل بامكانك أن تُضلّل قصاصي الأثر وتبتكر لنفسك طرقا متفردة وهم يقرأون ذعرك وارتعاشتك في كل خطوة من خطواتك؟
ماذا ترتجي أيها المنفوش بالألوان البرّاقة؟
لقد تغافلتَ عن حزم أمتعتك، فرحلتك شارفت على النهاية وكل ما في الرحلة يطردك خارجه، وأصبحتَ عبئا لا يطاق، ولكنك تتشبث بها كأي طفيلي، وكأنك تريد أن تعيد الزمن الى الوراء.
هل تظن ان افعالك الصبيانية ستمنح الفصول تسمية جديدة؟
صرتَ جملة هشة لا محل لها من الاعراب ولكنها تحشر نفسها في أية ضجة ما!
الموت على الأبواب، فلا تستنزف ما تبقى من لحظاتك بثرثرة لا تجديك، ولا تظنن ان القول بعد قولك سيتوقف ويتلاشى، فكثيرا ما نشفق عليك ونحن نرى الحروف تتعثر بين شفتيك وتخرج مبتورة الأطراف!
ليس كل من تقدم به العمر يصبح حكيما بالضرورة، من أوهمك بالحكمة، ومن الذي خدعك لتلقي الينا بلفائفك، التي تظنها وصاياك، تلك اللفائف التي لا تعدو عن كونها كواغد للاستهلاك السريع!
اعلم انك تتناسى اشتراطات السوق القاسية وأنت تعرض بضاعتك البالية، هل الخفّة هي التي قادتك الى ذلك، ربما، وربما جعلتك الخفّة بلا ثقل، مجرد هلام يطفو في فراغ نفسه!