1
لم يقل الحسين أنا
بل قال: نحن.
أراد أن ينقذ النحن من الأنا.
2
كان خروجه صفعة للتاريخ
الذي نسى نفسه
تحت منابر السلطة،
وتذكرة للذين استسلموا
لما تبثّه
هذه المنابر.
3
كل خطوة خطاها مزار.
وكل كلمة قالها،
هي تتمة
لحوار الأرض والسماء.
4
الأمة التي تحاول أن تمحو
آثار الحسين،
ليس لها مدونة
يُعتد بها.
5
قلتنا ياحسين في وقفتك
فمتى نقولك؟
وأعدتَ الينا رؤوسنا
فمتى نعيد اليك رأسك؟
ومحوتَ عن عقولنا صدأ المنابر
فمتى نعيد اليك منبرك؟
6
لم تكن محاربا اسطوريا.
كنت من لحم ودم.
فمتى نحررك من خرافاتنا؟
7
دعوا شعلة الحسين
تضيء عتمة الأزمنة،
ولا تستبدلوها بالأضواء المصنّعة.
8
عندما يصبح الدين ألعوبة
بيد أولي الامر،
فانهم يزوّرون بصمة الله
في الكائن.
تلك البصمة التي أراد الحسين
أن يعيدها اليه.
9
العقيدة الحقة
شراكة في الله.
تلك هي صرخة الحسين.
لا مزرعة للكراهية
يسقيها الحقد الأعمى.
10
كان الحسين يقظة غريبة،
لم تستوعبها
كوابيس الصحراء.
11
لم يكره أعداءه،
كان يحثّهم على خلع الأقنعة
التي استبدلوا وجوههم بها.
كان يريدهم لأنفسهم.
ان ينصتوا لنداء الحرية.
أن يعيد رؤوسهم الى مواضعها
خارج سلطة العرض والطلب.
أن يتوغلوا بأبصارهم أبعد من حدود
قصر السلطان
وما يُلقى اليهم من فتات.
12
على واجهة الأبد،
تخفق راية الحسين،
مضمّخة برائحة الملكوت..