اذن لمثل هؤلاء الاطفال ملكة وموهبة فطرية في التقليد والمحاكاة وقد يوعز هذا لاسباب منها:
الفطرة المصقولة ذاتيا نتيجة الموهبة التي يملكونها، والصادقة في تجسيد هذه الاحاسيس وبموجب ما يوعزه العقل الباطن من خيال فطري في ابتكارات ذاتية والتي تاتيهم من الموهبة المختزنة لديهم ليستعينوا بها عند التمثيل، ولعلنا قد صادفنا اطفالا صغار لا تتعدى اعمارهم عن الشهور التسعة او السنة الاولى من حياتهم عندما يقوم الكبار باداء حركات ما تضحكهم ويقومون بنفس الوقت بمحاكاتها واعادة تقليدها، وقد برز في عالم التمثيل العديد من الاطفال الذيت ساهموافي انجاح افلام احترافية وكانوا السبب في نجاحها منهم، في السينما العربية، سيدة الشاشة العربية السيدة فاتن حمامه، والفنانة لبلبه، والفنانه نيللي، ووجدي العربي، وبوسي، وهشام سليم صالح، وفي السينما الامريكية برز نجوم صغار وابهروا بمهارتهم الصحافة وكبار نجوم السينما الامريكية وصناع النجوم منهم: ماكولدي كولكان، وديغون ساوى، وادوارد فورلون.
هؤلاء النجوم من الاطفال العرب والعالم في السينما اثبتوا قدرتهم التمثيلية معتمدين على فطرتهم في الاداء والمحاكات وعلى بعض ملاحظات المخرجين السينمائيين.
عناصر مسرح الطفل الفكرية والعلمية والنفسية والتربوية.وبما اننا نعلم بأن المسرح يتكون من عدة عناصر فكرية وعلمية ونفسية وتربوية في الوقت نفسه، ولهذا يجب مراعاتنا لجميع هذه العناصر واخذها بنظر الاعتبار ولا سيما في النصوص التي تعرض للاطفال ومن خلال مسرحهم، فدراسة ثقافة النص التربوية وواقع مكونات عناصره في التاليف، من الضروري جدا ان يتضمن فكرا سليما وحوارا موسيقية وصالحا لتوصيله للجمهور المتلقي ان كان المتلقي هم من الاطفال ( لانه هناك نوعين من مسرح الطفل، النوع الاول هو نوع مستهلك يرسل من قبل الكبار الى الاطفال وعن طريق مسرح الطفل، والنوع الاخر هو مسرح طفل مرسل، اي ما يرسله الاطفال وعبر منبرهم (خشية المسرح) ان كانوا هم يقومون بالتمثيل ويرسلون افكارهم وتصوراتهم الى المتلقي من الجمهور الكبار والصغار.) وكذالك بساطة الطرح وعن طريق الوسائل التي تساعد على اظفاء حالة الانبهار والاندهاش.
تجربتي مع مسرح الطفل
من المؤكد ومن خلال تجربتي في مسرح الطفل اصبحت لديا قناعة ومن خلال هذه التجربة، الابتعاد عن مشاهد الخوف والذعر لئلا يعطي مردودا سلبيا على الاطفال، وعندها نكون قد اخفقنا في توصيل مانرغب توصيله للاطفال، الابتعاد عن الطرح الغير الواقعي في التوجيه والارشاد التربوي، وطرح القصة باسلوب يتفق مع مدارك الطفل واستيعاب مايطرح عليه من على خشبة المسرح.
مسرحية حسان والوحش
هذه المسرحية من مسرح الدمى القفازية كانت من تاليفي واخراجي، تعتمد على قصة بسيطة عالجت من خلالها حب الشهرة والادعاء بالبطولة والشجاعة المزيفة عند بعض الاطفال لجلب انتباه واعجاب ذويهم، وهذا حسان بطل هذه المسرحية هو نموذج من واقع بعض هؤلاء الاطفال، حسان الذي كان يدعي البطولة والشجاعة والذي يحكي بطولته المزيفة وانتصاره على الوحش الكاسر والذي اراد افتراسه حين صادفه في عودته الى البيت معللا بهذا الحدث اسباب تاخر عودته الى البيت، انما والديه اكتشفا هذه الكذبة ولكنهم لم يكذبوه، فاتفقوا على خطة سليمة من خلالها يعترف حسان باكذوبته، وهكذا نجحوا الوالدين بهذه الخطة السليمة ومن دون تخديش مشاعر ابنهم حسان باكتشافهم كذبته وبابعاده عن هذه الخصلة الغير الحميدة الصفات.
وقد نالت هذه المسرحية اعجاب الاطفال بازدياد عدد المتفرجين من طلبة المدارس الابتدائية، حينما مثل وجسد شخوص هذا العمل المسرحي لفيف من نجوم الفرقة القومية للتمثيل مريم الفارس، وسناء سليم، وحياة حيدر، وفارس عجام، وكريم الزيدي، وجبار الشرقي، وبموافقة المديرية العامة لتربية بغداد الكرخ \ 2 مديرية النشاط المدرسي والمؤرخ 4\ 2 \ 1994والمعنون الى ادارات المدارس الابتدائية والمتوسطة وبتوقيع عن المدير العام السيد رعد عبد المنعم.
بالحقيقة هذه الموافقة زادتني حماسا ونشاطا وتفاعلا مع هذا النوع من المسرح، مسرح الطفل في الفترة التي اوقفت هذه المديرية عرضا مسرحيا للاطفال كان يعرض من على مسرح ساحة الاحتفالات في بغداد ومن قبل احدى الفرق الاهلية والتي كان يتخلل مضمون عرضها بعض الالفاض النابية.
مدة ايام عرض مسرحية حسان والوحش مايقارب الشهرين شاهده جميع طلبة الرسالة والبياع وحي الاعلام والدورة والسيدية والحارثية والمحمودية والبياع وحي العامل، وكثيرة هي المناطق والتي شملتهم عروض هذه المسرحية والتي اعتمدت في عرضها على الدمى القفازية، باستثناء الممثل جبار الشرقي خرج للجمهور راويا يحكي لهم قصة حسان وحكاية كذبه مع الوحش.
مسرحية الكنز المدثور في القصر المهجور
هذه المسرحية من تاليفي واخراجي لمسرح الطفل ، وقد قدمتها من على مسرح النهرين وعن طريق ممثلي فرقة مسرح النهرين، فبعد نجاح مسرحيتي وتجربتي الاولى مع مسرح الطفل حسان والوحش، وفترة ايقاف مديرية النشاط المدرسي لكافة عروض الفرق المسرحية الاهلية لمسرح الطفل الا بموافقتها، انتهزت هذه الفرصة وفاتحت الاخ المسؤول عن فرقة مسرح النهرين الاخ العزيز قاسم وعل (السراج) حول مشروع تقديمي مسرحية للاطفال من تاليفي واخراجي وتمثيل اعضاء من فرقته، فلم يمانع، وانما وافق وعلى الفور على مشروعي هذا باسثناء تحميله تبعيات موافقة او رفض مديرية النشاط المدرسي، فوافقت وعلى الفور، وبدأت بالتمارين بعد ان قمت بتوزيع الادوار وتنفيذ الديكور المبهر والملائم للجمهور من الاطفال ومن خلال حكاية تراثية وعربية تجسد فكرة ان في الاتحاد قوة (حكاية الاب ووصيته لولديه ان بالاتحاد وعدم التشتت عن بعضهما البعض هي قوة فاشار الوالد بحزمة من العصى وطلب من ولديه ان بكسرها فلم يستطيعوا، وبعدها طلب منهم تفكيكها وكسرها فاستطاعوا) هذه هي فكرة المسرحية وانما صغت احداثها حينما طلب الوالد من ولديه ان يبحثا عن الكنز المدثور واخرج من تحت وسادته قصاصتين من الورق، الواحدة تكمل الاخرى فاعطى نصفها للصغير والنصف الاخر للكبير، وطلب من كل منهما البحث عن موقع الكنز بحيث يخرجان للبحث عن هذا الكنزو، بحيث طلب منهما ان يسيرا اثناء البحث، باتجاهات معاكسة لكل منهما ويتوقفا عن السير حينما يلتقيان ويبحثان عن الكنز في موقع اللقاء، وهكذا بعد توديع والديهما خرج الاول باتجاه الشرق والثاني باتجاه الغرب وبعد ان ساروا ولمدة يومين التقوا في موقع للقصر المهجور، هذا القصر متروك وليس فيه اي ساكن سوى بعض الرسوم والخرائط و وبعد تحرياتهم عن موقع الكنز في هذا القصر يعثران عليه في داخل صندوق محكم يساعدهم على فتحه حكيم المنطقة وعندما فتحوا الصندوق والذي كان مدثورا في هذا القصر عندها عثروا على الكنز في داخله والتي هي قصاصة ورقية مكتوب عليها عبارة تقول فيها (في الاتحاد قوة).
اجيزت هذه المسرحية بعد مشاهدتها من قبل لجنة فحص العروض المسرحية والتابعة للمديرية العامة لتربية بغداد الكرخ الاولى – مديرية النشاط المدرسي والمرقم 32448 والمؤرخ 29 / 10 / 1995 والموجه الى ادارات المدارس المرتبطة بهذه المديرية كافة والمذيل بتوقيع المدير العام السيد احمد خلف صالح وبتاريخ 28/ 10 / 1995، وهكذا نجحت تجربتي مع هذا المسرح مسرح الطفل وبهذا النجاح ومع كل الاسف لم يسلط عليه الاضواء ولا على هذه التجربة الرائعة والتي اكتسبت منها خبرة وثقافة عن ادب عالم الاطفال، ومع الاسف هكذا كان واقع الاعلام ولا سيما الصحافة والمجلات الصادرة انذاك، لم تسلط الاضواء على هذا الوقع الجديد من انبثاق تجربة ناجحة لمسرح الطفل، انما انا تعلمت من ان التعتيم الاعلامي عن انتاجاتي واختباراتي المسرحية انه هو سر نجاحي.