ان الابداع والتالق والنجاح لاي مخرج، اجتهاده في البحث عن الخامات والمهارات الفطرية لتكون له الاولوية في الريادة لصنع النجوم وتقديمهم للجمهور الذي ينتظر منه الجديد في مسيرته الفنية، وهناك العديد ممن تتوفر لديهم المواهب الفنية و يملكون الرغبة في العمل الفني ولا سيما في فن التمثيل.
ان عملية الاكتشاف هي ميزة حسنة واجتهاد ذاتي للمخرج حينما يكتشف موهبة فطرية ليعمل على صقلها وتنمية مهاراتها وقدراتها الفنية وتقديمها للجمهور، فهو بهذا يضيف رصيدا وابداعا متالقا في عملية صنع النجوم ومساعدتهم على اجتياز خطواتهم باتجاه اكتساب تجربة وثقافة فنية يستعين بها لكي تمكنه من الوقوف على اقدامه كفنان له سماته الفنية وميزة تميزه عن اقرانه في المهارة والابداع تختلف عن زملائه من الفنانين الذين سبقوه في التجربة واكتساب هذه التجربة من مسيرتهم الفنية الطويلة ومن مشاركاتهم الفنية في العديد من الاعمال الدرامية سواء كان في السينما او المسرح او من على شاشة الفزيون.
هذه التجربة للفنان الجديد على الوسط الفني، سيضيف احتكاكه بالممثلين الرواد تجربة تغنيه عن تجربة مسيرة طويلة، وفي الوقت نفسه سيتاثر بهم وبما اكتسبوه من تجارب حرفيتهم ومهارتهم في التمثيل، شرط الايمان بها، لتفتح له طريقا يسلكه في حياته ومسيرته الفنية.
وكثيرون هم المبدعون والذين بدأت انطلاقة مسيرتهم الفنية حينما كانت هذه الانطلاقة هي عبارة عن خامات لا تفقه شيئا من حرفية التمثيل، ولا يملكون ثقافة تؤهلهم على ان يضعوا بصماتهم الفنية وان تساعدهم على التالق والابداع ليواصلوا مسيرتهم الفنية ويصبحون من خلال هذه المسيرة فنانين محترفين تتطلع لهم اعين المخرجين والمنتجين.
اضافة الى تسابق العديد من الفرق المسرحية لاحتضانهم والعمل معهم .
ان البحث عن الخامات، وعن المواهب الفنية والتي يملكها بعض الافراد، وتشجيعهم على العمل الفني، وصقل مواهبهم الفطرية وتقديمها الى الجمهور، هو هذا الذي يميز المخرج المبدع والمقتدر عن غيره من المخرجين الذي يعتمدون في اعمالهم على الممثلين الجاهزين، دون مراعين في اختياراتهم العناصر الاساسية للممثل الجيد، مما يؤدي سوء هذا الاختيار الى فشل عمله، وايضا هناك في المقابل مخرجين يبحثون عن شخصياتهم في الشارع، وفي الاندية الرياضية والاجتماعية، في المصانع والشركات الانتاجية.
وفي اروقة الدوائر الحكومية في المدارس والمعاهد والجامعات، ليبحثون عمايتفق ورؤيتهم لمواصفات شخصية البطل، من مواصفات جسدية، ونبرات اصواتهم، ومشيتهم وخطواتهم، وتحركاتهم، ومواصفات شعر رؤوسهم (البعد الطبيعي للشخصية) هذه المواصفات هي بالحقيقة هي مرسومة في خيال المخرج ليستعين بها في المسرح او السينما او في التلفزيون، وكله ايمان بهذا الاختيار من اجل نجاح عمله، اضافة الى هذا، ان هذا الجهد المتميز في البحث عن المواهب والوجوه الجديدة، هو اكتشاف ريادي لنجوم جديدة تساهم في تحريك عجلة الفن، كما حصل في السينما العربية والعالمية.
انما القضية الاساسية في هذا البحث واكتشاف النجومية اين يكمن؟
هذا السؤال قد نجد الاجابة عليه من حيث:
1.اولا- قد تكون اصواتهم ونبرة الصوت متميزة بخامتها قد تبهر المتلقي في كيفية النطق السليم، والتكلم بطريقة ينفرد المتكلم بها، وهذا الاسلوب قد يعجب الاذن ويسيطر على احاسيس المتلقي من حيث براعة الالقاء ومهارة اللفظ.
2.ثانيا – ان تكون المواصفات الطبيعية للجسد نادرة الوجود (البعد الطبيعي) مقارنة مع بقية النجوم المشهورين في الوسط الفني .
3.ثالثا – ان تكون هذه الشخصية متطابقة الاوصاف من حيث المنظر الخارجي للشخصية المرسومة في مخيلة المخرج من حيث المظهر الخارجي (الوجه والشعر ونوعيته ولونه، طول جسمه ونحافته ومرونته) هذه الاوصاف والتي يحبذها بعض المخرجين ويفضلونها في التعامل معهم حرفيا في التمثيل، اضافة الى هذا انهم في هذا، هو اكتشاف لنجومية جديدة تساعد المخرجين على اضفاء حالة من حالات الواقع الجديد للشخصية، وهذه بدورها تساعد على خلق حاجز الوهم والذي يساعد على اضفاء الحالة الواقعية للشخصية باطار وشكل جديد، نتائجها ايجابية بعكس الوجوه المتكررة في الساحة الفنية، والتي اصبحت متكررة وغير مستحبة للمتلقي.
4.رابعا – امتلاك بعض المخرجين خيالا واسعا في مواصفات الشخصية التي يرغبون ان تلعب معهم الادوار الرئيسية في الدراما، مما يستوجب عليهم البحث والتقصي في العثور عن مثل هذه المواصفات، ليضيفوا في هذا نجوما جدد في حرفية التمثيل كما يفعل كبار مخرجي هوليود ومخرجي السينما العربية.
5.خامسا – ثقافة المخرج وقناعته، وقدرته على خلق نجما سينمائيا او مسرحيا او تلفزيونيا، هي احدى العوامل المساعدة على اكتشاف مواهب تملك من فطرية التمثيل، وابداعات فنية في هذه الحرفة قد تساعد على اكتشاف نجومية جديدة والابتعاد عن الوجوه المتكررة اي الممثلين الجاهزين.
وهذا يعود الى عدة اسباب منها:
- اولا – عدم اهتمام المخرجين في عملية البحث واعطاء الاهمية لاكتشاف نجوما جدد .
- ثانيا – لا توجد مواصفات خاصة للشخصيات ولا سيما الادوار الرئيسية عند المخرج، مما يظطر للاختيار من الممثلين الجاهزين.
- ثالثا – ان بعض المخرجين يعتمدون ملاحظات الكاتب في توزيع الادوار، وهذه العملية ستقيد المخرج وتجعله اسير ملاحظات النص والتي يدونها الكاتب.
ولهذا في هذه العملية ستقلل من دور المخرج في اختيارات شخوصه وبما مرسوم في مخيلته، اضافة الى هذا ان بعض الممثلين ولا سيما الممثلين الهواة، قد تكون لديهم حالة من الابداع ومهارة في الاداء افضل من اؤلائك الذين يختارهم كاتب النص من الممثلين الجاهزين، وبهذا سيفقد العمل في هذا الاختيار المسبق (أن كاتب النص) روحية البحث والاكتشاف للنجوم الجديدة من قبل المخرج، علما ان الاستعانة بالممثل الجاهز سيفقد عوامل نجاح العمل منها-- التجديد بالوجوه-- الاساليب الجديدة والتي يملكها بعض الممثلين والمرشحين من قبل المخرج، لاطلاعه على قدراتهم ومهاراتهم، افضل من الممثلين المرشحين من قبل كاتب النص-- الضجر والملل من الوجوه المتكررة والتي لا يساعد تكرار اختيارها على اضفاء حالة من حالات التغيير في الاسلوب والحرفية للممثل، بقدر ماسيكون الاختيار المتكرر عامل من عوامل حدوث شرخ مابين الممثل نفسه ومابين المتلقي، اضافة الى قتل عامل التشويق والمتابعة من قبل الجمهور المتفرج (المتلقي) للعمل المطروح.
وهذا مايحدث عند قسم من المخرجين حينما لا يجدون حالة من التطور والابداع عند بعض الممثلين، يظطرهم هذا الحال للبحث عن نجوم جديدة والاستعانة بهم، انما الساحة الفنية لا تخلو من من بعض النجوم من المبدعين والمهتمين بحرفيتهم، هؤلاء النجوم يحاولون خلق شخصياتهم وبمساعدة المخرجين، حينما تبدأ لديهم حالة البحث والتقصي عن معالم شخصيتهم وبمساعدة المخرجون والذي يؤدي بهم الحال الى توصسف شخصيات بعض الاعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وخاصة اولائك الممثلين من المثقفين والذين يملكون اضافة الى مهاراتهم الذاتية ثقافة عالية في خلث الشخصيات وتسخيرها وفق ابعاد التحليل والاكتشاف الرائع لمعالم صور جديدة لشخصيات يعتمدونها في التمثيل منهم:
النجوم العالميون في السينما العالمية:
الممثل الرائع مارلون براندو، والفنان العالمي انطوني كوين، هؤلاء العباقرة والمبدعون، ومن امثالهم العديد من نجوم العالم، والذين استطاعوا ان يخطون خطوات مليئة بالايداع بحيث تميز كل منهم بمدرسة خاصة في حرفيتهم السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، حيث استطاعوا لعب ادواد جادة وكوميدية، شخصيات اشتهر حضورهم في عالم الاجرام، ومن ثم قدموا اعمالا اختلفت عما قدموه في السابق، واذا حصرنا الاسماء في السينما والمسرح العراقي نذكر منهم المرحوم الفنان الرائد خليل شوقي، والمرحوم الفنان خليل الرفاعي، والمرحوم الفنان الرائد سليم البصري، وعديدون استطاعوا ان يتنوعون بادوارهم وشخصياتهم ولم يكتفون بنمط واحد من الادوار (التراجيد والكوميد).