اما في السبنما العربية والمصرية بالذات فنانون ونجوم تالقوا في ادوار الشر والاجرام ، الا انهم قدموا فيما بعد ادوارا ارتبطت بالتدين وبالاعتدال، ومنهم من اشتهر بالكوميد الا انهم استطاعوا فيما بعد ان يلعبوا ادوارا جادة في السينما والمسرح، فنحن لا ننسى النجوم والمتالقون والمبدعون منهم:
محمود المليجي،
فريد شوقي،
شكري سرحان،
رشدي اباظه،
كمال الشناوي،
اما في الادوار الكوميدية النجم المتالق عادل امام، عبد المنعم ابراهيم وغيرهم ممن استطاعوا ان ينوعوا في ادوارهم ويقدمون شخصيات مختلفة عما قدموه وشاهده الجمهور في السنما والمسرح .
وانني لواثق من ان هؤلاء العباقرة من النجوم المحليين والعرب والعالميين، مااستطاعوا ان يبدعوا بادوارهم الا بعدما اجتهدوا في حرفيتهم وتطوروا من خلال اكتسابهم الثقافة الفنية من خلال المعاهد العالية للفنون الجميلة والاحتكاك بالعمل مع الكثير من النجوم اصحابي التجربة والثقافية المكتسبة والذاتية، والذين كانوا يشاركون في المختبرات التجريبية للفنون الجميلة وفي هذه المختبرات الفنية حاولوا اكتشاف ورسم معالم شخوصهم، واجراء التحاليل لخلق شخصيات اجادوا لعبها في السينما والمسرح والتلفزيون واثارت اهتمام واعجاب المتلقي وبعثت في النفوس البهجة واستطاعوا خلق عنصري التشويق والمتابعة عند المتلقي.
نعود الى الممثل العالمي والنجم الذي سيطر على اعجاب الفتيات في ادواره الرومانسية ولعب دور الفتى المغرم بالنساء، انما من بعد ذالك انتقل الى الادوار الاجرامية ولعب مع رجال المافيا واشتهرت عبقريته في كيفية استخدام مهارته وحرفيته في التمثيل، ويعد الفنان مارلون براندو من دعاة المدرسة الواقعية في تمثيله متبعا تعاليم ستانسلافسكي ومدرسته في السينما، وكذالك النجم العالمي الممثل المبدع انطوني كوين، كيف تطور من ادوار رعاة البقر والتي لعبها في عدة اعمال سينمائية الى الاعمال الرومانسية والحب والغرام، ولنا في فيلم زوربا اليوناني مدرسة حديثة في اسلوب تمثيله، اضافة الى الشخصية العربية الاسلامية والتي جسدها بحرفية عالية ومهارة جعلت الفنان عبدالله غيث ان يحترز منه وان يبحث عن اسلوب يستطيع من خلاله المنافسة باللعب مع نفس الدور الذي لعبه انطوني كوين في فيلم الرسالة من اخراج المرحوم مصطفى العقاد في شخصية العباس، هذه الشخصية والتي كانت غريبة عن النجم اللامع انطوني كوين من حيث الجنس والثقافة والدين والطراز، حيث انتج هذا الفيلم بنسختين الانكليزية والتي جسد الادوار الرئيسية فيه النجم العالمي انطوني كوين، والممثلة العالمية ايرين باباس، وكيف ايضا لعب الشخصية العربية الاسلامية، وقدمها باجمل صورة فنية بمهارة عالية وحرفة ابهرت النقاد العالميين في اسلوب تمثيله وتجسيد شخصية عمر المختار في فيلم اسد الصحراء مع الممثلة العالمية ايرين باباس والنجم العالمي اوليفر ريد.
فلو تناولنا شخصية المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد ، لوجدنا روحية البحث والتقصي والصراع من اجل ان يحقق اهدافه في معظم افلامه ،لا يثنيه شيىء عن تحقيق هدفه وسعيه في البحث عن النجوم والنجومية ان كانوا من الهواة او من النجوم العالميين.
هذا المخرج العربي السوري والذي ولد في حلب، انما كان يحمل جوازا امريكيا ، لقد سافرالى امريكا ليدرس الاخراج في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس ، كان مليئا من الافكار التي ابهرت زملائه من الطلبة الامريكان ، ولهذا اثار بافكاره التي يحملها استهزاء هؤلاء الزملاء معتقدين بانه من الساذجين الحالمين والبعيدين عن واقعهم، على ضوء امكانياته البسيطة انذاك، الا انه استطاع ان يواصل دراسته وان ينهيها بتفوق وان يعمل مساعدا للمخرج العالمي الفرد هتشكوك، حيث تدرب على يديه، وبعدها استطاع ان ينتج وان يخرج عدة اعمال قصيرة ومسلسلات اجنبية جمع منها الاموال التي ساعدته على انتاج واخراج فيلمين هما اسد الصحراء والرسالة، ومن بعدها اي في تاريخ 6 | نوفمبر | 2006 توفي اثر حادث انفجار في فندق غراند حياة مع ابنته في عمان.
لقد استعرضت بموجز صغير حياة هذا المخرج العربي السوري وكيف انه اصبح من الاسماء المشهورة عربيا وعالميا واسلوبه في كيفية انتقاء شخصياته وممثليه والذين يستعين بهم في تمثيل ولعب ادوار افلامه وعلى ضوء مارسمه خياله الخصب في اختيار ممثليه.
هذا النموذج ومع الاسف الشديد لا نجده عند المخرج العراقي والعربي الا ماندر، لانهم يعتمدون الممثل الجاهز، وبهذا الاختيار للممثل الجاهز، نكون قد فقدنا العديد من المواهب البعيدة عن الاضواء انما هي بالحقيقة مواهب لو اختيرت للعمل الفني لاضافت لمسات فنية جديدة وغير مستهلكة تساعد على نجاح المخرج، اضافة الى انه سيقدم وجوها جديدة ومتميزة بحرفيتها، اما الاعتماد من قبل المخرجين على الممثل الجاهز اوعز اسبابه الى ظهور مخرجون جدد لا ينتمون للفن، ثقافتهم فقيرة، وتجربتهم قليلة، مجرد انهم يملكون جواز سفر اسمه شهادة، تسمح لهم بالعمل في الاخراج انما هم يجهلون كيفية التعامل مع الاجهزة الفنية وتقنياتها وامكانياتها (الكاميرات وانواعها، اجهزة الاضاءة ومؤثراتها واجهزة الصوت وتقنياته) مما نجد اننا نتعامل مع مخرجين اميين يجهلون كيفية التعامل كمخرجين في الاستوديو سوى انهم يظغطون على بعض الازرار بشكل عفوي واختياري غير مدروس ليلتقطوا اية لقطة لصورة اختيارية ومن دون دراية بهذا الاختيار، لغياب السكريبت للمتابعة وانعدام السيناريو المهيأ مسبقا والذي يحدد اللقطة ونوعيتها وزاويتها، وحتى يجهلون كيفية ارشاد المصورين وتوجيههم على ضوء ماعندهم من رؤية اخراجية تساعدهم على تجسيد الانتاج التلفزيوني ان كان برنامجا او مسلسلا، وانا اتذكر في عملي بالاذاعة والتلفزيون يطلقون على بعض المخرجين (الخباز) اي يخبز مايسند اليه من الاعمال التلفزيونية، ان كانت برامج، او مسلسلات تمثيلية.
ولهذه الاسباب (الامية في الحرفة الفنية والاخراج) دعت هؤلاء بالاعتماد على تسجيل اعمالهم التلفزيونية على مايختاره لهم مساعديهم من الممثلين الجاهزين من نجوم معروفين هم بالحقيقة بعيدين عن الابداع والابتكار ولهذا تاتي اعمالهم ليست بمستوى الطموح المطلوب.
سئل الفنان الممثل العالمي النجم انطوني كوين، ماذا تفعل في عطلتك واجازتك؟
فاجاب: اذهب لاعمل مع الفنانين الهواة، لاجدد حرفيتي واكتسب منهم تجربة جديدة تفيدني في نجوميتي، اذن هنا، عند الهواة تكمن الحقيقة للابداع وقوة الايمان يما يمثلون، انما لو اردنا تقديم عمل ناجحا، ماهي عناصر ومقومات النجاح؟ فالجواب ياتي:-
1.امكانيات المخرجين وقدراتهم الحرفية، وخلفياتهم الثقافية اضافة الى تجربة كل منهم في مسيرة حياته.
2.ثقة المخرج بقدرته وامكانياته الفنية، وحضوره المتميز في المحافل الفنية والثقافية والادبية، مما يضيف هذا الحضور له سمعة فنية متساوية مع مايمتلكه من هذه القدرة الفنية لتعزز ثقته بقدرته لقيادة اي عمل فني تؤدي نتائجه الى النجاح المتكامل في عمله.
3.دراسة المخرج الجيد للنص والتوصل الى المراحل الاخيرة في اختيارات ممثليه للعمل معه، وبهذا الاختيار هو لديه تصورات مسبقة عن امكانيات كادره، وقدرة وامكانية كل منهم على تجسيد مايسند اليه.
4.امكانية وثقافة المخرج في كيفية استخدام ادواته الفنية (من الكاميرات واجهزة الاضاءة والصوت واجهزة المونتاج، وامكانية كل منها) لتساعده على استخدامها لخدمة عمله، اضافة انه يملك القدرة على معالجة النص وتطويعه وبمايتطابق مع رؤيته في الاخراج.
5.يعتمد نجاح كل مخرج على عدم الاستعانة بالوجوه المتكررة والمستهلكة، ولا سيما من الذين لا يملكون مهارة فنية عالية، ولا القدرة على تجسيد الشخصيات المسندة لهم لخلقها وتسخيرها وفق تحليلاتهم الثقافية وتجسيدها وفق ابعادها في عملية التحليل، لتضيف اليهم عوامل التجديد والتغيير والتطوير في الاداء، اضافة الى هذا انهم سيساعدون على نجاح العمل.