يتوهم العديد من هواة المسرح، حينما يعتقد بان عملية التمثيل تاتي عن طريق الموهبة فقط، حيث يعتمدون على قراءة الكلمات والسطور المغرية بكلماتها، ودون الرجوع الى الخلفية الثقافية التي يملكها كل ممثل، لانها مفتاح الدخول الى المهارة الحرفية لادوات الممثل في التمثيل، فمن دونها سيبقى يراوح في موقعه وراكدا بموهبته وتقليديا في تمثيله، اي كاي ممثل من الهواة والذين لا يعلمون شيئا عن ثقافة التمثيل والمسرح، وعليه فان هناك عدة مراحل للدخول الى عالم الابداع والتالق حينما تغوص في اعماق الشخصية المسرحية واكتشاف معالمها وتجسيدها بصورة فيها من اكاديمية تجسيد الشخصية في التقمص والاندماج والتسخير، تساعده على الابداع والتالق في حرفته.
فلو عدنا وتمعنا في قراءة عنوان هذا المقال او البحث فيما اعنيهه هو، قد يتبادر للوهلة الاولى من العنوان، ان هناك دوائر مرسومة، او موجودة على مساحة خشبة المسرح، ولتوضيح مفهوم عنوان هذا المقال، وتفسير ما اعنيه بالدوائر الثلاث، هي المراحل الثلاثة للممثل والتي تسبق انفتاح الستار او مواجهة الجمهور، ولهذا كنت ومازلت افضل في اسلوب مقالاتي وبحوثي ان اربط عناوينها بمفاهيم علمية وحرفية تساعد الممثل على فهم العوامل والتي يجب مراعاتها ماقبل ظهوره على خشبة المسرح، اي ماقبل انفتاح الستار، وقد اعلنت عن هذه المفاهيم بتبويب من خلال هذا العنوان، والذي اعنيه هو:-
- الدائرة الكبرى: وهي الدائرة التي يبدأ فيها مشوار الممثل للتهيىء والاستعداد لاستحضار مستلزماته الحرفية للدخول الى الدائرة المتوسطة.
- الدائرة المتوسطة: هي المرحلة التي يقف فيها الممثل (خلف الكواليس) لتهيأة تفسه للدخول الى الدائرة الصغرى (احداث العرض المسرحي).
- الدائرة الصغرى: وهي موقع مرحلة المواجهة مع الجمهور اثناء العرض من على خشبة المسرح.
الدائرة الكبرى:
وقد يبدو هذا المصطلح غريبا لهواة التمثيل، وحتى المحترفين منهم، ولهذا فان هذه الدائرة، هي بداية الدخول الى مراحل الدوائر الثلاث، حيث في هذه المرحلة بالذات، تبدأ مرحلة التهيىء والاستعداد من قبل الممثل المحترف لاستكمال مايساعده على النجاح في تجسيد مهارته الحرفية ومستلزمات شخصيته من الازياء والمكياج، ولهذا في هذه الدائرة توجد علاقة مابين الممثل ومصمم الازياء ومصمم المكياج.
العلاقة بين الازياء والشخصية
ان العلاقة بين الازياء والشخصية، هي علاقة ذات توافق نفسي، ولهذا لو عدنا الى حياتنا الواقعية التي نعيشها، ومن خلال تجاربنا الحياتية، فسنلاحظ تغيرا يطرأ على حالاتنا النفسية عند ارتدائنا الملابس الجديدة وبعض الازياء التي تعكس شياكتنا واناقتنا، ولا سيما عند النساء اللاتي لهن اهتمامات بالموظة الجديدة والازياء الحديثة والالوان المبهرة التي تترك فيهن اثرا للسعادة لا توصف، هذه الازياء تكون بتصاميمها والوانها متوافقة مع الاماكن والمحلات والزمن الذي فيه يرتدونها.
فكذلك الممثل في ارتدائه ازياء التمثيل يزداد بهجة وسعادة لا توصف، وتفاعلا نفسيا معها في استحظار شخصيته المسرحية، والتي تتجسد من خلال ردود افعاله الانعكاسية والتي تاتيه نتيجة تفاعل نفسي مع الزي التاريخي كان ام المعاصر، والتي في الوقت نفسه تفصح عن هوية الشخصية من ثقافتها وحياتها الاجتماعية وتاريخ معاصرتها للاحداث.
ولهذا ان اهمية الازياء والوانها تساعد الممثل على استحضاره لاجواء ومعالم وهوية الزمان والمكان الذي تدور فيها احداث الحكاية او النص المسرحي، وقد تختلف الازياء وتصاميمها وبموجب انواع العروض المسرحية وتاريخ احداثها وجغرافية موقع الاحداث، فهناك دراما تعتمد على دايلوجات شعرية وغنائية وموسيقية (الاوبريت الغنائي).
ففي مثل هذه العروض قد تختلف بازيائها وتصاميمها والتي من الضروري ان تنسجم مع نوعية وهوية العرض المسرحي.
وهنا ياتي دور المخرج وعلاقته بمصمم الازياء وكل منهم وبموجب قناعاته، انما الدور الرئيسي يتكفل به المخرج ليشرح للمصمم رؤيته التي من خلال الوان وتصاميم الملابس وتاريخ الاحداث، ان ينجح في توصيل رؤيته الى المتلقي.
العلاقة بين المكياج والشخصية
المكياج فن ومهارة يستعمل لتصحيح بعض التشوهات الخلقية في الوجه، او بالعكس يساهم في عملية اجراء بعض التشوهات الخلقية في الوجه للشخصية المسرحية وبموجب متطلباتها وقد اختلفت المصادر والبحوث حول نشاته، وعن مصادر استخراج وصناعة مواده.
فهناك مصادر تذكر بأن مواد التجميل عرف في العهد الفرعوني حيث كانوا يستخرجونه من الاحجار الكريمة، ومصادر اخرى تذكر ان استخراجه كان من المكونات البحرية.
اما الفريق الثالث فيوعز اكتشافه في العصر البابلي والاشوري في بلاد مابين النهرين، ولكن ومن خلال دراستنا وبحوثنا في تاريخ الادب المسرحي اتضح لنا ان فن المكياج شاع استعماله في العصر الاغريقي اليوناني.
ومن خلال اجراء مراسيم الطقوس الدينية الاحتفالية للاحتفاء ببعض الالهة وفي مراحل اشهر السنة انذاك، انما لم يعتمدون المواد التجميلية وكما معهود لدينا الان، كان اعتمادهم على استعمال الماسكات الصناعية اي الاقنعة من قبل الشعراء للتعبير عن حالات الغضب والفرح والماساة، حيث كانت هذه الماسكات عبارة عن صندوق مربع، اي ذو اربعة اوجه مسطحة، وكل وجه مرسوم عليه حالة من حالات التعبير الذاتي للانسان وفي مختلف الحالات النفسية، يستطيع الممثل ان يغير اتجاهات هذا الصندوق ويستقر على الحالة التعبيرية التي تتفق مع حالته النفسية.
اما الصوت، فكان يرتبط حلق الممثل ببوق داخلي يضخم صوت الممثل ليساعد على ايصال الصوت الى ابعد مسافة ممكنة.
اما عن مواد التجميل وصناعتها فقد اكتشفت صناعتها في المراحل اللاحقة من الاحقاب الزمنية، حيث حاولت نساء تلك الحقبة من ذلك الزمن البحث عما يساعد على بهرجة وجوههن وتصليح بعض التشوهات الخلقية فيها.
واضافة بعض المساحيق التي حاولن اكتشافها من الاعشاب البرية والتي ساعدت على اعطاء الوان من خلالها تمكنت النساء اضفاء جمالا تبهر وتغري من خلالها ازواجهن، ولهذا شاع استعمال مثل هذه المواد التجميلية ودخلت في عملية فن المكياج.
وانا هنا لا احب ان اتدخل في عرض كيفية تطور ادوات المكياج، بقدر ما اسلط الضوء على فوائده والتي تسهم في صناعة القبح والجمال، وتصحيح بعض تشوهات الوجه، او بالعكس من ذلك، استخدامه وحسب ما تمليه عليه مواصفات البعد الطبيعي للشخصية في المسرح.
اضافة الى كل ذالك هو يساعد الممثل على تجسيد وتوصيل مشاعر الشخصية واحاسيسها وعن طريق التاكيد على بعض التجاعيد الموجودة على الخدين وعلى جبين الممثل وعن طريق اقلام المكياج ذات اللون البني.
اما الاقلام ذات اللون الاسود، فهي تساعد على توسيع العين وتعريض الحواجب وتحديدها وحسب متطلبات الشخصية المسرحية.
اضافة الى هذا هناك الاقلام الحمراء وتساعد على تجسيد الشفاه والخدود وفي الادوار الكوميدية تستخدم في تطويخ ارنبة الانف، ولهذا ان لم تكن الاضاءة المسرحية مدروسة بشكل صحيح، فسوف لا تخدم كشف معالم المكياج، وقد تسيىء اليه ومن دون خدمته في الكشف عن التعبير الحسي للممثل، وبهذا سوف تضيع وظيفته والاسباب هو عدم توضيف الاضاءة لخدمة مكياج الممثل.
فباختصار، فان تعريف المكياج، هو فن ومهارة في تصحيح بعض التشوهات الخلقية في الوجه، اضافة الى هذا فهي تعمل على زيادة جمال البشرة ونظارة الوجه.
هناك بعض النقاط المهمة احب ان اذكرها لكونها مهمة واساسية في مرحلة المكياج وهي:
اولا – يراعى وضع بعض المناشف والتي تغطي الكتفين وتقي ملابس الممثل من اتساخها وتلوثها من مود التجميل اثناء عملية المكياج.
ثانيا – الاعتناء بنظافة الفم والاسنان ويفضل تناول المعطرات من خلال اقراص النعناع ،
ثالثا – تجنب التدخين ماقبل عملية المكياج حرصا على المحافظة على خلق ودية مابينك ومابين الماكيير.
رابعا – تجنب تناول الاطعمة ذات الرائحة المزعجة كالبصل والثوم ومما شابه ذلك.
خامسا – غسل الوجه قبل عملية المكياج، ولاسيما ذوي البشرة الدهنية من الممثلين لتساعد على نجاح عملية التجميل والمحافظة على عدم تشوه الوجه من خلال دهنية البشرة والتعرق الغزير.
سادسا – يفضل حلاقة الوجه للرجال قبل عملية التجميل وبالذات ممن تتطلب شخصيتهم وضع الشارب واللحى، اضافة الى كل هذا، يفضل الاستحمام الجيد والمحافظة على نظافة الجسد، ومكافحة رائحة التعرق في منطقة تحت الابط باستعمال معطرات الجسد، وهذه النقاط ان كانت بسيطة، الا انها مهمة يجب مراعاتها من قبل الممثل والالتزام بها لانها حساسة ومثيرة للاهتمام، لانها تساعد على خلق علاقة حميمية بين الممثل والماكيير.
هناك معلومة لا يفوتني ذكرها وتختلف خصوصية كل منمها عن الاخرى، وساتي على شرح تفاصيلها في اعداد قادمة انشاء الله هي:
فن المكياج في السينما والمسرح والتلفزيون.
ثانيا – الدائرة الوسطى
وبعدالانتهاء من مستلزمات الدائرة الكبرى، ندخل في تفاصيل مستلزمات الدائرة الوسطى، ففي هذه المرحلة، اي في الدائرة الوسطى تبدأ عملية الاسترخاء والتركيز، ومقارنة مابين الاسترخاء والتركيز، تاتي اهمية عملية الاسترخاء في الدرجة الاولى ،حيث يجب على الممثل في هذه الدائرة ان يكون في حالة الاسترخاء والتامل، لخلق حالة من حالات الراحة الجسدية لنفسه، وافساح المجال لتحرير ردود الافعال للشخصية بشكل يعطي دلالاته الصحيحة في التعبير، اضافة الى هذا تساعده على اداء فعل الحركة المسرحية من على خشبة المسرح وامام الجمهور بتلقائية جميلة ومتناسقة لا يشوبها التوتر (في المصطلح الدارج، متخشب).
وجميعنا نشاهد في حياتنا بعض الرياضيين من رافعي الاثقال، فقبل ان يبدأ برفع ثقل ما يكون في حالة الاسترخاء ليتمكن من موازنة جسده وتمكنه من استحضار الفعل الداخلي اي المقاومة الداخلية لرد الفعل الخارجي الا وهو وزن الثقل الذي سيرفعه عندها سيتمكن من الموازنة مابين الفعلين، وهذه الموازنة ستمكنه من تحرير فعل وقوة داخلية تساعده على رفع الثقل بشكل مسيطر وباقتدار، اما عكس ذلك، فسيفشل في اداء مهمته، وتوتره سيساعد على فقدان الموازنة مابين الفعلين ومن ثم سيسقط الثقل من بين يديه، ولربما سيصاب باذى جسدي، هكذا هو حال الممثل المتوتر الاعصاب، توتره وعدم الاسترخاء سيجعله في حالة القلق ومن ثم سيفشل في اداء وتجسيد الشخصية على المسرح، ومن ثم سيتخبط مابين الحوار والحركة، وقد يؤدي به هذا الى نسيان الحوار.
ايضا في هذه المرحلة (الدائرة الوسطى) عدم خلق علاقات سلبية ومشاحنات جانبية مابين الممثلين، لئلا يؤثر هذا على اداء مستوى حرفية التمثيل عند الممثلين، ويفضل مراجعة الدور اي الشخصية المسرحية والانتباه الى لحظة مفتاح دخولهم الى الدائرة الصغرى في عملية التركيز ، وبالمناسية هناك تمارين خاصة تجرى على الممثلين من قبل المخرج او الاستاذ المشرف على تدريسهم في المعهد لتقوية التركيز عند الممثل .
ايضا في هذه المرحلة ( الدائرة الوسطى ) يجب علينا المبادرة باسئلة انفسنا ، من خلالها نستوضح الاجابة والتي ستساعدنا على الاداء الجيد في التمثيل و كما انها ستساعدنا على التالق والنجاح هي ، اربعة اسئلة وكالاتي : متى ، واين ، ولماذا ، وكيف ، يعني للمزيد من التوضيح في الدائرة الوسطى سيتم محاورة انفسنا كالاتي :
متى ؟ سادخل الى الدائرة الصغرى والتي هي قلب الحدث ، يعني في اي حوار من حوارات الشخصية التي هي في الدائرة الصغرى اعتبرها مفتاح لدخولي الى خشبة المسرح ومواجهتي للجمهور والمشاركة في تنمية الاحداث المسرحية في المشاهد التي تخصني ، فهنا يجب على الممثل التركيز جيدا على مفتاح الدخول الى الدائرة الصغرى .
اين ؟ سأدخل ؟ الى المحكمة ؟ ام الى حضرة شخصية كريمة وذات مسؤولية في الدولة ؟ ام انني سادخل الى المدرسة ؟ ام الى ملهى ليلي ؟ .
ولماذا ؟ هل لارتكاب جريمة قتل ؟ هل سادخل لالتماس العفو من شخصية مسؤول كبير في الدولة ؟ ام انني سادخل للسرقة ؟ ام لاملاقات الحبيبة ، والخ .
كيف ؟ هل في حالة القلق ؟ هل في حالة الخوف والهلع ؟ هل في حالة الوقار ؟ هل في حالة الحزن ؟ ام في حالة من الفرح ؟
بقي شيئا مهما يجب ان يتعرف عليها كل ممثل وهي الاداة السحرية ( لو )
يستخدمها كل ممثل في الاستفسار عن كل ماهو غامض لديه مثلا :
لو كنت ملكا ، كيف سامشي ؟ كيف ساكل ؟ كيف ساتكلم ؟
لو كنت اميا ، كيف ساتحدث ؟ كيف سأكيف نفسي مع المجتمع ؟ كيف ساتكلم مع الناس ؟ هل بصوت خافت ؟ هل بصوت عال ؟ الخ .
ثالثا – الدائرة الصغرى والاخيرة
بعد ترك الدائرة الوسطى والدخول الى عالم الدائرة الصغرى ، نكون قد اكملنا مستلزمات الشخصية من الازياء والمكياج ، ومراجعة حوارها ، وتعلمنا ايضا ماهي فوائد كل من ، متى ، واين ، ولماذا ، وكيف ، عندها تبدأ مرحلة خلق العلاقة مابين الشخصيات المتواجدة على خشبة المسرح ضمن الدائرة الصغرى ،وبالذات الممثل نفسه يجب التركيز على الحوار مابين الاستلام والتسليم ، لكي تتم عملية البناء الصحيح وفق تنامي الصراع الموجود بين شخوص المشهد الواحد وبالقاء سليم وتلوين نابع من الاحاسيس والمشاعر الداخلية للشخصية المسرحية .
ثم ان هناك علاقة اساسية وضرورية جدا للممثل حينما يركز على الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية ، حيث يلتحم معها لمساعدته على تحرير المشاعر والاحاسيس الداخلية للممثل المسرحي ، من اجل خلق صورة تعبيرة فيها من جمال الاداء ومهارة التمثيل ،في التعبير عن الحالات الانسانية التي تنتابه في تلك اللحظة للمشهد المعني ، اضافة الى هذا يجب علينا ان لا ننسى التركيز على الحركة المسرحية والمرسومة من قبل المخرج المسرحي ، وتوافق ادائها مع الاضاءة المسلطة من مصدرها ( البروجكترات الضوئية ) والمختلفة الانواع ، منها البروجكترات المعلقة وعلى نوعين من داخل الخشبة ( الاستيج ) ومن خارجها والنوعين تعلق على هيرسات خاصة بها توجه من خلالها البقع الضوئية والمثبتة من قبل عمال الاضاءة وبتوجيه من مصمم الاضاءة المسرحية ، وهناك انواع للبروجكترات ، منها الفيضية والاسبوت لايت ، والفلو لايت ، والفيضية الارضية والتي نستخدمها للسايك الخلفي من خشبة المسرح ، اضافة الى مواقعها المختلفة والمعلقة خارج خشبة المسرح ، والداخلية ، اضافة الى بروجكترات المثبتة على استاندات خاصة بها ، اضافة التركيز على توقيت تشغيل الافلام الوثائقية والتي قد تحتاجها بعض العروض المسرحية ولا سيما في المسرحيات التسجيلية الوثائقية .
فبعد ان تعرفنا على كيفية خلق العلاقة مابين شخوص المشهد الواحد ، والمسرحية ككل والتي ذكرناها انفا ، والتركيز على متطلبات مايساعدنا على التمثيل ،بقيت هناك مرحلة مهمة جدا ، هي عملية التقمص والاندماج ، وملاحظتي حول هذه العملية هي يجب على الممثل والشخصية ان تكون العلاقة مابينهما علاقة الرقيب والمراقبة وان يبدأ الممثل الرقيب بمراقبة الشخصية المسرحية المراقبة ، وتوجيهها التوجيه الصحيح وتسخيرها بموجب ماتمليه عليه متطلبات العمل الفني من حرفية التمثيل ، مما يستوجب على الشخصية الرقيبة ان لا يندمج كليا مع الشخصية المسرحية مائة بالمائة ، لئلا يحدث مالا يحمد عقباه من كوارث ماساوية على خشبة المسرح ، وهذا قد حدث في العديد من العروض المسرحية وذهب ضحيتها العديد من الممثلين نتيجة الاندماج الكلي مع الشخصية المسرحية في مشاهد والتي تتضمن العنف والقتل على خشبة المسرح ، فمن الواجب الاندماج بنسبة 90 بالمائة ، والعشرة الباقية هي الشخصية الواعية والتي تحاول مراقبة الشخصية المسرحية وتحريكها وتسخيرها من على خشبة المسرح ( الرقيبة والمراقبة ) .
هذه هي اهم مهمات الممثل في مراحل هذه الدوائر الثلاث.
ارجو انني قد وفقت بتوصيلها لكم ----- مع التحيات .