(هذه المسرحية هي ملحمة تاريخية وقعت احداثها في قرية مسيحية من قرى شمالنا الحبيب، حيث جائت وقائع احداث ماساتها على يدي احد ضباط حامية عسكرية كانت مرابطة في المنطقة الشمالية لحماية الاوضاع الامنية في المنطقة، فاسفرت اجتهاداته الذاتية والعشوائية عن اعمالا وحشية بحق سكان القرية، فانعكست وحشيته على النظام الحاكم انذاك).
مشهد الثالث عشر
(القائد والمامور والشرطيان والجماهير الغفيرة)
القائد (يدخل دخول قوي) هجوم مسلح مو؟
(ضربة موسيقية)
هاي انت قس وتحرض جماعتك على الهجوم المسلح؟.
القس: اهلا ومرحبا بيكم بقريتنا.
القائد: ابقريتكم؟
حجاية فارغة ومابيها اي شعور بالوطنية.
القس: والوطنية شلون تكون يا حضرة القائد؟ شعارات؟
يا يعيش ويا يسقط؟
مامور المركز: من تحاول تحجي اوزن كلامك واعرف ويا من دتحجي (الى الجمع الغفير)
اخواني، اقدملكم سيدي الملازم عبد الجبار امر قطعاتنا العسكرية والمسؤول عن حماية هل منطقة.
القائد : (بعصبية)
مامور المركز.
المامور: نعم سيدي واحتراماتي
(يؤدي التحية العسكرية)
القائد:وعليش هل رسميات؟ وبعدين منو همه حتى دتعرفهم عليا؟
القس: احنا تعرفنا على حضرة جنابك، والك معزة خاصة عدنا.
وبالنيابة عن رعاياي من اهل القرية، نقدملك كل الشكر والتقدير على افعالك الوطنية بحماية هل منطقه.
القائد: بس هذا مايكفي، احنا انريد ابمكان هذا الكلام، كول وفعل.
القس: احنا حاضرين بكل مهمة تخدم مصلحة الوطن وامن المنطقه.
القائد: هل كلاوات عبرها على غيري.
سلام: ارجو من جنابك احترام راعي كنيستنا.
القائد: (يؤشر على سلام)
تعال انت، تعال ليجاي، انت مبين عليك لسانك طويل.
سلام: (يتقدم باتجاه القائد العسكري ويقف امامه وبالقرب منه).
القائد: (يتفحص سلام)
اعتقد هو هذا راس الشليلة، مو صحيح يا ابوهم؟
انزع قميصك
سلام: (يخلع قميصه).
القائد: شوف ياابوهم، حياة هل شخص هي بين ايديك، اكشفلنا عن المخربين اللي حاولوا تفخيخ طريق قواتنا وتفجير عجلاتنا العسكرية، والا هذا خطيته بركبتك.
القس: واني شمدريني يا حضرة جناب الامر العسكري؟
القائد: اشمدريك مو؟
(يضرب سلام بالعصى على ظهره).
القس: بس هاي مو عدالة منك.
القائد: ليش شلون تكون وجه العداله؟
القس: اذا كان عندك شك بشخص ما، حقق وياه ومن دون استعمال العنف، هذا انسان كدامك.
القائد: لعد واللي راحو ضحية عملكم الاجرامي من قواتنا اشجانوأ همه، طليان؟
مو بشر؟
ماعدهم عوائل؟
جايين وتاركين عوائلهم من اجل حمايتكم وتكافئوهم بالموت؟
(يمسك سلام من يده ويهزه هز)
احجي اتمنطق، ذوله الضحايا اللي راحوا نتيجة عملكم الاجرامي مو حرام؟
احجي احجي احجي .
سلام: شاحجي حضرة الامر العسكري؟
القائد: (بعصبية) كول سيدي.
سلام: اني ما عندي اي معلومات عن هاي الاعمال التخريبية.
القائد: لعد منو هو الي عنده هل معلومات؟
ها؟
اعرفت، المعلومات عد هذا اللي اتسموه ابوكم.
بس حرامات تكلوله ابوكم، كدام عينه، وكلبه مايرج (ينادي على مامور المركز)
وينك؟
المامور: نعم سيدي.
القائد: خل ايكون هذا اول من يتنفذ بحقه حكم الاعدام، اخذوه وعدموه بره، وذبوه بالوادي.
المامور : تؤمر سيدي
(يمسك سلام من يده ويسحبه الى الخارج).
القائد: (يسحب طفل من يده بشدة) نعال انت ياشاطر.
الطفل: (من شدة الالم يصرخ) اخ.
وردة: (تصرخ) عوفه، شلون يرضى ضميرك تاذي طفل لا حوله ولا قوة.
القائد: انت، مبين عليج قوية، ومتخافين، وجريئة بنفس الوقت.
وردة، هاي مابيها لا قوة ولا جرأة، طبع الانسان عاطفي وعنده كلب مايتحمل شوفة طفل انسان بريء ويتعامل بهل قسوة.
القائد: طيب، هاي الخاطرج نعوفه للطفل، ونشوف هذا الاخر.
(يسحب مروكي من يده بشدة)
ماشاء الله جسمك يتحمل الخشونة، بس مع ذالك مبين عليك انت انسان راقي ومتعاون بنفس الوقت، انت تحس بروحك انك وطني؟
مروكي: طبعا حضرة جناب القائد العسكري، هذا الوطن نفديه بالغالي والرخيص.
القائد: (الى القس متي)
شوف هاي النماذج الحلوة، واحد من ايشوفها ويسمع حجيهم الحلو، ينتابة نشوة وفرح، زين حبيبي عبرلي عن وطنيتك واكشفلي اسماء المخربين من الشباب.
مروكي: حضرة جناب القائد، احنا اذا نعرف اكو واحد ابيناتنه مخرب دقيقة وحدة مايبقى بقريتنا.
القائد: شوف، راح تزعلني عليك، موجنا حلوين عليش بدلت كير؟
سوق عدل، واتعاون ويانا، واحنا اللي راح يتعاون ويانا ماننسى اتعابه، راح نرفع تقرير بحقه للجهات الرسمية العليا، وراح يتكرم.
مروكي: حضرة جناب القائد العسكري، الوطنية هي موسلعة تنباع وتنشري، ولا هي تتقيم بالتكريم، لانه مثل ماتعرف حضرة جنابكم، انه الوطنية هو شعور واحساس يتفاعل مع الانسان، هو شعور ايخلي الانسان يعلن ولائه للوطن وللحكومة المركزية.
القائد: صايرلي استاذ محاضر وتحاضرلي محاضرة عن الوطنية، اكيد انت من تربات ذولاك اللي اينادون بالاستقلال والتحرير والانفصال عن الوطن الام، هذا العراق العظيم.
مروكي: العراق عراقنا، وكلنا نفديه بالدم، نفديه بالغالي والرخيص.
القائد: لعد ليش ماتتعاون ويانا؟
(يطعنه بالحربة).
القسيس: خاف الله، حكم الله على المتجبرين.
القائد: وينك حرس؟
الحرس: نعم سيدي.
القائد: سحله بره وكمله وذبه بالوادي.
الحرس: تؤمر سيدي،
(يسحلون مروكي والذي يتالم من الطعنه ويخرجون به الى الخارج.
القائد: (للقسيس)
علمني شلون ايكون الواحد من ايخاف الله؟
القسيس: الواحد من ايخلي محبة الله ابكلبه، الواحد من ايكون مليان حنية ويعطف على الضعفاء، القسوة من تكون من موقف قوي، ايكون صاحبها خالي من الحنية، ضمير ماعندك، مدكول ذوله ناس عزل، ناس عايشين على حب الله، وين انسانيتك؟
وين وطنيتك، مو ذوله همه اهل هل كاع الاصليين، مو همه ذوله اهل الوطن، اولاد اشور وبابل، ذوله اللي شاركوا العراقيين بكل المواقف المشرفه، وهاي مكافئتكم الهم؟
القائد: كلها السبب منك، انت راس البلية، لو متعاون ويانا، واكشفتلنا عن اسماء المخربين، ذوله المساكين ماراحوا ضحية الا بسبب سكوتك، انت قس، والقس الكل تعترف يمه، عن جرائم انسانية وحربية، سرقة وبوك، فحتما ذوله المشاغبين، يابا روح مو كلهم، اقلها واحد من عدهم اعترفلك بعملية اجرامية تخريبية، كللنا عن اسمه واحنا ذاك الوكت نعرف شلون انجرجر البقايا.
القس: لو على موتي، سر الاعتراف هذا سر من اعظم الاسرار، وامانة بركبتي، مااكدر افشي باسرار الناس المعترفة، ذوله لو عدهم شي من هذا القبيل ماتلكاهم اهنا، جان التحقوا ويا ذولاك اللي ايدورون انفصال، لو استقلال، وحتى ذوله همه لا رايدين الاستقلال ولا الانفصال، بقدر مارايدين ايحكموم نفسهم ابنفسهم وتحت رعاية الحكومة المركزية.
القائد: هسه انت بينت على حقيقتك، كلامك هذا هو بحد ذاته ادانه الك، كلامك هذا هو تشجيع ودعم للانفصاليين، وفوك هذا توكف كدامي بعين صلفه وتدافع عنهم.
القس: اني مادافعت الا عن الحق والحقيقة.
القائد: اي حق واي حقيقة، ذولة ناس مخربين وجاي تدافع عنهم؟
انت ايضا مجرم وخائن، والخائن مااله مكان بهل وطن، وعقوبته الموت.
(يهجم على القس ويطعنه بالسكينه).
الجميع: (يصرخون صرخة قوية، القس يتجه الى الاعلى، وتتبعه المجموعه، مع موسيقى حزينه).
(موسيقى -- فيت )
النهاية