غالبا مانقرأ بعض الشعارات الرنانة والتي تمنح الجماهير امالا في الانتعاش الاقتصادي، وهذا يتطلب وجود شريحة من المفكرين السياسيين والذين يضعون مصالح الجماهير نصب اعينهم محاولين تغيير الانظمة والقوانين من اجل ان يتم الحراك السياسي للوقوف الى جانب هذه الجماهير، ومن هنا يبدأ الصراع مابين شريحة تروم خدمة هذه الجماهير وشريحة اخرى تنتهز الفرصة للوثوب على اكتاف الجماهير من اجل تحقيق المصالح الخاصة ونيل بعض المناصب والتي قد يكون لها تاثيرات ايجابية لو ان مستحقيها احترموا مبادئهم ووعودهم التي قطعوها على الجماهير قبل الانتخابات وقبل الارتقاء لهذه المناصب والمسؤوليات الرئاسية والتي من شانها ان تخدم قضية الانسان والجماهير المتطلعة الى من ينقذها من هذا الحيف والاجحاد-- ولكن ومما يؤسف له ان تعامل الجماهير مع اصحابي هذه الشعارات جاء نتيجة تعاطف غير عقلاني وخاطئة لكونها جائت عن طريق المحسوبية والحزبية والطائفية والتي لا جدوى منها لخدمة هذه الجماهير الكادحة والمغلوبة على امرها، سوى خدمة مصالح من دفعهم على الترشيح لاغراض لا تخدم الانسان بقدر ماتخدم مصالح شخصية بعيدة عن خدمة الجماهير الكادحة، ويبقى المواطن مابين الحانة والمانة، اي مابين وعود معسولة مثل:
سنبني – سنغير – سنعمر
وبعدين اقبض حسابك
من دبش .
انما الكلمة الصادقة والتي تاتي من صدق المشاعر والاحاسيس والتي ينطق بها الفنان ومن على منبره المقدس اي خشبة المسرح هي كلمة نابعة من اعماقه ورغبته في خدمة الجماهير وباساليب التعبير والتي تنم عن ابداعات الفنان نفسه والملتزم بقضية الجماهير العادلة لتلعب دورا مهما في توعيته وتفتيح بصيرته باتجاه اختيار من يمثله التمثيل الصادق والصحيح بعيدا عن العاطفية وعن المحاصصة الطائفية والمحسوبية.
اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا واعيا
ومن هنا تقع الامانة والمهمة الصعبة على الفنانين في توعية الجماهير من اجل تحقيق التغيير والتطوير والعدالة الاجتماعية كون الفنان يتعامل مع القضية لانسانية تعاملا نقيا ويطرح الافكار التي تخدم الجماهير لتحقيق الموازنة الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية ونبذ العادات والتقاليد البالية والتي من شانها تقييد حرية الانسان في الاختيار الصائب للسير في مسالك التحرير والتحرر من العبودية وعبادة الاشخاص وانتقاء من يمثلهم التمثيل الحقيقي لمواجهة اطماع المتنفذين في السلطة من الذين لا هم لهم الا سرقة اموال هذه الجماهير، والمنحرفين عن اهدافهم وشعاراتهم الرنانة والتي كانت ماقبل الانتخابات سلالم صعود لتنفيذ ماربهم في الاستحواذ على الاطماع الشخصية والغير المشروعة في نهب اموال الفرد والمجتمع.
ولهذا يجب على الفنان الملتزم ان ياخذ زمام المواجهة الحقيقية في تعرية مثل هذه النماذج من شرذمة وحثالات المجتمع وفضح اساليبهم ومراوغتهم في الاحتيال على ابناء الوطن وفضح ارتباطاتهم وعمالاتهم الغير المشروعة في تحقيق مصالحهم واطماعهم الشخصية وعلى حساب مصالح الجماهير الكادحة والذين مازالوا يئنون تحت وطاة الوعود الكاذبة والمزيفة.
اذن من هنا ياتي دور الفنان والاديب المثقف والملتزم والمنحاز الى جانب خدمة قضية الجماهير وتعرية المتلاعبين على اوتار الكذب والخيانة، هذا الفنان سيجد نفسه ومن دون محالة ان يقف بالمرصاد ضد هؤلاء المتلاعبين وان يسعى جاهدا لايجاد الحلول والافكار البديلة والتي من شانها ان تخدم المجتمع والتي يراها ومن خلال منظار رؤية سياسية تعمل لمصلحة الجماهير، اضافة الى ايجاد الحلول والايديولجيات المناسبة لتطبيقها من اجل ايجاد مخرجا سياسيا مبني من خلال نظرة سياسية صائبة لتعمل على خدمة الجماهير وتساعد الانسان العراقي على اجتياز محنته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ايضا.
فالمسرح وكما ذكرنا انفا انه اداة توعية وتثقيف وتفتيح اذهان المجتمع ودعوته الى التفكير الصائب وملاحظة مايجري من حوله عملا بالمقولة التي تقول: (اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا واعيا).
المسرح السياسي في العراق
المسرح السياسي في العراق يقف على مفرق طريقين، اما ان يلتزم بقضية الجماهير ويدافع عن حقوقها بحق وحقيقة، وامان يتسيس لمصلحة النظام وعن طريق بعض الضعفاء والذين يضعون الماسكات على وجوههم محاولين اخفاء حقيقتهم وهم يتباكون على مصالح الجماهير زورا وبهتانا، انما لو حاولنا الوقوف على حقيقتهم لوجدناهم ابواقا ينفخون في قرب فارغة من اجل دعم الانظمة الظالمة وعلى حساب هضم الحقوق المشروعة للجماهير لقاء تحقيق مصالح شخصية.
ولهذا فان المسرح السياسي والجاد والنابع من هموم الشعب، هو مسرح صاحب قضية انسانية جماهيرية يحمل بين سطور مايطرحه من المضامين الفكرية ليخدم المرحلة الصعبة من حياة الجماهير، هذا المسرح يجب ان يرتكز على مقومات اساسية ليقف الى جانب خدمة القضية الانسانية بجراته، وبحججه والتي ترتكز على المصداقية من خلال المواثيق والمستمسكات التاريخية والحقائق المدعمة والمتجسدة من الواقع المرير الذي يعيشه ابناء الوطن والمصداقية في تجسيد حياة الافراد التي لعبت على مشاعر المواطن وتعريته (المسرح التسجيلي – بيتر فايس) ان يكون مفعما بالايمان بما يطرحه ويعمل عليه (المسرح الواقعي – ستانسلافسكي) ان ينتقد نقدا بناءا ويشخص الخلل واسبابه وان يعطي البدائل (مسرح برناردشو) ولهذا فان المسرح السياسي هو مسرحا نابعا من الافكار والقيم الانسانية من اجل انقاذ هذه الشرائح الاجتماعية والمغلوب على امرها.
العاني والمسرح السياسي في العراق
لا يخفى علينا وعليكم جميعا ما للادب المسرحي العالمي من تاثيرات بلغته السياسية وصوره الاجتماعية على واقع اي شعب كان، اذا ماعلمنا بان التقسيمات الطبقية لها تاثيراتها السلبية والايجابية على واقع اي مجتمع في عملية التغيير والتطوير من حال الى حال اقضل او ادنى، وفعل التحريك والرغبة في عملية التغيير والتطوير لا تاتي الا من خلال الشريحة المثقفة والوطنية والتي تعيش واقع معاة شعبها لتعكس هذه الصور الماساوية متجسدة من خلال صور لنصوص مسرحية تجسد احداثها من خلال الواقع المساوي لحياة اي شعب مغلوب على امره من جراء استغلال الطبقات البرجوازية والارستقراطية والاقطاعية والمسيطرة على مقاليد تشريع الانظمة والقوانين والتي تعمل ومن خلالها على تحقيق مصالحها الخاصة، ويبقى الشعب يعيش تحت واقع وطأة اقدام هؤلاء الطغاة.
ولنتيجة هذا الاجحاف السياسي والظلم الذي لا يتحمله الكتاب والمفكرين من ابناء الشعب ولا سيما شريحة الطبقة العاملة ولهذا عملوا ومن خلال نتاجاتهم الادبية ونصوصهم المسرحية على مقاومة هذه الاوضاع السلبية ويسخرون منها ويجاهرون علنا ومع المفكرين السياسيين بردود افعالهم ومقاومتهم لهذا الظلم ومن مايحملونه من المضامين والافكار اليسارية والتي تدافع عن مطاليب الجماهير العادلة لاحرية والتحرير والانعتاق من العبودية ومن العادات والتقاليد البالية، والسخريةمن النظام السياسي وتعريته من على خشبة المسرح، فمن هؤلاء الكتاب كاتب الجماهير والممثل الساخر والكوميدي هو:
يوسف العاني
ففي الفترة ماقبل الثورة ، اي ماقبل عام 1958 كتب يوسف العاني عدة نصوص مسرحية تغلب على معظمها طابع السخرية والكوميد الهادف والنقد البناء ومن خلال شخصياته
الشعبية الكوميدية والواقعية والتي نالت اعجاب الجماهير واستحوذت على اعجاب الصحافة والنقاد من المعجبين بمدرسة يوسف العاني في التاليف والتمثيل نال صداها في محافظة يغداد وبقية المحافظات العراقية ، ففي سنة 1953 كتب مسرحية راس الشليلة ، هذه المسرحية التي ومن خلال مشاهدها واحداثها البروقراطية والتي كانت متفشية في اجهزة الدوائر الجكومية وتعرية العلاقات والواسطات في تعاملها مع المواطنين ، اضافة الى عرض معاناة هؤلاء البسطاء من المواطنين عند مراجعتهم للدوائر الحكومية ومفاضلة الذين لديهم الواسطات من قبل المتنفذين في الجهاز الاداري على المواطنين المساكين من الذين لا يملكون الواسطات ، وكما انه تطرق الى تناول الاوضاع السياسية ومواقف الشخصيات الاجتماعية والمرموقة في المجتمع ، وكذالك جسد دور المراة العراقية الام وشجاعتها في الوقوف ضد الانظمة الجائرة في مسرحية اني امك ياشاكر والتي فقدت ابنها في سجون الانظمة الفاسدة من فترات الحكم في العراق ومنتقدة وبشجاعة الذين لا ترهبهم بشاعة الاحكام الجائرة انذاك والوقوف الى جانب الشعب ومطاليبه العادلة ، ومقاومة النظام ومحاربة العمالة والجواسيس والذين كانوا يلاحقون الاحرار من المواطنين ، لقد تناول العاني ومن خلال مؤلفاته ونصوصه المسرحية قضية الانسان المظلوم وانتقاد الانظمة الحاكمة والسخرية منها باسلوب كوميدي يعالج من خلاله واقع المجتمع العراقي المظلوم.
كان موقف الام في مسرحية اني امك ياشاكر موقف البطلة والتي وقفت متحدية النظام وازلامه بالدفاع عن حق ولدها في الحياة السعيدة والذي استشهد داخل القضبان الحديدية ومن دون خوف – جائت هذه المسرحية وهي تحمل معاناة العني من النظام الجائر واساليبه القمعية ومتاثرا في الوقت نفسه بالافكار اليسارية التي جسدتها الثقافة الروسية ومن خلال كتاب نصوصها الواقعيين والرمزيين – كان ساخرا وناقدا بطرح افكاره التي كان يؤمن بها ، ويجسدها من خلال ادواره وشخصياته المسرحية والتي لاقت نجاحا قل نظيره من قبل الجماهير الحاشدة على شباك التذاكر ولا سيما الشريحة الاجتماعية المسحوقة والمظلومة مما جعل النظام ان يضغط على نشاطه ويضع رقابة على اعماله واعمال فرقته مما جعله هذا الوضع الرديىء من الاوضاع السياسية ان يترك الوطن وان يهاجر بعد ملاحقته من اتباع السلطة الحاكمة الملكية شانه شان جميع الكتاب الوطنيين ، وبعد عودته الى الوطن اي بعد عام 1958 ظهرت تاليفاته المسرحية والشعبية والتي استقى افكارها ومضامينها الشعبية البغدادية من سوق حمادة – لقد ذاع صيت هذا الفنان بكوميديته وسخريته من الشخصيات البرجوازية والتي عاشت وهي تمسح اكتاف المتنفذين في السلطة ، لقد حاول جاهدا وبكل ماعنده من الابداع والتالق والطاقة الفنية والثقافية ان يعري هذه الانظمة ويتصدى لها ، هذا الفنان والذي احتضنت ولادته محافظة الانبار سنة 1927 ومن ثم انتقل الى بغداد وعاش طفولته وحياته الاجتماعية متاثرا بهذه الاجواء البغدادية .
يوسف العاني رائدا عراقيا من رواد المسرح السياسي
لقد عمل الفنان يوسف العاني رحمه الله جاهدا على ترصين مسيرة المسرح العراقي ومن خلال اعمال فرقة الفن الحديث ومع الاستاذ العملاق المخرج ابراهيم جلال رحمه الله على التنفيس والتطهير لذاته ومن خلال تقديم مؤلفاته المسرحية منها : الشريعة ، راس الشليلة ، المفتاح ، اني امك ياشاكر ، نفوس ، وعديدة هي مؤلفاته والتي قدمها كمؤلف وكممثل ناجح ومتالق ومبدع واضعا كل امكانياته لخدمة الجماهير وقضاياها الانسانية ، ولهذا كان هذا الفنان من المناهظين لسياسة القمع وزج الاحرار في غياهب السجون العراقية حينما جسد افكاره اليسارية في اعماله المسرحية والوقوف ضد الانظمة الجائرة ماقبل ثورة 1958 من تموز ، وكذالك وقف وقفة شديدة وفي عدة مقالات صحفية نقدية ضد الاوضاع السياسية والتي لا تلتزم بحرية النشر والتعبير عن الافكار التي تدافع عن حقوق الجماهير والوقوف الى جانبها ، ولهذا اعتبر رائدا من رواد حركة المسرح السياسي في العراق باسلوب انتقادي يحمل من اهداف التغيير والتطوير وطرح البدائل متاثرا بالافكار الماركسية ولا سيما من اعمال المسرح الروسي ، فحينما نستعرض مسرحياته وافلامه السينمائية ومسلسلاته التلفزيونية قلما نشاهدها خالية من النقد والسخرية والتعرية والالتزام الى القضية الانسانية في الترر والانعتاق وكشف المستور ، وهذا لم ياتي من فراغ بقدر ماكانت تاثراته بالمدارس العالمية ونصوص كتابها من كتاب المسرح العالمي في لندن وباريس وموسكو والمانيا ، فاستزاد منهم ثقافة وتجربة اغنته في تجربة التاليف واسلوب النقد متاثرا ب غوركي وجورج برناردشو ، والكاتب والمخرج الالماني برتولد برشت والتي اسفرت عن تعرق واعداد مسرحية البيك والسائق والتي اخرجها المخرج ابراهيم جلال ومثل بطولتها الراحل الفنان الممثل والمخرج قاسم محمد .
جميع هذه المؤلفات المسرحية التي قراها واطلع على اسلوب كتابتها اغنته بتجربة قيمة تاثر باسلوب كتابتها وصياغة احداثها ، كانت له مصدر الهام لتصب في افكاره وينبع منها معينا لا ينضب لتجسد من افكاره صور حية واسلوب متجدد ومتطور للمسرحيات الشعبية الساخرة للمسرح السياسي في العراق ، حيث كان له الاثر في استقطاب الجماهير المثقفة والفقيرة والمعدمة لتشاهد ماسيها المؤلمة والواقعية في مشاهد وفصول صاغ احداثها العاني بمصداقية وواقعية في جميع عروضه المسرحية والتي كانت خشبات مسرح بغداد وخشبة المسرح القومي تتقاسم عروض مسرحياته الشعبية والناجحة ومع مخرجيها العظام ابراهيم جلال وقاسم محمد وسامي عبد الحميد والذين كان لهم الفضل في انبثاق هوية مشرقة لشمس المسرح السياسي في العراق بعد ان اصاب خفوت ضياء اول تجربة لمثل هذا المسرح في الاربعينيات من المدارس الابتدائية التربوية حينما كان المعنيون يتغنون بحب الوطن والعروبة والذي كان لبدايتها للروح الوطنية التي كانت لدى المثقفين الوطنيين من
الشعراء والادباء ضمن تلك الفترة التاريخية اي في الاربعينيات من حياة الانشطة المدرسية ، وليس للمحترفين اية علاقة بمثل هذا النموذج المسرحي بقدر ماكانت هي دعوة من المثقفين الاحرار الى الحرية والاستقلال الوطني ومعظمهم كانوا من المدرسين والشعراء الوطنيين من امثال محمد مهدي البصير شاعر ثورة العشرين والذي قال في قصيدته وهي احدى مؤلفاته وعنوانها ( الصقر والحمام ) وتعتبر من القصائد الرمزية ذات المغزى السياسي ، حاول فيها باسلوبه السهل ان يتناول حجج المستعمرين في احتلال الشعوب المسالمة يقول فيها :
قال الحمام لصقر اغار فاحتل وكره
اانت ضيف كريم وانصاع ياخذ حذره
فقال لا بل صديق كشر علم وخبرة
قد جئت وكرك لكن لكي اديره امره ------- الخ
وهنا نلاحظ المعنى والرمز التي تحمله القصيدة للمحتل الانكليزي للعراق ، وخالد الشواف والذي يقول في مسرحيته و قصيدته الشعرية :
ننمار : ياسادتي تعتذر الفتاة فهي متعبة
ايار : بل ذكرت اوطانها نائية مغتربة
ياللفتاة يالها شقية معذبه
حزقيال المرابي : ايار لا تاس على دموعها المنسكبه
غدا تعيش في النعيم بعد عيش المثرية
وموسى الشاهبندر والذي كتب مسرحية وحيدة ،
ولهذا اصطبغ المسرح العراقي ومنذ تلك الحقبة الزمنية من حياة العراق السياسية بصيغة وطنية وسياسية ، وتجدد عطائه واسلوب مدرسته في التجسيد ضمن عروض مسرحية طرحها الاساتذة من المخرجين والذين تتلمذوا في الجامعات الامريكية والروسية والايطالية وبعد عودتهم اضافوا لمسات فيها من الابداع والتعبير الجمالي مجسدين معاناة الجماهير المتطلعة الى الخشبة المسرحية على انها المنبر الوحيد الذي يعبر عن معاناتهم ومشاكلهم الاقتصادية والسياسية ، فقد عمل هؤلاء الاساتذة من كبار المخرجين العراقيين من امثال ابراهيم جلال وجعفر السعدي وبهنام ميخائيل وجاسم العبودي وجعفر علي واسعد عبد الرزاق وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ---- الخ عمل هؤلاء المخرجين على
تجسيد هذه الاعمال المسرحية والتي عكست صورة مظلمة لواقع المجتمع العراقي يومذاك مما جعلت الانظمة السياسية ان تفرض رقابة صارمة على التصوص المطروحة من النصوص المسرحية ووضع رقابة صارمة على عروضها .
لقد اضافت النصوص العالمية نكهة جميلة وبصورة عراقية وشعبية بعروض كانت لها تاثيراتها على الجماهير ومتاثرة ايضا بالعروض العربية للمسرح السياسي في سوريا ومصر ولبنان متاثرين بالمسرح العالمي وعن طريق الاعتماد على خبرات اساتذتنا المخرجين والذين حاولوا التجديد بعد عودتهم الى العراق باساليب الاخراج والتقنية الحديثة ، والمساهمة في تحريك الاجواء الثقافية بدعم المؤلفين من الذين يحملون افكارا سياسيا لخدمة الجماهير في نشر الثقافة والتوعية السياسية .
ولهذا ففي مرجلتنا الراهنة وضمن هذه الظروف القاسية من حياة شعبنا ، اما ان الاوان للمثقفين المسرحيين الثوريين ان يتحركوا الحراك السياسي في اعادة مجد المسرح العراقي السياسي ليساهم في خلق صراع ونقاش مع السلطة والنظام من اجل اتغيير، اما ان الاوان للمثقفين العراقيين من المسرحيين ان يقولون كلمتهم بنبذ الطائفية والمحاصصة الحزبية وعلى حساب حرية الفرد والمجتمع وان يقول المسرح السياسي كلمته ؟؟؟؟ ونحن لنا الامال بمؤلفينا من كتاب المسرح المجددين ان يتخذوا من المسرح السياسي العالمي مدرسة يتعضون منه .