هذا الفنان الذي ولد في اجواء اجتماعية محافظة عاش فيها وفق متطلباتها الظرفية الحياتية شأنه شأن بقية ابناء محافظة كربلاء المقدسة والتي احتظنت ولادته سنة 1927 حيث كتب على هذا الطفل ومنذ طفولته انه سيكون له شانا في الابداع والتالق ودورا بارزا في مسيرة المسرح العراقي.
لقد انهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، وعشق المسرح منذ طفولته، لقد اعجبه التمثيل وهو في المرحلة الابتدائية، حيث كانت لديه الجراة بالوقوف امام زملائه من الطلبة في القاء القصائد الوطنية في رفعة العلم، هذه القصائد فيها من الحماسة كانت تثير من خلال القائه اعجاب الاساتذة وزملائه الطلبة، ولهذا احب الفن واعجب به، وهذا الاعجاب ساقه للدخول في معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية سنة 1950. وبعد اطلاعه على النصوص العالمية وتاثره بافكار مؤلفيها وبمبادئهم واعجابه بهم نضجت رؤيته ونظرته للفن واصبحت لديه منهجية يتبعها في تطبيقاته المرحلية في معهد الفنون الجميلة ابهرت زملائه الطلبة اضافة الى اساتذته من رواد المسرح لينال شهادة الدبلوم سنة 1955 ويكون الاول على طلاب دورته مما اهله هذا التحصيل العلمي ان يمنح زمالة بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ذيتر) في شيكاغو – امريكا. بعداغترابه عن الوطن من اجل تحصيله العلمي بقي اسم العراق وشعبه مرسوما في قلبه وهو يلهث باسمه وشامخا بجنسيته كشموخ نخيله، حيث يذكر انه في احدى مراحل دراسته في امريكا اسندت اليه الاستاذة المشرفة على مراحل دراسته شخصية كردية كانت مرسومة بشكل سلبي وطلبت منه ان يمثلها، وبعد قرائته للنص ودراسته للشخصية تبين انها مرسومة بصورة سلبية مما دعاه الى رفض تجسيد هذه الشخصية والمشاركة في هذا العمل المسرحي مما عرضه هذا الاجراء الى انهاء منحته الدراسية والعودة الى الوطن دون تحقيق هدفه العلمي لان نظام المعهد يحتم على كل طالب الانصياع لتعليمات وتوجيهات اساتذته من المشرفين على مرحلته الدراسية، وعدم انصياعه لهذه التعليمات عرضه للحرمان من مواصلة مرحلة التعليم، وبعد تهيئة حقائبه جاء الى المعهد ليقطع علاقته الدراسية فيه ليعود من بعدها الى الوطن التقته الاستاذة المشرفة في اروقة المعهد واخبرته اكراما واعجابا بموهبته قررت ان تكتب مطالعة لادارة المعهد انه لا يصلح لتجسيد هذه الشخصية ولهذا اعفي من تمثيل هذه الشخصية، وهكذا ساعدته هذه الاستاذة على مواصلة دراسته وفتحت له ابواب الفرصة لمواصلة مرحلته الدراسية بعد ان جسد محبته للوطن ولشعبه العراقي وبكامل اطيافه القومية.
لقد تاثر هذا الاستاذ المخرج والمؤلف المتالق والمبدع في تمثيله بالافكار اليسارية من خلال تاثره بالادب الروسي وبنصوصهم المسرحية، اضافة الى احتكاكه بزملاء مرحلته الدراسية ممن كانوا يحملون نفس الافكار والاعجاب المشترك بالادب الروسي ثقافة وفلسفة، واتخذ منها منهجا لذاته ولاعماله المسرحية، مضيفا من ابداعاته لها مما جعلها متميزة باسلوب طرحها المتطور عن نسخها الاصلية، لقد كلل هذا المبدع العبقري مرحلته الدراسية في معهد (كودمان ذيتر) باطروحته بمسرحية (الشارع الملكي) من تاليف تنسي وليامز على مسرح الاستوديو في نفس المعهد مما اثار تساؤلات بعض المسؤوليين عن كيفية امكانية تجسيد هذا الواقع المغاير عن تجربة واقعه العراقي، فاجاب على هذه التساؤلات انني لم اقدم الواقع بقدر ماحاولت تجسيد قضية الانسان لانها قضية واحدة حتى لو اختلفت جنسياتهم، وبعدها نال شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي عام 1965وعاد الى الوطن من نفس العام، ومن حسن حظي انني تعرفت عليه في مرحلتي الدراسية في المعهد واعجبت بشخصيته وبقليونه الذي لم يكن يفارق شفتيه وغطاء راسه (الكاسكيته) والتي اضافت لشخصيته شخصية جميلة مبهرة ميزته عن بقية اساتذة المعهد، صادفته في المعهد يوم كان منتدبا الى اذاعة القوات المسلحة لخدمة الاحتياط عندما كان يجري مقابلة اذاعية مع الكاتب المبدع عادل كاظم وهو في غمرة تساؤلاته واعجابه بهذا المؤلف والذي بزغ نجمه بين كتاب المؤلفين العراقيين المبدعين في كتابة الدراما المسرحية وانا اسمع اول سؤال وجهه الى الاستاذ عادل كاظم متسائلا عن كيفية مقدرته تاليف مسرحية الطوفان بشكلها الاسطوري ومضمونها المعاصر، فكانت اجابة عادل كاظم: اعجابي باصرار كلكامش في البحث عن الخلود وتسائلاته وتاملاته الذاتية في اسرار هذا الكون جعلتني اطرح الاسطورة بشكلها التاريخي وبمضمون معاصر يعالج من خلالها الاوضاع التي نعيشها، فزاد اعجاب الاستاذ بدري بهذا الجواب اضافة الى اعجابه بالنص المسرحي (الطوفان).
تعرية عدو الشعب على قاعة حقي الشبلي
بعد عودته الى العراق لم يبتعد عن اهدافه في التغيير والتطوير ، ولم يساوم على حساب مبادئه مع اي نظام لا يتفق مع افكاره وميوله وعقيدته التي كان ومازال يؤمن بها .لقد كان همه الانسان وقضيته ساعيا الى انتشاله من العتق والانكسار الذاتي والنفسي، كان همه الشارع، متميز باعماله المسرحية والبعيدة عن الطرح المباشر مبدعا بافكاره واساليبه في الاخراج، يهتم في الديكور المختصر والذي يساعد على تجسيد مضمون اعماله، ابداعاته تتلاحم مع الديكور التجريدي والرمزي ومع جمالية تصميم الاضاءة والتي تساعد على توصيل مضمون مشاهده ونصوصه، يهتم ببناء الشخصية ويبني علاقاتها مع بقية اشخوص، يهتم بالصوت والالقاء ، يبحث في اعماق الشخصية مجسدا من خلالها الاحاسيس والمشاعر للشخصية راسما لوحات تشكيلية من خلال رسم صور تعبيرية تتلاحم مع ابداعات التعبير والجمال التكويني والحسي للصورة المسرحية، لقد كانت مسرحية عدو الشعب لهنري ابسن خير نموذجا لابداعاته والتي عبرت عن هوية المخرج المبدع بدري حسون فريد بشجاعته وجراته، حتى ان احد اساتذتنا من الاساتذة الرواد اسدى اليه نصيحة بان لا يتعامل مع هذا النص لخطورة مضمونه المطروح على حياته، انما ايمان بدري حسون فريد واعجابه بهذا النص لم يثنيه عن اخراجه وانا كنت من الطلبة المحظوظين الذين شاركوا بهذا العمل ومع بقية زملائي الطلبة من طلبة معهد الفنون الجميلة القسم المسائي منهم طعمه التميمي والذي ابدع في شخصيته وحافظ عارف وقاسم الجبوري وغيرهم من بقية الطلبة، وانا في وقتها كنت حريصا على جلب البطانية الصوفية تحسبا لاجراءات امنية، الا ان العرض المسرحي ولمدة اسبوع او اكثر بقي مستمرا ومع توافد الجمهور الذي صفق طويلا له اعجابا به، مع اعجاب النقاد والصحفيين، اما بقية اساتذتنا فقد انحبست انفاسهم خوفا على مصيرنا المجهول من ملاحقة السلطات الامنية انما والحمد الله اختتمنا اخر عروضنا ونحن سالمين، والفضل كان لشجاعة هذا المخرج العبقري وايمانه، لقد اضاف الى هذا العمل الاستاذ المرحوم فاضل قزاز لمسات فنية رائعة من روائع تصميماته للديكور والذي هيأ الاجواء والمناخ الفني للابداع ومع تلاحم تصميم الاضاءة من قبل المرحوم عبدالله حسن والذي ساعد على تجسيد اللوحات الجمالية التعبير وتوصيل مضمون الفكرة الرئيسية لابسن من خلال تصميم الاضاءة المبهرة.
لقد ابدع الفنان العبقري بدري حسون فريد مجسدا عبقريته الاخراجية من خلال هذا العمل والذي عرض من على قاعة الفنان المرحوم حقي الشبلي عميد المسرح العراقي في معهد الفنون الجميلة، كان عملا متكاملا من حيث اختيار النص، ومن حيث بناء شخصيات الممثلين بناءا متوافقا مع تنمية الصراع والذي جسده الفنان الممثل المرحوم طعمه التميمي في حرفية تمثيله في اروع مشهد وهو يعتلي منصة في وسط الجماهير المحتشدة حوله في دايلوج ممتع يحرض من خلاله الشعب على الدفاع عن حقوقه لتهيئة المياه الصافية والوقوف ضد رئيس بلدية المنطقة والمتعاون مع المتهاونون من المتعهدين في صيانة انابيب المياه الصافية، هذا المشهد اصبح محصورا باضاءة حمراء (سبوت لايت) وطعمه التميمي بسكسوكة دقنه الصغير وشعر راسه المتهدل على جانبي وجهه وهو يؤدي دوره بكل ابداع في تجسيد شخصيته المتفاعلة مع الحدث مضيفا في ادائه عوامل الشد والتشويق في صوته والقائه وبناء حواره بناءا متفقا مع ردود افعاله الداخلية، وما كان هذا لولا اهتمام المخرج المبدع بدري حسون فريد في خلق علاقة مابين الممثل والنص والمتجسد في حرفية تمثيلهم. كان الفنان بدري حسون فريد كثير الاختلاء مع ذاته، ليجد اجاباتا لتسائلاته عن فراغ هذا الكون مستخرجا من هذا الفراغ حقيقة تبقى راسخة في ذهنه وخياله ليجسدها في اعماله المستقبلية، كان جميلا في منظره ومازال باقيا على هذا الجمال بقليونه المفضل والذي كان يستمد من نفاذ دخانه حالة من حالات التكامل الذهني وهو يراقب وعن كثب تصاعد حلزونيات الدخان الى نهاية متلاشية عن الانظار مخلفة منظرا تشكيليا يختزنه بدري حسون فريد في خياله ليستعين به عند الحاجة في اي عمل من اعماله المسرحية اضافة الى احاسيسه المرهفة والمشاعر الحساسة تجاه افراد مجتمعه وهو يراقب واقعية واقعه الاجتماعي ليستمد منه صورا ماساوية او مفرحة ليجسدها في اعمال مسرحية من تاليفه.
كان يتفاعل مع نفسه حينما يشاهد بعض الصور الواقعية الماساوية، او يتخيل واقعيتها لترسم على وجهه علامات الامتعاض من هذه الصور، ولهذا حينما يصادفه اي شخص، مباشرة ياخذ فكرة عنه بانه شخصا متعاليا او منعزلا، انما العكس هو الصحيح، انه انسان بقمة انسانيته يتعاطف مع الفقراء والمحتاجين يفضل الاختلاء مع نفسه ليس حبا في الانعزال عن المجتمع بقدر ما هو حبه للبحث عن الحلول ليسعد به جمهوره المتعطش للتنفيس والتطهير من خلال مشاهدة عروضه المسرحية والتي فيها مضامين فكرية وانسانية تطرح من خلالها قضية الانسان المغلوب على امره. بعد تعيينه مدرسا في معهد الفنون الجميلة، اهتم بتسليح الممثل بجمالية الصوت والالقاء السليم، كان فنانا مبدعا بالقائه وجميلا بصوته وحرفيا في تجسيد مضمون افكار شخصيته، ومن منا لم يتعرف على شخصية اسماعيل جلبي في مسلسل النسر وعيون المدينة من تاليف عادل كاظم واخراج الفنان المبدع المرحوم ابراهيم عبد الجليل؟.
الغريزة الحيوانية في تجسيد الشخصية عند الممثل
في مسلسل النسر وعيون المدينة نموذج للبحث عن الصفات والغرائز الحيوانية عند الممثل، ومن عنوان المسلسل نجد ان هناك اسم لطائرا مفترسا هو (النسر) ولهذا ابدع الفنان بدري حسون فريد في تجسيد شخصية اسماعيل جلبي والمقارب بشخصيته للنسر الذي يبحث عن فريسته (قادر بك) ويلاحقعه للانقضاض عليه وقنصه ، نظراته وعيونه
الحادقة في تفكيره وخططه ضد قادر بك جميعها استنبطها من دراسة الغريزة الحيوانية لطائر (النسر) وقد ابدو في ذالك غريبا للذي لم يتعرف على هذا العنصر الثقافي والذي يساعد الممثل على الابداع وتجسيد مهاراته في تجسيد اية شخصية تناط له لتمثيلها، وانما الاستاذ بدري حسون فريد بالغنى عن تعريف ثقافته النظرية لاعداد الممثل ولهذا عمد على دراسة الشخصية (اسماعيل جلبي) وتقريب شخصية النسر لشخصيته، لقد عمد على دراسة طائر النسر بمكره وبحملقته وبكيفية انقضاضه على فريسته وكيف يحاربها قبل الانقضاض عليها محاربة نفسية ومن ثم يبدا بالقنص والهجوم على فريسته وكما فعل مع قادر بك (خليل شوقي)، وقد صرح بدري حسون فريد ومن خلال المصادر الاعلامية المختلفة انه كان يحاول التعرف على شخصية اسماعيل جلبي ويحتك بها ليلا ونهارا لدراستها والتمرين عليها مع نفسه ليتعمق في كيفية تجسيده لها بافكارها وعاداتها وعلاقاتها الاجتماعية والنفسية وعمل على توضيح وتجسيد البعد الطبيعي لها من حركاتها ونظراتها وخطواتها واسلوب كلامها مع الشخصيات الاخرى لتكون حاصل تحصيل في تجسيد ابداعاته التي ابهرت المعجبين من النقاد والمعنيين بالفن، اضافة الى اعجاب الجمهور المشاهد والذي اصبح يلهث باسم شخصيته في كل مكان، لقد شكل قادر بك (خليل شوقي) واسماعيل جلبي (بدري حسون فريد) عنصرين مهمين ساهما في بناء المشاهد للمسلسل وتجسيد الصراع المتنامي والذي خلق اعجابا جماهيريا قل نظيره.
بدري حسون فريد واسلوبه في الاخراج
كان هذا الكوكب اللامع يهتم بالنصوص ذات الثيمة التي تعالج قضية الانسان المعاصر، اسلوبه في الاخراج اسلوبا يختلف بمدرسته عن باقي زملائه من المخرجين ، اسلوبا فيه جمالية التعبير الصوري والمليئة بالاحاسيس والمشاعر الحية والصادقة والتي كانت تصل الى مشاعر المتلقي ويتفاعل معها ولشدة اعجابه كان يصفق لها طويلا ، لم يكن بدري حسون فريد مقلدا ولا مستهلكا لفنه بقدر ماكان نبعا للعطاء والابتكار في اساليبه الاخراجية في جميع اعماله المتلاحقة، ولهذا اهتم بتعريق بعض النصوص العالمية والعمل على اخراجها منها:
مسرحية الساعة الاخيرة تاليف ميخائيل سيبستيان لفرقة المسرح الشعبي عام 1969 واعقبها نص من تاليفه (بيت ابو كمال) ايضا لفرقة المسرح الشعبي والتي عرضت على المسرح القومي سنة 1969، وبعدها تلاها عملا اخر فيه تلاحمت ابداعاته مع افكار الكاتب المخضرم عادل كاظم في مسرحية الحصار والتي عرضت من على قاعة المسرح القومي في بغداد سنة 1971 حيث شارك هذا العمل في مهرجان دمشق المسرحي ومن على مسرح الحمراء يومي 16 ، 17 من نيسان .
اعماله المسرحية
عمل على اخراج العديد من النصوص المسرحية منها مسرحية (مركب بلا صياد) ومسرحية (بطاقة دخول الى الخيمة) من تاليف عبد الامير معله، ومسرحية (الجرة المحطمه) ومسرحية (جسر ارتا) ومسرحية (هوراس) و(مسرحية الحاجز) و (مسرحية خطوة من الف خطوة واخرجها على قاعة حقي الشبلي لكلية اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ومن ثم قام باعداد مسرحية الردهة والتي اعدها عن مسرحية الردهة (6) عن انطوان تشيخوف والتي سبق وان كتبت عنها في مقال سابق انها كانت ذات طابع واقعي رمزي والتي يجهل مدرستها معظم المهتمين بالادب المسرحي، لقد ابدع الفنان المبدع بدري حسون فريد بتعرية الانظمة السابقة في ملاحقة المخلصين من ابناء الشعب، وكيفية محاربتهم لوقوفهم الى جانب قضية الانسان ومناصرتها.
اعماله السينمائية
كانت لديه مشاركات سينمائية بداها بدور كومبارس في فيلم عليا وعصام مع الفنان الراحل ابراهيم جلال، وبعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة، شارك في الفيلم الثاني ارحموني، من بطولة الفنانة المطربة هيفاء حسين والمطرب الراحل الفنان المرحوم رضا علي بدور رئيسي، اما الفيلم الثالث والذي كان بالالوان سكوب هو فيلم نبوخذ نصر مع الاستاذ سامي عبد الحميد، واخيرا اشترك في تمثيل فيلم العاشق.
محطته الاخيرة
بعد ان احيل على التقاعد سنة 1995 فرح لهذا الاجراء اشد الفرح لظروف معينة، وبطلب من عميد المعهد العالي في تونس ذهب ليحاضر في مادة الصوت والالقاء الا ان هذا التكليف لم يتم لنقل العميد الى مؤسسة اخرى، وهناك بقي في ضيافة الفنان نصير شمه ولمدة اسبوع وبعدها رحل الى ليبيا ليحاضر في مادة الصوت والالقاء بين جمهرة من طلبة اكاديمية الفنون الجميلة ولمدة سنة ونصف رحل من ليبيا الى الاردن، وبعد مشاركته في عمل مسرحي عرض في بيروت، واسعفته الظروف وبطلب من عميد المعهد العالي للفن المسرحي ان يكون محاظرا للصوت والالقاء في المعهد ومنذ سنة 1998 – 2010 استاذا في الصباح وممثل مونودراما على المسرح في المساء، لقد عانى اشد المعاناة من الغربة والهجرة وهو يسكن في محل لا يحسد عليه بين وحشة العالم الجديد عما كان عليه في العراق، واخيرا جاءه نبأ وفاة ابنته سراب في حادث دهس وهي في الاردن التحق اليها ليودعها الوداع الاخير ومنها اتجه ليستقر في محطته الاخيرة في اربيل، وهكذا عاد هذا الكوكب اللامع الى اربيل وبقي في محطته الاخيرة نخلة شامخة في مسيرة المسرح العراقي.