عرفته وتعرفت عليه في اروقة الاذاعة والتلفزيون يوم كنت اعمل على اخراج برنامج المجلة الصحية في اذاعة بغداد، هذا البرنامج كان من اعداد وتقديم الدكتورة وعيدة زينل يومذاك، لقد كان البرنامج اشبه مايكون عن تقارير صحية تقدمه المعدة لا يختلف في اعداده عن بقية البرامج التنموية، حيث تميز اعداده بقراءة تقارير طبية وارشادات صحية تقدمه مقدمة ومعدة البرنامج وباسلوب تقليدي بعيدا عن عناصر الشد والتشويق باستثناء صوتها الذي كان يتميز بانوثة جميلة وبنبرات مختلفة عن باقي مقدمي البرامج التنموية، لقد اكتسبت وعيدة زينل تجربة وخبرة اذاعية ومن خلال تواصلها في العمل الاذاعي لذا اكتسبت حسا فنيا وافكارا ابداعية من حيث طرحها العديد من الوسائل الجيدة في الاعداد والتقديم، غايتها من هذا انجاح البرنامج ومن خلال اضافة بعض عناصر الشد والتشويق في الاعداد والتقديم من اجل الاستحواذ على اكثر عدد من المستمعين لبرنامجها، لقد اعجبني صوت د. وعيدة زينل وعشقته ولهذا احببت العمل على اخراج برنامجها، انما الشيىء الذي فاجئتني به انه في صباح احد الايام، اي في موعد تقديم البرنامج، جائتني وعلامات الفرح على وجهها لتخبرني انها اعدت البرنامج بشكل يعجبني بعدما علمت بانني من المخرجين المسرحيين والذين يعشقون المسرح، جائت وبصحبتها شخصا اسمر اللون ضعيف البنية يتسم بطول جسده والابتسامة المرسومة على وجهه جعلتني احس بطيبة قلبه ورفعة اخلاقه، وانا افكر بهذا الضيف والذي لم تكن بيننا معرفة سابقه، انما انتبهت الى صوت الدكتورة وعيد زينل وهي تقدمه لي قائلة: زميلي الاخ علي صبري، فرحبت به وعلمت فيما بعد انه يشغل وظيفة اعلامية في شعبة اعلام وزارة الصحة وقد رافق الدكتورة وعيدة زينل بعدما اعلمتني عن فكرته في اعداد البرنامج واسلوب تقديمه، لقد اعد علي صبري برنامج المجلة الصحية باسلوب حواري وتمثيلي، حوار يدور بين شخص وبينها عن بعض الاستفسارات الطبية وهي تجيب عليه بمعلوماتها الطبية، وقد اخذ الكاتب علي صبري على عاتقه اعداد هذا البرنامج وبموجب ابداعات افكاره المتالقة والتي راقت لي ، فكان عليا ان ابحث عن مقدم البرنامج والذي سيشاركها التقديم حيث وقع اختياري على الكاتب والممثل المرحوم عبد الباري العبودي لكونه يملك من الصفات التي تعجبني في التقديم من جمال الصوت والالقاء وسرعة البديهية في المحاورة الارتجالية مع الدكتورة وعيدة زينل، هو يسأل بشكل تمثيلي وهي تجيبه بنفس الاسلوب، وهكذا انقلب البرنامج من اعداد تقريري الى برنامج تمثيلي حافظ على معلوماته الطبية، فاصبح لدينا برنامجا جيدا في اعداده وتقديمه، فكانت المداخلات والتي اضافها المبدع المرحوم عبد الباري العبودي فيها من جمتاية التقديم والمحاورة الاذاعية، اضافت لمسات جمالية وابداعية انقذت البرنامج من الرتابة في التقديم، مع تلاحم الاعداد والذي اعده المبدع علي صبري، واصبح منذ ذالك الوقت علي صبري اشبه بالمعد لهذه المجلة الصحية، وبحكم هذه العلاقة والمبنية على متابعة برنامج المجلة الصحية تكررت الزيارات الى الاذاعة وبرفقة الدكتورة وعيدة زينل، ففي احدى هذه الزيارات بادرني بسؤال قال فيه: استاذ، هل يعجبك العمل على نصا مسرحيا لا يتضمن فكرة عمالية؟ فاستغربت من سؤاله الا انه بادرني قائلا: اخراجك يعجبني استاذ جوزيف وانا من اشد المتابعين لاعمالك في المسرح العمالي، ولا سيما مع كتابات صباح الزيدي والذي اصبح فيما بعد صباح عطوان، وعلى مااعتقد ان له صلة قرابة معه والاثنين من محافظة البصرة، فرحبت به وبفكرته واذا به يفاجئني بنص مسرحي كان يحمله في يده وقدمه لي وطلب مني قرائته وبيان مدى صلاحية عرضه وابداء رأيي به، فبعد قرائتي للنص وجدت فيه ابداعات انسان في طريقه الى عالم النجومية والشهرة مع كتاب الدراما العراقية.
وجدت في علي صبري براعة في صياغة دايلوجاته ونغمة موسيقية تتكلم عن مفردات جمالية التعبير اللغوي ولا سيما الحوارات الشعبية الحياتية من خلال منح شخوصه الهوية الحقيقية لكل منها، طرازها، اسلوبها ، ثقافتها ، كل ذالك كان يرسمها بتاني وكمثل ذالك النحات الذي يعتني بتفاصيل تمثاله، كان يصب جما افكاره ومشاعره وانسانيته لشخوص يستقيها من واقع الحياة، ولاسيما في مسلسليه، فاتنة بغداد، ومناوي باشا، لقد اعطيته وعدا بانني ساعمل على اخراج نصه بعد قرائته وبيان رايي فيه، الا ومع مزيد من الاسف هذا الوعد لم يتحقق لظروف مرحلة الحرب العراقية الايرانية التي حالت دون استمرار المسرح العمالي في مواصلة تقديم اعماله المسرحية لانشغال معظم كوادره في خدمة الاحتياط، وهكذا ذهبت فرصة العمل والتعاون مابيني وبين الكاتب علي صبري.
لقد برز علي صبري في طريقة تناول مواضيعه وبتجسيد روائعه الكتابية، ففي هذا النص والذي ارادني ان اعمل على اخراجه كان يتكلم عن حياة راقصة انسانة ذات قلب حنون تضحي بالغالي والرخيص من اجل تحقيق احلام شريحة اجتماعية كانت تعيلهم في ازمتهم الاقتصادية، في هذا العمل دافع عن الظروف القاسية والتي اجبرت هذه الامراة لامتهانها الرقص في ملاهي بغداد، مبررا سلوكيتها في الحياة بافكار انسانية والظروف القاسية التي عاشتها واجبرتها على العمل في الملاهي، ولهذا فهوى في جميع اعماله يتعاطف مع الانسان ويدافع عن قضيته ويجد المبررات التي ساقتهم للخوض مع معترك الحياة الظرفية القاسية وواقع حالهم الماساوي والذي اجبرهم على ان يدخلوا الى عالم مبتذل يسوده اجواء الخمر والعربدة ومعاشرة الاثرياء من الذين يبحثون عن الملذات الجسدية.
علي صبري وحسب معرفتي به انسانا طيب القلب، ابتسامته المشرقة تضيف الى وجهه براءة افكاره ونضجها، ويتخذ في اعماله الانبعاث الروحي في تجسيد شخصياته والتي كان يستقيها من واقع الحياة الاجتماعية، ولهذا كان مولعا في تناول شخصيات غريبة، غرابتها ليست عن واقع المجتمع العراقي وانما بتصرفها وسلوكياتها وتاثيراتها على مسيرة المجتمع العراقي ولا سيما في احقاب الفترة التاريخية القديمة من تاريخ العراق، لقد تميز هذا الكاتب باتخاذ الشكل للدراما المسرحية او التلفزيونية بحقائقها مضيفا اليها لمساته الفكرية على معظم شخصيات نصوصه، من خلالها يطرح مفهوما انسانيا يود تعميمه على الملاء، او نقدا لشخوص تاريخية يراها ومن خلال وجهة نظره انها لا تستحق الحياة بين مجتمع يعيش في حالة البؤس والشقاء نتيجة الفقر والجوع، ولهذا الذي يتابع اعماله يكتشف انه كاتب يتناول التاريخ الاجتماعي والسياسي لشخصيات تاريخية اجتماعية وانسانية، حيث يكشف ومن خلال كل عمل فني لعبته في الكشف عن ذات الانسان، انه يدرس الشخصية ويحدد معالمها وهويتها، اي من خلال ثقافته المكتسبه يحلل كل شخصية من شخصياته ويرسم معالمها الطبيعية والنفسية والاجتماعية، وهذا ماظهر في مجمل اعماله التلفزيونية ومنها، مناوي باشا وفاتنة بغداد وفؤاد سالم وقطار الموت، ان معانات علي صبري لا تستكين الا حينما يكتشف التغيير بما يقدمه من اشكال لمضمون الدراما التي يؤلفها ولا سيما التلفزيونية منها، يتاثر جدا من بعض اجراء التغييرات من الحذف في المونتاج من قبل لجنة الرقابة التلفزيونية، وهذا بالطبع وبموجب اعتقاداته انه يؤثر على مسار احداث المسلسل وتشويه افكاره ومضمونه.
مواقف النقاد من اعماله
لقد واجهت اعماله الدرامية صعوبة كبيرة في فهمها من قبل بعض النقاد والذين لم يتعرفوا على انسانيته ومدرسته في الكتابة، ولهذا يرسمون البدائل في نقدهم والتي يرونها مناسبة وجيدة في طرحها، انهم في هذا يخطئون بحق هذا الكاتب، لقد تميز هذا الكاتب باتخاذ الشكل التاريخي كاطار في طرحه، مضيفا على شخصياته لمسات افكاره بمفهوم الانسانية التي يؤمن بها، فلربما يعود هذا الى حقيقة انتمائية واقعه الطبقي لظروف حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولهذا يرسم معالم شخصياته بهذا النمط رغبة منه في تعميمه على الملاء ، او نقده لشخصيات تاريخية يراها لا تستحق الحياة لتسلطها على مجتمع يعيش ماسات الفقر والجوع، وكذالك تثور ثائرته على بعض العادات والتقاليد البالية هدفه من هذا اعطاء البدائل التي يراها تخدم الانسانية والمجتمع بحوارات شعبية ينسج عباراتها من واقعه الذي يعيشه، لقد تضمنت شخصيات اعماله مفهوما فكريا يقف الى جانب الانسان ويناصر قضيته، ولهذا، فان علي صبري كاتبا يرتقي بكتاباته مع معظم كتاب العالم من خلال تجسيد شخصيات نصوصه بواقعها الانساني السايكولوجي بتفاعل مشاعرها واحاسيسها وردود افعالها، مع عدم المساس بواقع حياتهم الشخصية وتاثيراتها ان كانت سلبية ام ايجابية على ظروف الاحقاب الزمنية الماضية من التاريخ، ولهذا الذي يتابع اعمال علي صبري يكتشف انه يدخل في تفاصيل الحياة الاجتماعية التاريخية، وهذا ماجسده في
مسلسلاته منها، مناوي باشا، وفاتنة بغداد.
فان النقاد يظلمون علي صبري بحجة انه لم يتناول الشخصيات بحقيقة واقعها او تاريخها او مفهومها الحياتي ،فمسرحية انتيكونا (سوفوكليس) والتي كتبها الكاتب سوفوكليس سنة 441 قبل الميلاد، من بعده تناول كتابتها كل من جان انوي وجان كوكتو، فالاسطورة هذه عند سوفوكليس طرح من خلالها عقيدته في الحياة والموت، وجاء كوكتو بطرح شخصيات هذه المسرحية بمثل ماطرحها سوفوكليس، حيث كان متفقا معه ومع طرحها وانما باسلوب يختلف عما عند سوفوكليس، ولهذا ان شخصية انتكون متشابهة في الطرح عند كوكتو ، بينما تناولها جان انوي بشكل مغاير للاثنين سوفوكليس وكوكتو، في هذا النص اضاف انوي ابعادا وافكارا وعقائدا تختلف عن الاثنين السالفي الذكر، لقد تناول كتابة هذا النص بابعاد تختلف عن عقائد سوفوكليس وكوكتو انما لم النقاد العالميين لم ينتقدون اساليب كتاباتهم ولا مضامين ماتناوله كل منهما على ان ماكتبوه يعد من الاخطاء بحق سوفوكليس، لانهم يعلمون علم اليقين بحقيقة افكار كل كاتب يختلف عن الاخر بتناول نصوصه، انما لم ينتقدون الواحد للاخر على انها خطأ، لانهم يعلمون ان لكل كاتب له ارائه وفلسفته في الحياة وواقعيتها، ولهذا اجد نفسي لست في موقع الدفاع عن علي صبري واقف معه ضد انتقادات ماكتبه النقاد، وانما اقف الى جانبه لكونه على حق بكل مايطرحه من الحقائق التاريخية كالشكل والمضمون لان هذا يعود الى رؤيته الخاصة ولافكاره ورؤيته في الكتابة والتي يؤمن بها، اذن ماذا نقول عن الاستاذ سامي عبد الحميد حينما كتب نصا بعنوان (عطيل في المطبخ ) فهل هو مخطئا؟ وماذ نقول عنه في مسرحية هاملت عربيا، فهل تناوله لهذا النص وبهذا العنوان والبعيد كل البعد عن الاصل الاصلي يعد اختراقا واعتداءا على حرمة تاريخ شكسبير وعن حقائق شخصياته المرسومة من قبله؟ ولهذا فانا من الراي الذي يحترم حرية الكاتب بمضمون طرحه لانه لكل كاتب لح الحق بما يكتب وبما يراه من رؤية نسبية مع نفسه، كما فعلها الكاتب لويجي براندللو في نص مسرحية (حسب تقديرك)، لقد دافع عن افكار كل شخصية ومن خلال ماطرحته عبر احداث مشاهد المسرحية، حيث جسد رؤية كل شخص بموجب مايراه صحيحا، وعبر لقاء معه وعن طريق الفيسبوك دافع السينارست والكاتب علي صبري عن نفسه قائلا: (انا لا انطلق في كتاباتي الا من خلال ايماني بقضية ما يشغلني تجسيدها وطرحها، واحاول تاطيرها بما اامن من افكاري واصيغها باطار اجسد من خلاله ادبيات وفنية الكتابة، فانا لست بعرضحالجي اكتب ومن دون رؤية فكرية او احمل بين جوانحي قضية ادافع عنها لست مقتنعا بها، انا لست اناء يملئه الاخرين بافكار منحازة لمصالحهم الخاصة ويرغبون مني تجسيد مايرونه مناسبا، انا ارفض مثل هذه الحالات، لانني سابقى وعلى طول الدهر منحازا الى الانسان وقضيته العادلة) واما ردا على بعض ماكتبه النقاد لمعظم اعماله يقول مدافعا عن رايه: (انني اكتب واصيغ كتاباتي لضروريات درامية اراها صحيحة ، وهذا حق من حقوقي المشروعة، مع التمسك والمحافظة على الحقائق التاريخية).
علي صبري ومناوي باشا
لقد عمل علي صبري على رسم احداث مسلسل مناوي باشا من خلال شخصيات رسم معالمها ومنطلقا معها من واقع حي مناوي باشا ، كانت شخصياته مرسومة بدقة ذالك الفنان التشكيلي، فيها الشخصية المركبة، والشخصية البسيطة، وجميعها تتحرك ضمن محور محلة مناوي باشا، لقد استخدم الرمز في لعبته، وجعل من مناوي باشا رمزا يتمخظ عن شخصيات ذات دلالة واقعية ووطنية حيث استخدم هذا الحي لينطلق منه بنسج افكاره كما فعلها انطوان تشيخوف في مسرحية بستان الكرز، فكانت هذه البستان ذات تاثير محرك للفعل الرئيسي يتمخظ عن ردود افعال كانت من نسج خيال ورؤية تشيخوف، غايته طرح المفارقات وتبادل الظروف الاقتصادية مابين شخوص مسرحيته والتعبير عن نفسية وردود افعال كل شخصية وموقعها وظرفها الاقتصادي الجديد كما حصل مع صاحبة البستان ومالكها الجديد، لقد ابدع تشيخوف في محاولته الكتابية لهذا النص والذي جسد من خلاله تبادل ادوار مواقع الانسان في الحياة الواقعية، من مالك الى مستاجر، وتجسيد حالتها النفسية الجديدة وهي تعيش بواقع جديد كواقع المستاجر وليس المالك لبستانه وداره.
غاية تشيخوف من تبادل مواقع من الحياة لكل من المالك الحقيقي القديم والمالك الجديد، هو ابراز وتجسيد واقع ظرف كل شخصية وردود افعالها على ضوء الواقع الحالي الذي يعيشونه بتجربة حياتية جديدة وعلى ضوء افكار تشيخوف والتي صاغها في شخصيات عبرت كل منها عن مشاعرها واحاسيسها الانسانية ومعاناتهما وعلى ضوء الواقع الجديد لكل منهما. لقد جائت شخصيات علي صبري في مناوي باشا متباينة الافكار ومختلفة الانتمائيات الاجتماعية والسياسية فمنهم من يقف ضد شريحة العمال وتسريحهم، ومنهم من وقف ضد الاحتلال الانكليزي، ومنهم من لعب دورا انتهازيا مابين شريحة واخرى لتحقيق مصالحه الشخصية، وكذالك لعبت العوائل دورها في تحريك بعض السياسيين من اصحابي النفوذ، فصاغ من هذا التباين مابين هذه الشرائح الاجتماعية والسياسية صراعا متناميا مابين هذه الشخصيات وعلى اختلاف انتمائياتها الطبقية والمتباينة بالافكار والاهداف، نتج عنه حسا وطنيا وثورة عارمة انطلقت من الشريحة الفلاحية والمدنيين ممن يحملون الافكار الوطنية يدافعون من خلال هذه الثورة عن حقوق الانسان المهضومة، فمن هنا تتجسد مواقف علي صبري في ميوله ونزعته الوطنية والانسانية في الوقوف الى جانب قضية الانسان المغلوب على امره والدفاع عنه.
لقد برع الكاتب والسينارست علي صبري في نسج ورسم معالم شخصيات جميع حلقات مسلسل مناوي باشا ، ويعود هذا لامتلاكه الحرفة الفنية في رسم معالم جميع شخوصه المتفاعلة مع الاحداث والتي استطاعت بتفاعلها توصيل الفكرة الاساسية الى المتلقي، ان شخصيات علي صبري نابعة من افكاره واحاسيه ومشاعره الداخلية، ولهذا امتلكت شخصيات مناوي باشا احاسيسا صادقة معبرة عن مشاعر حقيقية لاحداث واقعية في مسلسل مناوي باشا .
كلمة الختام
ان الذي يعرف علي صبري، او يتعرف على ميوله وافكاره السياسية المعتدلة سيكتشف انه لايجامل على حساب الحق، انه صريح في كل افكاره ومبادئه، لقد جسد ميوله الوطنية في مسلسل مناوي باشا، هذا المسلسل والذي حاز على اعجاب الجماهير مما دفعه هذا النجاح الساحق استمراريته بتاليف اجزائه الثلاثة، ناقشته في مسالة خاصة، دافع عنها بعقلانية فيها من الاتزان والحكمة والمعايشة الحياتية، لا يؤمن بما هو غير واقعي، ولا يعتمد في كتاباته على رؤية خيالية غير منطقية، وغير واقعية، وانما هو ينقل الواقع بمرارة قساوة الحياة الاجتماعية، وينحاز الى معالجتها وفق رؤية ذالك الانسان الذي يطرح البدائل المقنعة من اجل تنفيذ فكرته ورؤيته في المعالجة الدرامية، لانها متمخضة عن رؤية انسانية يعالج من خلالها قضية الانسان المرحلية وعلى ضوء المرحلة الظرفية والتي يعالج من خلالها مشاكل المجتمع.
لقد حرص هذا السينارست والكاتب المبدع علي صبري على تاليف اعمال درامية شهدت لها القنوات الفضائية العراقية والعربية، لقد كتب عن فنانة الشعب عفيفة اسكندر في مسلسل فاتنة بغداد وجسد مسيرتها وحياتها المهنية والاجتماعية ومجالسها الثقافية باروع حبكة درامية فيها من براعة التعبير الجمالي والحسي والمواقف الوطنية والانسانية لهذه الفنانة العراقية.
واخيرا سيبقى السينارست والكاتب علي صبري ايقونة الدراما العراقية والعربية يفتخر به.