لا اجد سببا دعاني للكتابة في هذا الموضوع سوى حبي لابنائي واصدقائي من هواة التمثيل، دعاني الداعي للكتابة لمثل هذا الموضوع استذكاري للحظات كنت اتشوق من خلالها للدخول الى هذا العالم الواسع وانا متاثرا بجميع الفنانين والفنانات ممن كنا نشاهدهم عبر شاشات التلفزيون عندما كانوا يقدمون بعض المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية هذه الاعمال والتي كانت تعبر عن ابداعات مواهبهم الفنية وحرفيتهم في التمثيل، تمثيليات شعبية تعيد الى الاذهان الواقع الحياتي للمجتمع العراقي، منها مسلسل فتاح الفال والذي كان من تاليف الحاج ناجي الراوي وتمثيله مع نخبة من اعضاء فرقة الزبانية للتمثيل منهم حامد الاطرقجي وحميد المحل وكامل القيسي واخرون، ومسلسل ابو البلاوي والذي كان من تاليف وتمثيل الفنان الراحل خليل الرفاعي ونخبة من نجوم التمثيل انذاك من اعضاء فرقة بغداد للتمثيل وكذالك مسلسل العرضحالجي والذي ابدع فيه الفنان الراحل رضا الشاطىء، ومسلسل تحت موس الحلاق والذي كان من تاليف الفنان الراحل سليم البصري وتمثيله مع الفنان حمودي الحارثي ونخبة من فنانيا الشعبيين.
وانا استعرض هذه الاعمال التي كانت تقدم ظمن ظروف لم تخدم الفنان انذاك، ظروف قاسية من حيث الظروف الاجتماعية والمادية، مستفسرا مع نفسي عن الاسباب الذي دعتهم للمواصلة وبالرغم من تعاسة ظروفهم ، فتوصلت الى شيىء وهو، ايمانهم كان سيد الموقف في اتخاذ القرار على التواصل والتحدي، والحب الذي كان يكنه كل فنان لفنه بحيث جعله يبذل المستحيل من اجل تحقيق احلامه الفنية.
كان مفهومنا للفن على انه هيبة وكشخه ونفخه، ازياء جديدة وجميلة وجذابة، عطور ذات روائح تخلب الالباب، وتصفيف تسريحة الشعر والمدهون بدهان ذات الرائحة الزكية العطرة (الجل) والذي كان شائعا انذاك، ونحن الشباب كنا نبحث عن المستحيل من اجل الولوج الى هذا العالم الواسع الا وهو عالم التمثيل، عالم جميل بعروضه ومفاتن ماكان يقدمه اولئك الرواد من الفنانين، انما هيهات، كوننا لم نكن نستدل على الطريق الذي يؤدي بنا الى هذا العالم، وليس لنا دراية في كيفية الانخراط مع هذا العالم سوى اننا كنا نقف مكتوفي الايدي ومبهورين بما تقدمه لنا الشاشة الصغيرة من اعمال درامية يخفق لها الفؤاد وتثير الاعجاب. صادفنا العديد من المكاتب السينمائية، وتهافتنا على ابوابها من اجل التسجيل لديهم لقاء اشتراكات قدرها ربع دينار، ولم نكن نعلم بان هذه الاشتراكات كانت تدخل جيوب اصحاب المكاتب لتساعدهم على شراء لفات فلافل بالعنبه، او يجمعونها لتسديد ديون ايجار المكتب، كنا نسمع عنهم بانها مكاتب تعمل على انتاجات افلام سينمائية، ولحبنا للفن تهافتنا على ابوابهم وسجلنا فيها، وكنا نواظب على دفع الاشتراكات بغية اعطائنا دورا نشارك من خلال تمثيله في احد هذه الافلام، انما كل ذالك كان عبارة عن اوهام ينسجه اصحاب المكاتب السينمائية للهواة طمعا في اشتراكاتهم لتسديد بعض مايترتب عليهم من مستحقات ديون ايجارات مكاتبهم، كنا نشاهد بعض الذين قدموا اعمالا جميلة وشاركوا في اعمال فنية تلفزيونية من نجوم ذالك العصر يتوافدون على المكتب لعرض انفسهم امامنا، ونحن نحسدهم على ماوصل اليه هؤلاء من حالة النجومية الوهمية التي كانوا يتمتعون بها. اشخاص خدمتهم الظروف وساقتهم الى ان يدفعون بما لديهم من الاموال للمنتجين المتعوبين ليساهموا معهم في انتاج فلم، لقاء اشتراكهم في تمثيل احد شخصيات هذا الفلم، انما احلامهم كانت تخيب بالاحباط لكون مالديهم من المساهمات المالية لم تساعدهم على الاستمرار في تنفيذ انتاج الفلم السينمائي.
هذه المقدمة اسوقها لاضعها بين يدي هواة التمثيل من ابنائنا الاعزاء كي يطلعوا على الظروف القاسية التي عاناها روادنا من الفنانين السينمائيين والتلفزيونيين والمسرحيين، وان يطلعوا على الظروف الاقتصادية القاسية التي لم تكن تخدم مسيرتهم الفنية ، اضافة الى كون الاوضاع الاجتماعية في تلك المرحلة الزمنية لم تساعدهم على الشهرة والنجومية كيف يكون ذالك وهم يتعايشون مع مجتمع ينعتهم بالشعارين والدنبكجية؟
يقال ان احد الفنانين الموسيقيين استدعي الى المحكمة في قضية ما، وحينما امتثل امام القاضي وساله عن عمله فاجابه الفنان ضابط ايقاع، فرد القاضي وعلى الفور ليوعز الى كاتب الضبط قائلا له: سجله دنبكجي.
اتذكر صديقي الفنان عبد الخالق الفلاح يوم كنا طلبة في ثانوية المعهد العلمي الاهلي المسائي في البتاوين في مدينة بغداد، هذا الصديق رحمه الله واسكنه جنان فردوسه كان فنانا اي ممثلا وعضوا في فرقة المسرح المعاصر والتي كانت باشراف الفنان الراحل مكي العفون، فبادرته بالسؤال وانا كلي شوق لسماع اجابته، كيف هو عالمكم؟
فاستغرب مني وسالني اي عالم تقصد؟
فبادرته وعلى الفور عالم الفن، فضحك مستهزءا واجابني، كراب شغل وحماله، فقلت له مستفسرا:
ماذا تقصد كراب شغل وحماله؟
فعلق قائلا: اتعلم اننا قبل بداية كل عرض مسرحي نحمل السلالم الخشبية على اكتافنا، وفي يدينا سطلات دهان اللصق والذي كان يسمى (الشريس) انذاك لنلصق البوسترات على اعمدة شارع الرشيد، بالطبع هذا هو عملنا قبل عرض اي عمل مسرحي، فاجبته وعلى الفور، كل شيىء يهون من اجل تحقيق ماتصبو اليه، كان ونعم الصديق رحمه الله، لم يبخل عليا باية معلومة تخص الفن، حتى انه اصطحبني في احد الايام لزيارة فرقة المسرح المعاصر والذي كانت تقع في شارع النهر في بغداد ،فالتقيت بالفنان مكي العفون، وبزوجته الفنانة فاطمة الربيعي، والفنانة فيرجين ياسين واخرون لا اتذكر اسمائهم، وبعدها اصطحبني الى فرقة العراق المسرحية حيث تعرفت على الفنان اسامه القيسي رئيس الفرقة والفنانه ليلى كيوركيس، الفنان اسامة القيسي كان بمنتهى الخلق والتواضع ،حيث اخذ يحدثني عن حكايات اهل الفن وعلى قصصهم المشوقة والمؤلمة في الوقت نفسه وعن تضحياتهم وعن قساوة حياتهم ومعاناتهم نتيجة حبهم للفن وايمانهم بان مسيرة الفن مسيرة تحتاج الى تضحية ونكران ذات وبان ريادتهم في الرعيل الاول ماهو الا اساس لبناء مسيرة فنية رائدة مبنية على التضحية ونكران الذات لتعطي ثمارها للاجيال اللاحقة. وبعدها تعرفت على الفنان احمد حمام والفنانه مديحة وجدي زوجته، والفنان عزيز النائب والفنان الرائد عبد الجليل علي النجار، تعرفت عليهم وهم في غمرة اجواء التمارين على التمثيلية التلفزيونية (الرسالة) وهي من تاليف الفنان الاديب عبد الجليل علي واخراج محمد يوسف الجنابي وتمثيل نخبة من الفنانين وهم احمد حمام ومديحة وجدي وسامي قفطان وعزيز النائب واخرون لا تحظرني اسمائهم. جميع هذه الاستذكارات ذكرتني بمأساة حياتي وانا هاوي وعاشقا للفن ماقبل دخولي الى معترك الحياة الفنية، كنت وقتها لا افقه شيأ عن حرفية التمثيل سوى ذالك العشق الذي احسه لهذا العالم، لم انسى صديقي الفنان المخرج السينمائي المرحوم برهان الدين جاسم (ابو سمير) الذي رهن داره ليكمل انتاج فيلم درب الحب من بطولة فاروق هلال ومديحة وجدي والمرحوم خليل الرفاعي، تعرفت على هذا الفنان في دائرة الهاتف المركزية يوم كنت اعمل معه في نفس الدائرة الا انني لم اكن اعلم به انه مخرجا سينمائيا، فشائت الصدفة وهو يتكلم مع الفنان خليل الرفاعي وفاروق هلال ليخبرهم عن موعد الاوردر لبدء التصوير، وهنا لم اكن اتمالك نفسي من الفرحة والدهشة فقلت له وعلى الفور (ادور عليك بالسما والكاك بالكاع) وانا اضحك من الفرحة، عندها طلبت منه ان يصطحبني الى موقع التصوير، فاخبرني ان موقع التصوير في متنزه الاوبرا في الساعة التاسعة من صباح اليوم الثاني، فعلى الفور كنت السباق في الحضور الى موقع التصوير، فالتقيت ب ابو سمير (المخرج) صديقي العزيز واقفا مع المصور خلف كامرته. وكذالك بالفنان فاروق هلال ومديحة وجدي، في وقتها كان موعد تصوير اغنية من فيلم درب الحب، ومازلت احفظ الاغنية والتي تقول (حبيتك ياشمعه بدربي، هذا المقطع كان لمديحة وجدي، وانما كان بصوت الفنانه غادة سالم، حيث يجيبها فاروق هلال – كذبة نيسان تكذبين-- الخ) هذه المحاورة كانت من الحان الفنان الملحن المرحوم احمد الخليل وبعد الانتهاء من التصوير اخبرني ابو سمير ان احضر الى مكتبه والذي كان موقعه في عمارة الدكتورة فاطمة الخرساني في ساحة الرصافي، وجلب صورتين ومع اشتراك شهري ربع دينار، ففرحت في وقتها اشد الفرح وانا التقي مع الفنانين العراقيين والذين سبقوني في التجربة والخبرة منهم الفنان طه الهلالي، وفوزي الجنابي وحسين السامرائي ومديحة وجدي واحمد حمام وعبد الجليل علي في مكتب المخرج برهان الدين جاسم (ابو سمير) وان ما يؤسف له انني انصدمت من (الهوسه والطربكة) والتي كانت تعم ذالك المكان، في الوقت الذي كنت متخيلا انني ساشاهد كاميرات التصوير، والبروجوكترات، واستوديوهات لتسجيل الصوت والموسيقى التصويرية، والملابس والمكياج الذي كان عبارة عن حقيبة يدوية يحملها فوزي الجنابي في يده وهو يلاحق الفنانين اثناء التصوير ليصلح ما افسده التعرق لدى الممثلين في موقع التصوير، فخاب ظني باخي المخرج برهان الدين جاسم حيث انه لم يكن مثقفا اكاديميا بقدر ماكانت هوايته تدفعه الى ان يقف خلف الكامرة ليعطي الايعاز بالتصوير وهو يصرخ بصوت عال (كيو) فكنت اضحك مع قرارة نفسي لمشهده، فتيقنت في حينها ان جميع هذه الاجواء المربكة لا تساعد الفنان الهاوي على تحقيق مايصبو اليه من الاحلام الفنية والنجومية مالم يملك من ثقافة نظرية وعملية ليكتسب من خلالها مايؤهله الى خوض تجربة الفن بعد ان يتسلح بالعلم والثقافة الفنية، ولهذا بادرت وعلى الفور الى التسجيل في معهد الفنون الجميلة لانقذ جيبي من اشتراكات عضوية هذه المكاتب الوهمية.
دخلت هذا العالم الفني من بابه الواسع، وتعرفت من خلاله على احدث الاساليب التي تجعل مني فنانا متميزا ومقتدرا لاقتحم الحواجز وبجدارة وانا لا اخجل من ثقافتي وتجربتي، لانه ليس العيب في ان يكون الانسان جاهلا، وانما العيب في انه لا يثقف نفسه بثقافة تؤهله على مواصلة مسيرته للوصول الى الهدف. تعلمت بان على الانسان ان يكون لديه هدف من الحياة، وان يصل الى هذا الهدف وعن طريق السلالم المشروعة للوصول.
وكما فعلها العديد من مفكري وفلاسفة العصر الذهبي من عصور تطور المسرح ، لقد عانى ستانسلافسكي وبرشت وشكسبير وبرنادشو وجميع ممن حملوا على اكتافهم مهمة توصيل تجربتهم الفنية والمبنية على الاختبارات والتجربة والاكتساب الفني الى جميع الهواة من طلبة المسرح فلو بحثنا في مسيرة جميع هؤلاء االفنانين وتطلعنا على تجربتهم ومسيرتهم لوجدنا ان مهمتهم لم تكن من السهولة في تحقيق اهدافهم ضمن مسيرتهم في الفن، كانت حياتهم الاجتماعية مليئة بالمعاناة وقسوة الحياة الاجتماعية والمادية، حياة تتسم بالتضحية من اجل الوصول الى تحقيق مايصبون اليه، كان هناك اظطهادات قومية وسياسية ومعاناة اقتصادية تحد من تحقيق الاهداف المرسومة في مخيلة كل كاتب واديب وفيلسوف من العصور الماضية من مسيرة تطور المسرح الالماني والروسي والانكليزي والفرنسي-- الخ، كانت معاناتهم، عدم استساغة مايطرحونه من على خشبة المسرح و تقبله من بعض رواده وهذه الحالة قد تكون حالة ظرفية، انما الايمان الذي كانوا يتحصنون به خلق لديهم العزيمة والاقتدار حتى يصلوا من خلاله الى الهدف، وبالرغم من معانات الفقر، وملاحقة اذناب الانظمة الطاغية وكل منهم وبموجب نوعية الانظمة الحاكمة في بلدانهم، حتى وصل الامر بهم الى زج بعضهم في السجون والمعتقلات، من اجل ردعهم ومنعهم من مواصلة مسيرتهم الفنية وجميع هذه الاجراءات التعسفية بحق روادنا لم تثنيهم عن عزيمتهم في مواصلة مسيرتهم الفنية، سيما وان المسرح تطور واصبح وسيلة من وسائل التعبئة الجماهيرية اضافة انه كان يدع للانتفاضة، حيث برز ضمن هذه المسيرة مسرح برشت وبيتر فايس وكذالك ظهرت المدرسة الرمزية والتي شقت طريقها في عرض اعمال نصوصها ومن خلال شخوصها الرمزية والافكار الفلسفية ولا سيما عند بودلير وادوارد كوردن كريك والذين كانوا يبحثون عن ماهو اعمق من الصورة ليجسدونها بشخوصهم الرمزية لتحكي عن واقع متهرىء وبطرح غير مباشر.
جميع هؤلاء الرواد من الكتاب العالميين كان لديهم الايمان ثم الايمان بما يفعلون، كثير منا حينما يراقب الاطفال وهم يمتطون بعض العصي ويتخيلونها على انها حصان، لولا ايمانهم بان هذه العصاة هي بحد ذاتها حصان لما استمتعوا بخيالهم من ان العصاة هي حصان، بحيث يدفعهم الامر الى تقليد صوت حوافر الحصان بفمهم وهم يركضون، وكذالك البعض من هؤلاء الاطفال يحاكون سياقة المركبة بايديهم معبرين عن سياقتهم للمركبة وهم ايضا يركضون ويستمتعون بما هو عليه واقع حالهم، فلولا الايمان الذي يملكونه بما يحسونه ويتخيلونه لما اكتسبوا ذالك الاستمتاع لجمالية التعبير عما هم فاعلون مع انفسهم ويمثلون وكانهم ممتطين صهوة الحصان او يقودون المركبة.
اذن فعلى الممثل ان يؤمن بما يفعل وان يكون هذا الايمان نابع من الذات وعن طريق الخيال والتخيل بما يصوره ويعبر عنه، ليعيش في عالم التعبير عن اداء الشيىء الذي يروم تصويره وعن طريق الخيال والتخيل ومن ثم الاسترخاء والتركيز، ومن ثم ياتي دور ردود الافعال للشخوص المرسومة المعالم، وكل منها وبموجب ردود افعالها الانعكاسية في الرفض والقبول. تعلمت ان للفن قاعدة اساسية ينطلق منها الفنان باتجاه تطوير حرفيته وترك اثار متطورة ليخط له صورة مسيرة تاريخية مبنية على الثقافة النظرية والعملية.
وانا اقارن مابين ماتوصلت عليه بعد دخولي معهد الفنون الجميلة، والذي علمنا على القواعد الصحيحة والتي يجب على الفنان ان يتبعها، قواعد نابعة من محبته لهذا الفن الجميل وليس مبني على القليد والمحاكات لغيره من الفنانين، نعم الاحتكاك بالفنانين ضروري والتاثر بماثرهم ايضا من العوامل التي تضيف شيئا الى الفنان نفسه، وانما انا
ارفض التقليد لغيره حبا في السعي لتكوين تجربة خاصة لفنه اضافة لثقافته الذاتية والمكتسبة، في المعهد اطلعنا على تاريخ الادب المسرحي، وتناولت بدراستي تاريخ انشطة الفنانين من الرواد الاوائل وتوصلت الى نتيجة وهي، يجب على الفنان ان تكون لديه خلفية ثقافية واطلاعا على مستجدات احدث ماتوصل اليه الادب المسرحي من عوامل التطوير والتقنية الفنية، وان يتابع حركة تطور مسيرة الفن العالمي والاقليمي، وان يعمل على المساهمة في تحريك هذه العجلة باتجاه التغيير والتطوير، مشبها هذا بذاك الطبيب والذي لم يتواصل مع التطور العلمي، عندها سيبقى طبيبا كلاسيكيا يراوح في مكانه وسيكون دوره مقتصرا على المعالجات الاولية لابجدية الطب ومن ثمل يهمل من قبل مراجعيه.
ولهذا ونحن اذا ماتوصلنا الى مسيرة مليئة بالثقافة النوعية وتسلحنا باسلحة الفكر والمرتبطة مع السياسة والدين وعلم الجمال، وجب علينا ان نقدم ونطرح ماعندنا ومن خلال اختباراتنا وتجاربنا كما فعل روادنا الاوائل، وان ندخل الى عالم الفن من اوسع ابوابه ونتجول في اروقة صفحاته لنقارن موطىء اقدامنا من التطور مابين الحاضر والماضي، ولهذا لزاما علينا ان نقدم لابنائنا الطلبة عصارة افكارنا وتجاربنا المكتسبه والذاتية كي يستثمر ابنائنا ثمرة جهدنا والحاصل لتحصيل ماتوصلنا اليه وكما حصل لمعظم رواد فناني المسرح الاقليمي والعربي والعالمي.