من نجوم ممثلينا العراقيين:
الفنان خليل شوقي،
يوسف العاني،
قاسم محمد،
وجيه عبد الغني ،
سليم البصري،
رضا الشاطي،
حمودي الحارثي،
خليل الرفاعي.
ومن الممثلات المتالقات:
سعدية الزيدي،
ناهدة الرماح،
زينب،
سهام السبتي
اسيا كمال --- الخ
هؤلاء الفنانين والفنانات لم يكتفون بالموهبة والثقافة الفطرية والاكاديمية، وانما اضافوا الى جانب ابداعات حرفيتهم، الجانب الاخلاقي والانساني، ولهذا استحقوا النجومية وتميزهم بابداعات وتالق حرفيتهم الفنية، ونحن حينما نشخص بعض فنانينا وبالاسماء ولاسيما المعاصرين منهم والذين مازالوا يزاولون حرفيتهم بالتمثيل حرصا منا على عدم الانحدار بفنهم الى مكانة لا تليق بمكانة تاريخ المسيرة الفنية في العراق، اضافة الى اننا ومن خلال هذا التذكير ابدينا حرصنا على ان يركزون على حرفيتهم في التمثيل ويكتسبون من الثقافة الفنية لتؤهلهم لتطوير انفسهم ومؤهلاتهم من اجل المساهمة في خلق مسيرة فنية، وفي الوقت نفسه المحافظة على ماعندهم من المؤهلات البسيطة ليتم تطويرها ويتاهلون للنجومية وعن جدارة واستحقاق ومن دون التوسط او اتباع الوسائل الغير اللائقة لعرض انفسهم على المخرجين من خلال الجلسات والتي تكثر فيها الثرثرة والتملق من اجل تحقيق المصالح الخاصة.
اذن ثقافة الممثل هي احدى السمات الضرورية والتي يجب ان يتمتع بها كل ممثل يهدف الى النجوميية.
ان العملاق الممثل الامريكي مارلون براندو يملك مكتبة تحتوي على مايزيد من الاربعة الاف كتاب وعشرات من السيناريوهات المكتوبة بخط يده، فهو بهذا قد اكتسب ثقافة من خلال مطالعاته وقراءاته المركزة، بحيث تجسدت الثقافة في شخصيته اكثر مما كانت عليه في بداية مشواره الفني، وقد ساعده على اكتساب مثل هذه الثقافة الذاتية حب الفضول للاطلاع على جميع الكتب الثقافية والتاريخية، وثقافته جعلته يتدخل في معظم الاحيان بتغيير الدايلوجات والحوارات والتي كانت لا تعجبه، وهذا الجانب كان ياتي من باب الحرص على تكوين شخصيته وتاهيلها وبما يليق بنجوميته. كان براندو يحقق ويدقق في شخصيته اكثر مما تستحق ليصل الى دراسة وافية تغني شخصيته بالاطلاع على الحالة النفسية والثقافية والاجتماعية، اضافة الى هذا كان يهتم بعناصر مقومات شخصيته من الملابس والاكسسوارات اللازمة وكذالك اهتمامه بمكياجه لكونه اعرف من غيره بمستحقات شخصيته من خلال دراسته لها وايمانا منه بان المكياج والازياء المتوافقة مع شخصيته هي من متمماتها الاساسية كي تتكامل من حيث الاقتناع وبما يتماشى مع حقيقة دوره في السينما، فهو الذي كان يبتكر طريقة مشيته ويبدع في حركته وكيف يمشي وكيف يضحك وكيف يتكلم لكونه كان يؤمن بان سلاح الممثل صوته وجسمه، حيث بلغ في شخصية العراب اوج تالقه وابداعه لها، ولهذا كان يكيف صوته وجسمه وبموجب ماتتطلبه شخصيته من تجسيد لهيكلية الجسد والتي تتكامل مع المكياج والازياء، وتكييف الجسد في الحركة التي يبتكرها، ولهذا كان يحرص على مراجعة ثقافته في فن التمثيل مع اصدقائه في حلقات ثقافية يعقدها في مسكنه ويدون من خلالها البحث في اصول التمثيل علما انه كان متقدما على اقرانه من الممثلين ولكنه كان يحس بانه محتاج الى تطور حرفيته والتجديد في اسلوب تمثيله يختلف عما قدمه في مسيرته السابقة ليعزز من خلالها نجوميته.
ان نجوم هوليود وهم في حالة التنافس على النجومية وعلى تسابق المشاركات في العديد من الافلام الضخمة لكونهم متاكدين من انهم يملكون من المواصفات المتكاملة والمطلوب توفرها عند الممثل النموذجي كالثقافة اللغوية ولاسيما في النطق السليم لمخارج الحروف، الصوت السليم والجيد النبرات والجسد المرن يتكيف بموجب مواصفات الدور المسند للممثل، اضافة الى جمالية المظهر الخارجي، ولهاذا كانت شركات هوليود الانتاجية لا تجامل في اختياراتها لنجومها الا وبما يستحقون الاهتمام لضمهم الى كروبات العاملين معهم، ولنا مثال على ذالك ان العديد من الممثلين العرب والذين خطفتهم السينما العالمية (هوليود) اصبحوا نجوما عالميا وعن طريق هوليود من امثال الممثل حسام الدين عماد والذي اختطفته هوليود بعد ان فتحت ابوابها للموهوبين والمثقفين من الممثلين المحترفين ومن دون المجاملة على حساب سمعتها الفنية كشركة عالمية ذات اهتمام واسع بالافلام السينمائية العالمية والتي تمتلك نجوما لامعين ومبدعين، انها صحيح صانعة النجوم ولكنها لا تستعين بما هب ودب الا بالنجوم الذين لهم معرفة في كيفية اختراق ابوابها وعن جدارة فمثلا استقطبت النجم السوري غسان مسعود والذي تميز بحرفيته التمثيلية ولهذا استحق المشاركة في العديد من الافلام العالمية المتميزة ، وكذالك الفنان خالد نبوي فهو المعروف عنه ممثلا متميزا في حرفيته وثقافته وتعامله مع النصوص والسيناريوهات لمعظم مشاركاته في السينما، فقد تخطى حدود نجوميته العربية الى العالمية وقد شارك في العديد في اعمال ضخمة منها Fai Game وغيرها ، وقد كان رائدهم في هذه المشاركة العالمية الفنان العربي المصري عمر الشريف والذي استحوذ بنجوميته على اعجاب النقاد والصحافة الفنية العالمية، وتنافس عليه كبار المنتجين العالميين وشارك في العديد من الافلام العالمية وبادوار رئيسية منها:
دكتور زيفاكو،
لورانس العرب،
رولزرويس الصفراء،
الوادي الاخير،
الثلج الاخضر،
سري للغاية،
وقد نال شهرة متميزة وهذا يعود الى ملكة ثقافته اللغوية (الانكليزية) والاحترافية في التمثيل.
هناك مثالا اخر ونموذجا للفنان المحترف حينما يسعى الى النجومية وتتعادل كفتي ميزان النجومية مابينه وبين الممثل العالمي انطوني كوين الا وهو الممثل المبدع العربي المصري الفنان عبد الله غيث حيث تميز بدوره واصبح منافسا ومن دون منازع مع الممثل العالمي انطوني كوين في شخصية الحمزة في فيلم الرسالة، حيث ظهر هذا المبدع العربي بنجومية الاحتراف الاكاديمي ابهر من خلال ادائه الفنان طوني كوين وكذالك المخرج مصطفى العقاد، ويعود اسباب هذا الى امتلاك الفنان عبد الله غيث خلفية ثقافية اهلته للنجومية ومن دون منازع.
مقومات الممثل الجيد
(من هو الممثل الجيد عند ستانسلافسكي؟)
يجب على الممثل الجيد ان يحب التغيير والتطوير في اساليب احترافه ومشاركاته الفنية، وذالك باتباعه الاساليب العلمية في اكتشاف معالم شخصيته، وان يحرص على اكتشاف هذه المعالم بانها تكون متطابقة بالوصف والاوصاف، ان يبحث عن الاحاسيس الداخلية للشخصية وعن اسبابها، وهذه الاحاسيس ان لم يشخصها الممثل بالتفاعل مع الاحداث المحيطة بالشخصية (الدور) فهنا يجب عليه الالتجاء الى ثقافته النظرية الذاتية والمكتسبة والتي يجب ان يتسلح بها ليستعين بها في اكتشاف معالم شخصيته، يعني من عادات وتقاليد وثقافة والحالة النفسية والاجتماعية للشخصية (البعد الطبيعي والنفسي والاجتماعي) وذالك من اجل ان يعطي صورة جديدة تختلف عن ادواره في اعماله السابقة وبموجب متطلبات الدور الجديد في العمل الحالي، بحيث ان لا يدع الشخصيات والتي سبق وان قدمها في اعمال سابقة ان تطغي على ادائه في رسم معالم شخصيته الجديدة (الدور الجديد) كي لا يوصف بانه ممثل غير مجدد وليست له ملكة للتغيير والتطوير في حرفيته التي يمتلكها.
يقول ستانسلافسكي:
(ليس هناك دورا كبيرا ودورا صغيرا، بل هناك ممثلا كبيرا وممثلا صغيرا).
اذن، كيف سنميز الممثل من انه كبيرا او صغيرا؟ فهذه الحالة تعود الى مدى ثقافته واتباع اسلوب الاكتشاف لمعالم شخصيته ليستطيع ان يؤدي ويجسد الشخصية باتقان عال وثقافة يستطيع من خلالها تجسيد شخصيته بالشكل المطلوب، وبهذا سيتمكن من انه يكون ممثلا كبيرا او صغيرا، اي بابداعاته وبابتكاراته والحرص على تنمية شخصيته وفق المعالم الحقيقية لمواصفات الشخصية المطلوبة.
وهنا يجب على الممثل الذي يروم المحافظة على نجوميته وابداعاته الحرفية في تجسيد الشخصية (الدور) ان يسأل نفسه، ماذا افعل لو انني كنت ملك؟
ماذا افعل لو انني كنت فقير؟
ماذا افعل لو انني جاهل (امي) ؟ --
فهاتين الاداتين (ماذا، و ، لو ) في السؤال والاستفسار ستدعوك للبحث والتقصي عن شخصيتك لتستطيع بعد هذا ان تصل الى العديد من الاجوبة تساعدك على الابداع والتالق في تجسيد شخصيتك وعن قناعة تامة وايمان حقيقي وبما توصلت عليه من الاجوبة المؤمن بها انها هي الصواب لمتممات مقومات الدور الذي اسند لك، وبهذا ستقدم الدور بشكل متميز بحرفيته وباداء متكامل لتحافظ من خلال هذا الابداع على نجوميتك كممثل وهنا ستكون ممثلا كبيرا وليس صغيرا.
ان جهود ستانسلافسكي مع فرق الهواة جائت بنتيجة ايجابية ومن خلال اهتمامه بصدق المشاعر والاحاسيس التي يجسدها الممثل من على خشبة المسرح، والنجم الذي يتبع تعاليم ستانسلافسكي بهذه المصداقية حتما سيصل الى نتيجة مفادها (الاهتمام بالمشاعر الداخلية، هي المشاعر المساوية للفعل الخارجي الذي يداهم الشخصية ومن خلال الاحداث وعلاقة الشخصية نفسها بالاحداث، والبحث عن الاسباب ستصل بالممثل الى اكتشاف العديد من السبل التي تتيح له الاجابة على هذه الاسباب لتنير له سبل الابداع والتي تشمل جسده ومرونته، ونبرات حنجرته وتكييفها وفق متطلبات الشخصية، اضافة الى تغيير الصوت وبموجب مواصفات الشخصية من حيث العمر والحالات الصحية والمرضية وغيرها من الحالات المطلوب تجسيده للدور.
اضافة الى هذا فان الممثل المثقف هو الذي يتمكن ومن خلال الاعتماد الشخصي على ثقافته النظرية ان يكتشف شخصيته وفق ابعادها بعد تحليلها والوصول الى حالة من الايمان والاقتناع يؤمن ايمانا مطلقا انها هي الشخصية والتي يجب ان يجسدها على المسرح او في السينما). ولهذا يجب على الممثل ان يضيف الجانب الجمالي الى الجانب العلمي للشخصية، وان يهتم بجمالية الحركة وفن الالقاء وتكييف الصوت وفق متطلبات الشخصية، وهذا لا ياتي الا بالاعتماد على ثقافته الذاتية والمكتسبة.
نلاحظ ان العديد من الممثلين حين يشاركون في العديد من الاعمال الفنية، لا يستطيعون اخفاء شخصيتهم الحياتية والحقيقية على المسرح، فمثل هذا النموذج من الممثلين هم فاشلين احترافيا، لان الممثل الحقيقي والمبدع يجب عليه ان يخفي شخصيته الواعية والحقيقية خلف (الدور) لتكون هناك شخصيتين على المسرح في ان واحد هما، الشخصية الرقيبة والمراقبة، فالشخصية الرقيبة هي شخصية الممثل الواعية والتي ترشد وتسخر الشخصية المراقبة في الحركة والحوار وبكل مايتعلق بتصرفات الشخصية المراقبة وهذا الموضوع سبق وان تناولته في بحوث سابقة بعنوان (عملية التقمص والاندماج في الشخصية).
ولهذا فان وظيفة الممثل ان يخفي شخصيته الرقيبة وان يجسد الشخصية المراقبة (الدور) فالممثل الجيد يعمل وبموجب ابداعات خياله، ومدى مايختزنه من الصور الواقعية في خياله ليستعين بها على المسرح، والمعروف عن المتلقي هو لا يرغب مشاهدة الشخصية الحقيقية للممثل على المسرح (اي اشخصية الغير الممسرحة)، بقدر مايحب ان يشاهد الشخصية المرسومة في النص الاصلي، تتحرك وتتكلم وفق مارسمه المؤلف في النص المسرحي لياتي دور الممثل المبدع باضافة لمسات ابداعية من خياله والتي سيحاول ومن خلال هذا تجسيد الشخصية بلمسات ابداعية وفنية يخلق من خلالها عنصري التشويق والشد للمتلقي لتساعده على متابعة الاحداث، لا ان ينقل شخصيته الحقيقية الجافة بقدر ما يعرض لنا الشخصية وكما يعتمدها ستانسلافسكي الاهتمام بالاحاسيس الداخلية والمشاعر الحقيقية للشخصية من اجل ان يخلق تعاطف مابين الممثل والمتلقي ومن خلال عملية التقمص والاندماج للمثل مع الدوربحيث سينتقل هذا التقمص والاندماج ايضا الى المتلقي بحيث سيكون الممثل هو المتلقي والمتلقي هو الممثل، اي الاثنين هما واحد في الشعور والاحساس والتعاطف مع الاحداث والتي تعرض من على المسرح، وهذا مالا يحدث عند الممثل الامي والذي لا يعرف كيف يخلق شخصية متكاملة القوام ليبهر من خلالها الجمهور المتلقي. ولهذا فان الممثل الحريص على نجوميته تراه في كل عمل يقدم ابداعات جديدة بحرفيته وفقا لمتطلبات الشخصية الجديدة في اعمال لاحقة جديدة.
فشخصية العراب للممثل مارلون براندو تختلف عن شخصيته الحقيقية من خلال اسلوب تكلمه، وتغيير صوته، وطريقة سيره وحركاته البطيئة وحتى المكياج فيه الكثير من الاختلاف والمغاير لبقية ادواره السابقة.
وكذالك الفنان والنجم العربي محمود عبد العزيز حينما قدم شخصية رافت الهجان، قدمها في منتهى الابداع والحرفية المتكاملة المقومات من الثقافة والتجربة والخبرة التي يملكها بحيث اختلفت عن ادواره التي قدمها في اعمال سابقة.
وعليه فان خلاصة القول، اسباب هذا النجاح في التمثيل يعود الى ثقافة كل فنان وخبرته وتجربته وسعيه المتواصل في اكتساب الثقافة التي تؤهله الى النجومية، ولهذا من الواجب على النقاد ان لا يجاملوا بكيل المديح لمن لا يستحق المديح، وان يشخصون العلة واسباب الفشل في اخفاق بعض المحسوبين على الفن، وان يعطي استحقاقه بدرجة ان يكشف نقاط ضعفه من اجل المساهمة في خلق ممثل نجم يحافظ على نجوميته باكتسابه الثقافة ليتسلح بها ويستعين بها في حرفيته، فنحن في عملية التشخيص لبعض الذين يدعون النجومية الفاشلة، سنفرز النجوم المستحقين التقييم والتكريم عن الذين لا يستحقون الاشادة بهم كذبا وبهتانا، وهذه هي امانة الناقد والذي لا يجامل على تشخيص مايراه هو الصواب من خلال تشخيصاته السديدة.