المسرح الديني التوحيدي الكنسي:
بعد هذه المرحلة من مراحل المسرح الوثني الاغريقي واليوناني تاثر المسرح الروماني الوثني بطقوسه وبمضامينه الوثنية والذي اقتصر على افتراس البشر ولا سيما السجناء من قبل الحيوانات المفترسة في ساحات اعدت لمثل هذه الطقوس اللاانسانية وبرعاية الاباطرة الرومان حينام كانوا يقدمون المساجين فريسة للحيوانات المفترسة وهم يستمتعون بهذه المشاهد الحية وامام اعينهم وفي داخل هذه الساحات المعدة لمثل هذه الاحتفالية ولا سيما في عهد الامبراطور الطاغية نيرون والذي تعذب المسيحيون في عهده وذاقوا انواع التعذيب واشده في عهده، جاء دور الكنيسة بعد ان انتشرت الديانة المسيحة في الامبراطورية الرومانية لتحتضن المسرح الكنسي بعد ان كانت رافضة له، الا انها انتبهت الى مدى تاثير هذا المسرح الديني على رعايا الكنيسة من المؤمنين، وبعد هذه المرحلة من مراحل تطور الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية جاء دور الكنيسة للسيطرة على رعاياها دينيا ومذهبيا وعقائديا وحتى السياسية والتي ادت الخلافات العقائدبة بين الكنائس الى نشوب حروب بين بعض الدول المسيحية ومن جراء تاثيرات الكنيسة على سياسة وقادة بلدانها.
احتضنت الكنيسة المسرح دينيا في وقتها وسمي انذاك بالمسرح الديني الكنسي، هذا المسرح كان يشتق مواضيعه من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، حيث تناول قصة الميلاد وقصة الالام، ومن بعدها تشعبت المواضيع الدينية بطرحها حينما تناولت سيرة بعض القديسين من شهداء الكنيسة والتي شارك في تاليفها بعض كهنة الكنسية وتجسيد احداث هذه المسرحيات بصورة تتناسب مع الامكانيات البسيطة والمتوفرة في الكنيسة غايتهم تثقيف الرعاية ثقافة دينية، ومن ثم بعد انقسام الكنيسة على نفسها وظهور عقائد ومذاهب مختلفة مثل الكنسية البروتستانية والارثذوكسية والمارونية والسريانية الكاثوليكية والارثذوكسية والقبطية والمشرقية (الكلدانية والاشورية) وجميعها انشقت عن الكنسية الام ( الكاثوليكية في روما) وغدت كل كنيسة تهيب برعاياها ان يتمسكوابالطقوس الخاصة بهم والتي تفرضها الكنيسة وكل منها وبموجب ماتفرضه مصالحهم الخاصة.
ظهور المسرح الكنسي الديني في العراق
(الموصل وبغداد)
بدأت ريادة المسرح الكنسي الديني في العراق وبموجب المصادر الموثوقة في سنة 1880 تقريبا، وظهر هذا النشاط الكنسي من خلال احتكاك مثقفينا من شمامسة الكنسية في الموصل مع المثقفين من الاباء الدومنيكان، وكذالك من خلال البعثات التعليمية والتي كانت ترسل الى فرنسا وبريطانيا للاطلاع على تجارب المسرح الكنسي والمتميز بقصصه والمشتقه احداثه من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وقد بدأ الريادة لهذه التجربة الشماس حنا حبش في مسرحية (يوسف الحسن) وكوميديا (ادم وحواء) وكوميديا (طوبيا) حيث اولى الاهتمام لهذا المسرح الاباء الدومنيكان حيث تذكر المصادر الموثوقة بانه قد تم العثور على هذه النصوص في لبنان ومازالت هذه المطبوعات في حوزة المؤسسة العامة للسينما والمسرح في العراق.
المسرح الديني الكنسي في بغداد:
العديد من قرائنا الاعزاء والمهتمين بالادب المسرحي يدمجون في خصوصية المسرح السرياني والمسرح الديني الكنسي، علما ان هناك خصوصية مابين نصوص المسرح السرياني والمسرح الديني الكنسي، فلكل منهما خصائصه واهدافة في الطرح، وبالرغم من ان هناك خصوصية مشتركة مابين المسرحين من حيث اللغة والقومية والعلاقات الاجتماعية والدينية، وانما تبقى خصوصية كل منهما في الحكايات والاهداف مختلفة عن بعضهما، فالمسرح الديني الكنسي يشتق قصصه من الكتب المقدسة (العهدين القديم والجديد) والمسرح السرياني قلما يعرج على تناول القصص الدينية بتركيز الا ماندر، ولكن الهدف في مضامينه هي معالجة المشاكل الاجتماعية خصوصا والشعبية والقومية عموما وليس بغريب عنه تناول سيرة شهداء الكنسية وحياتهم الاجتماعية والقومية.
وثائق وشهادات للمسرح الديني الكنسي تنفرد
في نشره صحيفة بانوراما العربية في سدني
في سنة 1970 تقريبا ظهرت بوادر هذا المسرح في بغداد بالظهور وعن طريق شابات وشباب الكنائس الكلدانية في بغداد وبرعاية من قبل بعض الاباء الكهنة ، لكون هذا المسرح كان يساهم في تثقيف الرعايا الكنسية ومن خلال النصوص الدينية والمعدة من الكتاب المقدس، اضافة الى ان هؤلاء الشباب من رعايا الكنسية كانت تستهويهم الفنون المسرحية وهذه الهواية المسرحية اخذت بالانتشار بين كنائس بغداد وعلى نطاق محدود وبمسرحيات قدمت عروضها بشكل جلب الاعجاب من المهتمين بهذا المسرح وبالامكانيات البسيطة المتاحة لدى الكنيسة، حيث داب الشباب على توسيع هذه التجربة المسرحية للمسرح الديني الكنسي وكان لهذه التجربة صدى واسع النطاق بعدما تعاون بعض الخريجين الاكاديميين من الاساتذة معي غرضنا ترسيخ هذه التجربة الكنسية والتي نتج عن ذالك عدة اعمال كنسية بدأت من كنيسة حافظة الزروع في بغداد منطقة البياع سنة 1970 بمسرحية القداس الالهي من تاليفي واخراجي وبرعاية المطران مار روفائيل بيداويذ وباشراف الاب الروحي الكاهن ماهر كوريل راعي كنيسة حافظة الزروع وكنسية ماريوحنا المعمذان في بغداد، وقد نجحت هذه التجربة نجاحا منقطع النظير واشاد بها العديد من المثقفين والذين حضروا لمشاهدة هذا العرض ومنهم:
- ·الاستاذ المرحوم وديع حنا كجو،
- ·والاب نوئيل فرمان يومها كان رئيس تحرير مجلة الفكر المسيحي في بغداد،
- ·والاستاذ الاديب عادل دنو قبل هجرته الى استراليا، وكذلك حضرها لفيف من الاباء الكهنة والاخوات من راهبات دير المسرح في بغداد.
لقد تطور المسرح الكنسي في بغداد بدعم وتشجيع من قبل الاب الكاهن ماهر كورئيل وظهرت عدة مسرحيات نتيجة لهذا الدعم والتشجيع حيث تلتها عرض مسرحية في انتظار المخلص في ستة 1992 في كنيسة حافظة الزروع في بغداد البياع من تاليفي واخراجي.
والعمل الثالث بعنوان الصوت الصارخ ايضا من تاليفي واخراجي وقد قدمها شابات وشباب كنيسة ماريوحنان المعمذان في الدورة سنة 1993 وقد جائت كلمة الاب الفاضل ماهر كورئيل متصدرة في البرنامج للمسرحية والتي جاء فيها:
(يوم بعد يوم يعمل شباب خورنة مار يوحنا المعمذان في انسان الشخص المسيحي وتثبيت الايمان في النفوس وترسيخه وتقديمه عبر تلك الوسائل المتاحة، فيخرجون عبر ذالك طاقتهم ويسخروها لخدمة الكلمة واعلان كلمة الانجيل، هذا ما ابتغوه عبر سلسلة من المسرحيات الرائعة التي يقدمونها لابناء خورتنا خورنة ماريوحنا، واليوم يبادرون بعرض مسرحية (الصوت الصارخ) فاصبحوا ابواق تهتف لشخصيات، مقدمين اياها بالامكانيات البسيطة المتاحة، تحية شكر لهم جميعا من كادر مسرحي ممثلين وموسيقيين وشكر خاص للسيد مخرج وكاتب المسرحية المحترم الاستاذ جوزيف الفارس.
تحية حب واعجاب--
اخوكم القس ماهر كورئيل.
كلمة المؤلف والمخرج جوزيف الفارس:
اخواني في الايمان--
بكل فخر واعتزاز اتقدم يهذا العمل المتواضع تجربتي الثالثة مع المسرح الكنسي في مسرحية (الصوت الصارخ) وقد حاولت اعداد هذا النص من الانجيل المقدس متصرفا بالشكل ومحافضا على المضمون والجوهر، وكان غرضي من هذا تجسيد رسالة ماريوحنا المعمذان وتعريف اخواني المؤمنين عن قداسة هذه الشخصية وهي تعيش معهم بجسد ودم وبيان الغرض من ولادته ومجيئه الى الدنيا – الى هذا العالم-- ولا اعتقد بانها خافية عن معظم اخواني من المؤمنين لانها معروفة، (انه الصوت الصارخ الذي جاء ليمهد طريق الرب ويبشر بمجيئه الى هذا العالم).
من كل قلبي اشكر الاب الفاضل ماهر كورئيل لدعمه المتواصل وتفقده للعمل وتذليل المعوقات والتي قد تعترض لانتاج هذا العمل، وكما كان معروفا عن دعمه لتلك العروض السابقة والتي ماكانت تظهر لولا تعاطفه معنا، فكانت مسرحية (القداس الالهي) ومسرحية (في انتظار المخلص والتي قدمت ضمن تجربة المسرح الكنسي.
مسرحية الصوت الصارخ التي ستشاهدونها هي من تقديم شبات وشباب كنسية ماريوحنا المعمذان الذين ضحوا باجمل اوقاتهم وعانوا ماعانوا من اجل انجاح هذا العمل واظهاره الى حيز الوجود.
تحية الى الاب الفاضل القس ماهر كورئيل.
تحية حب وتقدير الى شابات وشباب خورنتنا وهم يرسخون مسيرة المسرح الكنسي من اجل خدمة المؤمنين.
تحية الى كافة الجهود المتظافرة من اجل انجاح هذا العمل المتواضع --
اخوكم المؤلف والمخرج جوزيف الفارس.
شخوص المسرحية حسب الظهور:
- 1.ازاد بطرس، بدور بائع الدجاج + احد اللاوين
- 2.اراك يونس بدور بائع السمك+ من عامة الشعب
- 3.فرانس جوزيف الفارس بدور بائع البخو+ من عامة الشعب
- 4.وائل ابراهيم بدور رئيس الحرس+ من عامة الشعب
- 5.ريمون توما بدور مساعد رئيس الحرس
- 6.نينوس خوشابا بدور اندراوس ( تلميذ يوحنا)+ الراوي
- 7.ايفا كمال بدور راوية من عامة الشعب
- 8.سعاد روفائيل بدور الراوية
- 9.فهيمة توما بدور اليصابات+ الراوي
- 10.دنيا مانوئيل بدور الراوية
- 11.فاضل بطرس بدور زكريا+ الكاهن بنيامين
- 12.ايناس كامل بدور الملاك
- 13.نيفين حنا بدور مريم العذراء
- 14.رامي سامي بدور جندي من حرس الملك
- 15.رافد جمال بدور بوعز (من تلامذة يوحنا)
- 16.رودي سامي بدور دان (تلامذة يوحنا)
- 17.مئيد اسحاق بدور ماريوحنا
- 18.ريفان سالم بدور احد العشارين+ من عامة الشعب
- 19.فلاديمير جوزيف الفارس بدور من عامة الشعب
- 20.اثير بطرس بدور الكاهن زارح+ من عامة الشعب
- 21.ايفن داود بدور كبير الكهنة
- 22.روني عمانوئيل بدور الملك هيرودس
- 23.وداد ياقو بدور الملكة هيروديا
- 24.فكتوريا سمير بدور سالومي.
اما الفنيون فهم كالاتي:
- ·التاليف الموسيقي الاستاذ يوسف العزيز،
- ·مدير المسرح والمكياج بان حازم،
- ·تصميم الديكور والاضاءة طه المشهداني،
- ·تنفيذ الديكور خالد بولص، ريفان سالم، رودي سامي، تنفيذ الاضاءة ميثم فاضل
- ·الدعاية والاعلان، زاهر حيدو +وسام + ايفان حنا،
- ·م مخرج فاضل بطرس،
- ·تاليف واخراج جوزيف الفارس.
كنيسةالرسولين ماربطرس وماربولس ومسرحية مارتوما الرسول
واما كنيسة الرسولين ماربطرس ومار بولص في الصناعه فقد عرضت وبرعاية نيافة الحبر الجليل مارسويريوس حاوا مسرحية مارتوما الرسول من تمثيل نخبة من شباب الكنيسة الغيارى واعداد واخراج جوزيف الفارس حيث جائت كلمة الكنيسة وبقلم الراعي القس نعمت الخوري بنيامين مايلي:
ان حياة مارتوما الرسول فيها من المعاني الكثيرة والمؤثرة تجاه كل مؤمن، ولا اريد ان اذكرها في هذه السطور بل اتركها لتشاهدوا بعضا منها وكما اخذت من مصادر موثقة ومعتمدة في التاريخ الكنسي السرياني وكل عمل تقوم به الكنيسة انما هدفها الاخير لتسترد الضال وتجبر الكسير وتعزي الحزين وتضم بين اذرعها البعيدين، فان كان من كل عملها هذا قد ربحت واحدا فقط من هؤلاء فهذه هي قمة سعادتها تجاه سيدها الرب يسوع المسيح ومتذكرين دائما قول قداسة البطريرك زكا الاول عيواص:
ان تعلم طفل صغير رسم علامة الصليب هو افضل بكثير من تاليف كتاب باللاهوت، اننا نشكر جميع الذين تعبوا بامانة واخلاص من اجل انجاح هذا العمل من المخرج والكادر الفني والممثلين وعوائلهم اللذين شجعوا اولادهم واعضاء الجمعية الخيرية الارمنية لتعاونهم معنا في عرض المسرحية من على مسرحهم والرب يوفق الجميع لخدمة كنيسته وله المجد الدائم.