ان الهواة من المستمعين للبرامج الاذاعية لديهم ملكة التذوق لفرز البرامج الجيدة عن الرامج الرديئة والتي لا تستوي الى مرتبة الرقي من حيث الاعداد والتقديم، فالاعداد من حيث مضمون الفقرات والتي تشد المتلقي من المستمعين الى الاستماع لمضمون مايبثه البرنامج من خلال الاعداد والاخراج اضافة الى اسلوب التقديم، وهذا يعود الى حرفية المخرج الاذاعي والذي يحسن اختيار الاصوات لبرنامجه، فهناك البرامج السياسية والثقافية والدينية والتنموية والمنوعات.
فبرامج المنوعات هي من اصعب البرامج في اعدادها واخراجها ولاسيما البرامج الصباحية والتي يجب ان تتفق فقراته مع اذواق المستمعين وضمن هذه الفترة بالذات انها الفنرة الذهبية في العرف الاذاعي، فمثل هذه البرامج يجب الاعداد لها مسبقا وبالتاني وبشكل مدروس من حيث اختيار الصوت والذي يصلح لتقديم مثل هذه البرامج الصباحية والتي تعتبر من اشد الفترات التي تشد اذان المستمعين للاصغاء والاستمتاع بفقراته.
اضافة الى ان مثل هذه البرامج من الضروري ان يتم اختيار الفواصل الموسيقية الايقاعية والتي يستانس لها المستمع وتشده الى الاصغاء اليها من حيث اختيار الموسيقى والتي تلائم مضمون البرنامج والتي تعتبر من عناصر ومقومات الاخراج الاذاعي.
فالذي يتابع برنامج ستوديو عشرة ليجد فيه كل مقومات البرنامج الاذاعي الممتاز من حيث الاعداد، المضمون والتقديم، والفقرات المنوعة، والتي تزيدها تالقا وابداعا الفواصل الموسيقية الايقاعية والتي يستمتع اليها المستمع المتلقي وتشد سمعه الى فقراته ومضمونه واسلوب طرحه وتقديمه، فبرنامج ستوديو عشرة هو برنامج جماهيري، انبثق من عطاء المتالقين والمبدعين في الاعداد والاخراج اضافة الى حسن اختيار من يقدمه والصوت الذي عشقه المتلقي وزاد من اعجابهم باسلوب التقديم من اجل توصيل مفردات الجمل والتي تحمل اسمى معاني الحب والمحبة.
مفردات من التعبير اللغوي، والتي تم الاختيار لها من حيث الاعداد وسلامة اللغة ان كان على نطاق الفصحى او الشعبي، انما البرنامج فوق مستوى الحالة التقليدية في التقديم والاخراج والذي زاده جمالا اعداده والذي ينم عن حسن اختيارات سليمة وموفقة لفقرات ترجمت الذوق السليم لتجسيد معانات المستمع وعبرت عن هموم ومعانات العديد من الشرائح الاجتماعية من خلال فقرات اعداده والذي يتسم بالتالق والابداع.
كان لصوت السيدة المتالقة المذيعة القديرة امل المدرس عاملا من عوامل نجاح البرنامج، ويعود هذا الاختيار الى السيد المعد والمخرج علاء محسن، هذا المخرج والذي ولد من خلال حضانة الاذاعة في برامج الاطفال ومع لفيف من الذين كان لهم اشعاعا اعلاميا ضمن مسيرة كتب لها النجاح في اخراج البرامج المنوعة والمتالقة منهم المخرج ناظم فالح ، والمخرج فائز جواد، والمخرج ضرغام فاضل وحسن علي الدبو وحيدر عبد الحق-- الخ .
هؤلاء الاطفال استطاعوا ان يجتازون مرحلة من الخبرة في مسيرة اكتسبوا من خلالها تجربة وخبرة جعلت منهم مخرجين ومعدين وقد تجلت نجوميتهم في فترة السبعينيات والثمانينيات حيث استطاعوا ان يغيروا من نمطية الاعداد والاخراج نافست اساليب الرواد من اساتذتهم وتجاوزوهم في اساليبهم الكلاسيكية بنهضة نوعية فيها من الحداثة والتغيير والتطور في اساليب الاعداد والاخراج احدثت ثورة فنية في عالم الاخراج والاعداد للبرامج الاذاعية.
فبرنامج ستوديو عشرة ولد من رحم ابداعات استاذنا العزيز المخرج القدير علاء محسن، هذا المخرج الذي برهن ضمن مسيرته الفنية والاعلامية انه مبدع ومتالق استحق من جمهوره الكريم كل الحب والتقدير .
لماذا سمي ستوديو عشرة؟
فلقد سمي باسم ستوديو عشرة نظرا لوقت بثه في الساعة العاشرة من صباح كل يوم، ومدة بثه ساعة.
كان برنامجا جماهيريا وما زال كذالك في عودته للمرة الثانية للبث الاذاعي، فقد تصدر البرامج الاذاعية من حيث الاتصال الجماهيري والاستماع اليه نظرا لكونه برنامج منوع وبحبكة فقراته والذي تتخلله المنوعات من الاغاني اضافة الى تنوع فقراته من اللقاءات من داخل الوطن وخارجه، اضافة الى المواضيع الثقافية والادبية وبث من خلاله الجديد من الاغاني والمتميزة بالحانها وروعة كلامها، هذه الاختيارات من الفقرات يبدعها ويتالق في اعدادها المخرج علاء محسن، ان مايميز هذا البرنامج عن غيره من البرامج كونه يجسد معاناة جماهير شعبنا ولا سيما من مستمعي اذاعتنا المحبوبة اذاعة بغداد. لقد زاد تعلقهم به يوما بعد يوم بحيث اصبح لهم عنوانا للتالق والابداع من بين جميع البرامج الاذاعية، وهذا يعود لعدة اسباب منها جودة اعداده ونجاح اخراجه، والصوت الجميل والذي ينطلق عبر اثير الاذاعة ليصل بفقراته الى المستمعين الكرام الا وهو صوت السيدة امل المدرس ، حيث ان هذه الاعلامية القديرة والمذيعة المتالقة كان لي الشرف انها عملت معي في معظم البرامج التي كنت اخرجها وكان اختياري لها دون غيرها لكونها تمتاز بحس عاطفي من خلال تصوير الكلمة تصويرا صوتيا، ولديها ثقافة عالية في اللفظ ومخارج الحروف الصحيحة اضافة انها متميزة بصوتها الكرواني والذي وهبه الله لها، كانت تحس الكلمة وتترنم بلفظ حروفها، وتعيش موسيقية الجملة في لفظها وكانها في القائها الجميل تختار لي الفواصل الموسيقية مابين فقرات البرنامج الذي اخرجه، انها حينما تقرأ البرنامج وكانها كانت تعزف سمفونية بتلوين نبرات صوتها والذي كان يجسد الاحاسيس للكلمة وللجملة التي كانت تقرأها ، بالحقيقة بقدر مااحب وصف حرفية المذيعة القديرة امل المدرس وابداء تعجبي بحرفيتها انما اعجز عن تجسيد هذا الاعجاب وبما تستحقه.
اما عن برنامج ستوديو عشرة فقد تحدث المذيع المرحوم احمد المظفر قبل وفاته، وفي لقاء مع المخرج علاء محسن في الملتقى الاذاعي والتلفزيوني قائلا: انه كان يعد ويقدم برنامجا اذاعيا من اذاعة الشباب وكان موعد بثه في الموعد الذي كان يبث من خلاله برنامج ستوديو عشرة من اذاعة بغداد، الا ان هذا البرنامج استحوذ على معظم مستمعي اذاعة الشباب وانضموا مع مستمعي اذاعة بغداد ليشاركوهم الاستمتاع بفقرات ستوديو عشرة لرقي اسلوب اخراجه وجودة اعداده وحلاوة فقراته ولا سيما انه كان يبث مباشرة على الجو وعبر الاثير للمستمعين، وغالبا ماكانت الاتصالات الجماهيرية المباشرة تقطع بث البرنامج وعلى ضوء الاتصالات الحية مع السيدة امل المدرس والمخرج علاء محسن ليشكون معاناتهم من مشكلة او امر مستعصي عليهم في بعض دوائر الدولة والتي لها اتصال مباشر مع المواطنين، فيتم وعلى الفور بالاتصال المباشر مع اعلى مرتبة ادارية مباشرة ليتمكنوا من حل مشكلة المواطنين.
لقد تمكن هذا البرنامج ستوديو عشرة ان يخلق تنافسا شريفا مع بقية البرامج والتي كانت تبث من اذاعتي بغداد وصوت الجماهير وحتى اذاعة الشباب في وقتها، واصبح نموذجا مؤثرا ومن خلال جودة اعداده وتفوقه على بقية البرامج الاذاعية.
لقد عاد برنامج ستوديو عشرة بحلته الجديدة ومتالقا بفقراته يفوق على ماكان يقدمه في السابق، لقد عاد وعادت معه كروان الاذاعة السيدة امل المدرس، حيث صرحت في تصريح لها ومن خلال النوافذ الاعلامية عن عودتها وعن عودة برنامج ستوديو عشرة قائلة:
لقد اخذ ستوديو عشرة مساحة كبيرة في نفوس العراقيين، حيث كان في التسعينيات هو المنفذ الوحيد للمحاورة مابيننا ومابين المستمعين، هذا البرنامج هو ليس قائم على جهود امل المدرس فقط، وانما هناك جهود استثنائية تبذل من قبل العاملين من الكوادر الفنية والادارية هو الاساس في نجاحه ، كنا ومازلنا اسرة واحدة ، هذه الاسرة امتدت جذورها الى المستمع المتلقي بحيث جعلنا ان نحافظ على ديمومة هذا التواصل وشجعنا على تقديم الافضل في العودة الثانية من بث هذا البرنامج ضمن هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها شعبنا العراقي .
وكما هو المعروف عن المذيعة الرائدة والمتالقة السيدة امل المدرس انها كانت تبذل جهودا رائعة تجسد من خلالها اجتهادها وخبرتها الاذاعية فيها من الثقافة والخبرة الواسعة في تقديم برامجها وكما كانت في برنامجها التلفزيوني والذي لا ينساه المشاهد الكريم حينما كانت تطل بصوتها الجميل من خلال برنامج نافذة على العالم هذا البرنامج التلفزيوني والذي بقي في ذاكرة اذهان المشاهدين الكرام.
اما مبدعنا الفنان علاء محسن فيقول عن ستوديو عشرة، لقد عاد هذا البرنامج بوهج جديد وباطار جميل فيه من منهجية علمية وثقافية اضافة الى تنوع فقراته، لقد استطعنا ان نلمس نجاحه من خلال اعجاب المستمعين والتواصل معنا ومن خلال الاتصالات الهاتفية والبريدية، والتعبير عن هذا الاعجاب بمفردات جمل تحمل بين معانيها المحبة المخلصة والصادقة لبرنامج ستوديو عشرة ولي ولمقدمته السيدة امل المدرس، هذا البرنامج استطاع ان يقدم لمستمعيه الكرام نموذج في كيفية صياغة واعداد البرنامج الناجح بطريقة علمية ومهنية ، انه يمثل ذاكرة الجمهور من المستمعين ورمزا من رموز البرامج الاذاعية الناجحة .
ويضيف الفنان علاء محسن ليحدثنا قائلا:
ستوديو عشرة هو برنامج الذاكرة العراقية، له علاقة مع المستمع الكريم، ويشمل الاجيال السابقة من الاباء والابناء ومازال، حيث ان هناك تواصل مابين البرنامج ومابين مستمعيه، وفي مرحلتيه السابقة واللاحقة عند ظهوره لاول مرة في التسعينيات ، وظهوره للمرة الثانية في هذه السنة ، فهو برنامج له علاقة بالاسرة العراقية، انه برنامج يحمل بين فقراته المحبة والتسامح وهو في الوقت نفسه عنوانا للفن والجمال، يدعوالى التماسك الاسروي ويحث على محبة الوطن.
هذا البرنامج يعرض الجمال ومن خلال صور اذاعية صوتية سمعية وعن طريق صوت السيدة المتالقة امل المدرس ليعطي للمستمع الكريم الامل بالحياة، وسر نجاحه كونه يستمد ديمومته ونجاحه من قبل متابعة ومراسلة المستمعين له وهذا ماجاء الا من خلال محبتهم للبرنامج حيث كان هذا الحب السبب في عودة بثه من خلال اذاعة بغداد، ويذكر محدثنا الاستاذ علاء محسن ومن خلال التواصل الاجتماعي ان عودة البرنامج وفي مثل هذه الظروف بالذات كان ضروريا للمستمع الكريم لكونه يحمل الامل ويخلق الابتسامة والفرح والبهجة من خلال فقراته المنوعة.
وتضيف السيدة القديرة والاعلامية الرائدة امل المدرس قائلة:
ان عودة برنامج ستوديو عشرة هو محطة مليئة بالسعادة مع لحظات دموع الفرح، حيث هذا البرنامج اعادني الى سنة 1966 في اول بث له واول حلقة بثت من خلال اذاعة يغداد، فقد كنا نحاول بذل المستحيل من اجل ان يصل البرنامج الى الجمهور الكريم من مستمعي اذاعة بغداد، ويضيف المخرج علاء محسن قائلا:
ان عودة البرنامج الى النور ثانية هو انطلاقة عرس اذاعي لعروس البرامج الاذاعية، لقد عاد برنامج ستوديو عشرة بمشاعر واحاسيس فيها من الفرح مما جعلنا نندفع بتجنيد كل طاقتنا من اجل ابراز هذا الرمز من الرموز التي تضفي البهجة الى مستمعينا باغانيه الطربية والفقرات المسلية والتثقيفية.
انه في الحقيقة برنامج جريىء بطرحه حيث يطرح مشاكل المواطنين وما يعانونه من المشاكل والمعوقات الحياتية في مختلف الاماكن ان كانت في الدوائر الحكومية او مع رؤساء الدوائر الخدمية، او مع دوائر الصحية والخدمية للمواطن في اقسام دوائر الدولة، ويضيف المخرج علاء محسن ان هذا البرنامج لم يظهر للوجود مرة ثانية لولا محبة وتعاون الكادر الفني والمشاركين في اعداد وتقديم هذا البرنامج الا وهو برنامج ستوديو عشرة.
ونحن ومن خلال صحيفتنا العزيزة صحيفة بانوراما في سدني ومن خلال رئيسة التحرير السيدة المتالقة الست وداد فرحان نقدم ازكى التهاني للعودة الثانية لبرنامج ستوديو عشرة وللزميلين العزيزين السيدة امل المدرس والمعد والمخرج علاء محسن كل الموفقية في مسعاهم النبيل لخدمة الجماهير اعلاميا وخدميا وكل الحب والتقدير لجميع الكوادر الفنية والادارية لبرنامج ستوديو عشرة -- وبالموفقية انشاء الله.