اشعاعات نجوم المسرح الكنسي
من مسرح كنيسة مارتوما الرسول في سدني
تالقت وعبر سنين مضت مواهب فنية تستحق الوقوف عندها لاستذكارها وتقييم اهم ماقدمته هذه المواهب من اعمال مسرحية نالت اعجاب الجماهير في سدني هذه المواهب صقلت مواهبهم الفطرية بثقافة اكاديمية في الفنون المسرحية زادتها تالقا وابداعا، حيث اكتسبت خبرة ونالت اعجاب الجماهير الذي صفق لها تعبيرا عن اعجابه بادائهم التمثيلي من على خشبة مسرح كنيسة مارتوما الرسول في سدني، لقد اثبتت هذه المواهب ومن خلال رعاية سيدنا المطران السامي الاحترام مارجبرائيل كساب قبل سفره الى امريكا، وبدعم من حضرات الاباء والكهنة منهم الاب الروحي بولص منكنه، والاب الروحي جوزيف، وبمتابعة السادة الاخوة اعضاء الخورنة بتهيئة مستلزمات الانتاج المسرحي والذي كان لهم المقام الاول بظهور هذه المواهب التي اكتسبت خبرة وثقافة مسرحية نالت اعجاب الجمهور والذي صفق لها تعبيرا عن اعجابه بادائهم التمثيلي من على خشبة المسرح.
لقد اثبتت هذه المواهب انها تستحق النجومية في مسيرة المسرح الكنسي لما ابدته من حرفية في فن التمثيل مسجلة في مسيرة هذا المسرح سجلا حافلا بالعطاء المثمر واجتهادات فنية جائت من حصيلتهم الثقافية المكتسبة من خلال محاضرات في فن التمثيل والتي هيئتها لهم ابرشية كنيسة مارتوما الرسول ايمانا منها بان المسرح الكنسي هو وسيلة ثقافية وتجسيدا لبعض القصص عن سيرة قديسينا ورسلنا الابرار والذين قاموا بنشر رسالة السيد المسيح، وكذلك كانت مهمة المسرح الكنسي هي مساهمة بنشرالثقافة الدينية وتفسير مفاهيمها العقائدية، من اجل توصيل جوهر الايمان للمتلقي باسلوب شيق مساهمة مع الكنيسة في التوعية والتثقيف.
لقد داب هذا الرعيل الفني من الشباب الواعي والذين اثبتوا جدارتهم ومهارتهم في كيفية تجسيد الادوار المسرحية، حيث تعاملوا معها بمهنية فيها من الثقافة الفنية، واعطت نموذجا للفنان الاكاديمي الذي يتعامل مع الدور بمهارة فاقت المحترفين من الممثلين، هذه الطاقات الشبابية ابهرت الجماهير من المشاهدين والذين اعجبوا بادائهم التمثيلي، هذا الاداء لهذه المواهب والطاقات الفنية صقلت بثقافة اكاديمية وبلمسات من توجيهات المحاضرين من اصحابي الاختصاص، حيث تمخضت هذه التجربة في المسرح الكنسي عن نجوم اعتلت خشبة المسرح ايمانا منهم بان المسرح اداة ثقافة وتوعية، يستنير منه المؤمن شرحا مفصلا وعن طريق العروض المسرحية فيها من الثقافة والتوعية الدينية والاجتماعية وبما يتفق مع تعاليم الكنيسة ووصاياها، لقد قدمت كنيسة مارتوما الرسول للكلدان والاثوريين الكاثوليك عدة عروض مسرحية جاءت من خلال الدعم المعنوي والتشجيع للمواهب الفنية والطاقات المبدعة في المسرح، فلقد نالت هذه العروض اعجاب الجماهير التي احتشدت في قاعة مسرح كنيسة مارتوما الرسول لمتابعة عروضها المسرحية ومنها:
- ·مسرحية (حلم في منتصف ليلة ايار)
- ·مسرحية (غفران) ومسرحية (شيل وعبي وذب بالشط)
- ·مسرحية (الكهنوت والياقوت)
- ·مسرحية (توما الشكوك)
- ·واخيرا مسرحية (انا والاخر).
هذه المسيرة الحافلة بالمواهب المبدعة والتي شاركت في تقديم هذه العروض المسرحية سجلت ابداعاتها تجربة ناجحة فاجئت الجمهور والصحافة العربية في سدني، اضافة انها نالت اعجاب المسؤولين من الاباء الروحيين، فكانت تجربة رائدة في المسرح الكنسي انفردت بها هذه الكنسية بنشر الثقافة الدينية باسلوب وبطرح غير مباشر وعن طريق المسرحيات والتي اعدت قصصها من الكتاب المقدس، اضافة الى بعض المسرحيات والتي ساهمت في حلول المشاكل الاجتماعية والتي قد تعترض المؤمنين في حياتهم اليومية في المهجر، واعطاء البدائل كحلول مناسبة لواقعهم الجديد الذي يعيشونه في استراليا.
لقد ساهم المسرح الكنسي في نشر الثقافة الدينية والاجتماعية، وتوحيد قلوب المؤمنين والذين امنوا برسالة الرب يسوع المسيح، وعشقوا المسرح عشقا بحيث كان لالتزامهم ومواضبتهم على التمارين اليومية ولمدة اربع ساعات يوميا، تجري من خلالها تمارين الصوت والالقاء، والرياضة الجسدية، والاطلاع على مستجدات التجديد والتطور في عالم المسرح.
ان هؤلاء النجوم الموهوبين ساعدوا على ولادة المسرح الكنسي والذي هو امتداد للمسرع العراقي الذي اشتهر بمسيرته ومن خلال تاريخ عريق جسده الرواد في عروض مسرحية تميزت بالابداع وجمالية التعبير.
كان المسرح العراقي عريق بتجربته، وغني باطروحاته التي عبر من خلال هذه الاطروحات عن معاناة الجماهير مما شجعهم على متابعة هذه العروض التي كانت تعبر عن هموم الشارع، وايجاد البدائل المبنية على رؤية متفتحة تساعد المشاهدين على اتباع وايجاد البدائل للحلول المناسبة لبعض العادات والتقاليد البالية، ولهذا كان جميع نجوم المسرح الكنسي هم مواهب اكتسبوا ابداعاتهم من خلال تجربة نجوم الدراما العراقية في العراق، واختزنوها في مخيلتهم وذاكرتهم، اضافة الى وجود الاساتذة معهم من ذوي الاختصاص ممن ساعدوهم على ابراز وتجسيد ماموجود من هذا الخزين في ذاكرتهم من التجارب المكتسبة والتي اكتسبوها من خلال مشاهداتهم للعروض المسرحية في العراق، فكانت لهم خير معين على تطور مواهبهم في حرفية الدراما.
لقد عرضت مسرحية (حلم في منتصف ليلة ايار) وعن طريق مسرح كنيسة مارتوما الرسول ومن خلال نجوم امنوا بان المسرح هو وسيلة ثقافية وتوعية.
نجوم رسخوا تجربة في المسرح الكنسي فكان نتيجة لعطائهم الفني ولادة مسيرة لمسرح كنسي اثبت قدرته على مجارات ومواكبة المسرح التقليدي بعطائه بمضمون ثقافيا وانسانيا ودينيا عرضها هذا المسرح، ومن خلال هؤلاء النجوم وعبر هذا المسرح المتالق.
لقد شارك في هذه المسرحية (حلم في منتصف ليلة ايار) مايقارب الاربعون ممثلة وممثل منهم:
- ·زينة ديفيد
- ·دينا عزت
- ·كميلة رمو
- ·لؤي قرياقوس
- ·ليث ميخائيل
- ·رنا لازار
- ·سهام غسالي
- ·سراب سعيد سلومي
- ·كريس بولص
- ·تغريد ميخائيل
- ·هيلين اوراها
- ·بان داود
- ·ميديا توما
- ·ايفان يوسف
- ·عمار يوسف
- ·فادي بيداويد
- ·ماهر بنيامين
- ·سامر هاشم
- ·رامي ياقو
- ·داني اسمرو
- ·ستيف سعيد سلومي
- ·مايكل اوراها
- ·ديفيد غسالي
- ·وسام يوسف
- ·لؤي اسمرو
- ·هيلين بتو
- ·روبرت يوسف
- ·حنان مراد
- ·مايكل عزيز
- ·ادمون يلدا
- ·غزوان جورج
- ·سلار غازي
- ·والطفلة ايزابيلا اومر-- الخ.
ولقد سجل الاب ماهر كوريل كلمة دعما وتشجيعا لهذا الكادر المؤمن جاء فيها (ثمرة اخرى من ثمار الروحية التي يقدمها نخبة كبيرة من ابناء وبنات خورنتنا الاعزاء، مسرحية عن مريم العذراء حافظة الزروع.
هذه المسرحية الكبيرة هي تضافر جهود كبيرة ولمدة شهران ونيف من التدريب والتمرين في الصوت والالقاء والتكنك بدي.
هذا العمل لم يثمر فقط عن انتاج عمل مسرحي انما اثمر عن محبة كبيرة بين الممثلين وجميع كادر المسرحية، وسوف يقدمون هذا الحب لكم جميعا وهو الربح الاكبر الذي تريده الكنيسة،.
ما اطلبه منكم اخواني واخواتي المؤمنين هو تشجيعهم عبر حضوركم وان تصلوا من اجلهم، فهم جميعا يستحقون كل صلاة وحب وثناء، فهنيئا لكم مسرحيتكم، وهنيئا لابنائنا الذي يقدمون لنا هذه المسرحية-- مع حبي، كاهن الرعية.
لقد انجب المسرح الكنسي في كنيسة مارتوما الرسول نجوما شاركوا في عدة مسرحيات لاحقة، وكانت لمشاركاتهم نجاحا باهرا في هذا المسرح، فلقد جاءت المسرحية الثانية بعطاء متميز وبمضمون يختلف عما طرح في المسرحية الاولى وباسلوب رمزي فيه من عنصر الاثارة والتشويق وهي مسرحية (غفران).
هذه المسرحية تحكي عن قصة فتاة مؤمنة ومتمسكة بارضها والتي بقيت وحيدة في وطنها بعد ان هاجر معظم اقربائها الى خارج الوطن نتيجة الضغط القسري والتفرقة الطائفية والدينية داخل الوطن، وبقيت هي وحدها تدافع عن وجودها في وطنها الذي ولدت فيه مستعينة بالله وجميع القديسين ومن خلال صلواتها ودعائها المتواصل انه وطن ابائها واجدادها، فابت ان تتركه.
وعلى الرغم من المحاولات القسرية من التهديد والوعيد التي جوبهت بها من خلال جلاوزة طائفية تعاضدوا فيما بينهم من اجل شد الخناق على غفران لترك دارها، الا انها وبالرغم من كل المحاولات للضغط عليها وتهجيرها انما ايمانها المقدس بتاريخها وبجذورها وبقوميتها جعلها تقاوم هذ الضغوط وبمساعدة الشاب حازم والذي يحمل ايمانا بتربته ووطنه بمثل ماتحمله غفران انه الدور والذي جسد شخصيته باقتدار الفنان ستيف سعيد سلومي
الذي اثبت قدرته وعطائه في الابداع والتالق وخلق شخصية تميزت بالابداع والحرفية الاكاديمية في التمثيل.
هذا الفنان ساعد ومن خلال ادائه المتميز على خلق الاثارة والتشويق في ادائه الحرفي في تجسيد شخصية الاغا، هذا الحاكم والطاغية والذي كان يجنح الى الظلم والقسوة والضغط على غفران وعن طريق جلاوزته من العظامة واذنابه على ترك الوطن الا انه لاقى مقاومة شديدة ورفضا قاطعا من غفران وبمساندة حازم والذي استشهد على ايدي هؤلاء الجلاوزة، الا ان ارادة غفران بالبقاء في ارض الوطن كانت هي انتصار لارادتها وعزيمتها من اجل البقاء، فكان لها ماارادت.
لقد جائت هذه المسرحية بثمار جديد لبذرة مسرح كنسي في سدني فابهرت الجماهير بمضمونها وبما قدمه هؤلاء المبدعون من عطاء متميز ولا سيما الفنانة مريم الفارس والتي حلت ضيفة على كادر المسرحية حينما صرخت وبقلب جريح وهي تسير في وسط الجمهور المتفرج قائلة:
(الرب يسوع المسيح قال لبطرس انت الصخرة التي سابني عليها كنيستي) وليست كنائس لقد قالها المسيح، كنيسة واحدة (وبقيت تكرر هذه الجملة بحرارة، موكدة على رفض انقسام الكنائس).
هذا الحوار الذي اجج مشاعر الجماهير المحتشدة في القاعة والهب القاعة تصفيقا دعما وتشجيعا.
دينا عزت، هذه الموهبة المتالقة والتي جسدت شخصية (غفران)، موهبة شدت مشاعر الجماهير وهي تناجي الله من اجل مدها بعزيمة تساعدها على مقاومة اولائك الحاقدين، لقد استخدمت ثقافتها الحرفية والاكاديمية من اجل خلق شخصية متالقة تعاملت باحاسيسها ومشاعرها الداخلية واستحضرت ومن خلال هذا الاداء المتميز روحية الاجواء المليئة بالايمان بهدفها الذي نجحت بتحقيقه ومن خلال مقاومتها وارادة وعزيمة من اجل البقاء في الوطن وتحقيق الانتصار.
لقد كانت تؤدي تمثيلا رائعا وبعيدا عن التوتر وباسترخائية مكللة بالتركيز على اداء حركاتها وانتقالاتها من على خشبة المسرح، لقد تفاعلت دينا عزت مع الكلمة ومضمونها، وتفاعلت مع بقية الادوار في المشهد الواحد، مما ساعدت على خلق علاقات بينها ومع بقية الممثلين الذين بدورهم ساهموا في تجسيد مضمون الفكرة، اضافة الى المساهمة في تجسيد بناء الصراع المتنامي ومن خلال حوار محبوك فيه الفعل ورد الفعل الذي جسده فنانوا هذه المسرحية، مما ساعدوا على اضفاء روح الابداع وجمالية التعبير في هذا الكرنفال المسرحي والذي انطلق من على خشبة مسرح كنيسة مارتوما الرسول في سدني.
اما النجم المتالق سرمد يوسف الذي لعب شخصية جلاد، هذا الفنان الذي تالق في دوره مما اثار اعجاب الجماهير بادائه والذي زاده عطاءا وتالقا في تجسيد شخصيته، لقد كانت شخصية جلاد قوية وعنيفة وتراجيدية ساعدت على تنامي الصراع وخلق عنصري الاثارة والتشويق، لقد نجحت هذه المسرحية بعرضها وخلقت جمهورا متابعا لاحداث المشاهد المتتالية مما شجع على دعم مثل هذه العروض المسرحية في سدني.
وهنا لا تفوتني فرصة الاعجاب والتقدير للفنانة كميلة رمو والتي فوجئت بوفاة شقيقها، هذا الحدث تزامن مع عرض مسرحية (شيل وعبي وذب بالشط).
وانا كنت اتوقع توقف العرض المسرحي من جراء غياب الممثلة كميلة رمو، الا انها فاجئتني بانها ستستمر بالعرض.
وهنا لم اتمالك نفسي حينما ضميتها الى صدري تعبيرا عن محبتي لهذه الفنانة الاصيلة ولموقفها التاريخي، وهذه التضحية والموقف النبيل لم ياتي الا من خلال ايمانها بان رسالة المسرح الكنسي هي رسالة مقدسة ويستوجب التضحية من اجل ديمومة مسيرة هذا المسرح.
هذا نموذج من نماذج التضحية والتي يملكها المسرح الكنسي ومن خلال تضحية نجومه الذين امنوا بمضمون رسالته.