صبري الرماحي -ريادة في الاخراج-
وابداع وتالق في عالم الموسيقى والمؤثرات الصوتية
انه انسان بمعنى الكلمة والوداعة، ومسيرته حافلة بالابداع والعطاء الثر، حيث تبدأ من ايام طفولته البريئة، والتي تهفوالى سماع المذياع والبرامج الاذاعية، منها التمثيليات والمنوعات من الاغاني العاطفية للعديد من المطربين العراقيين والعرب معا، كان يحفظ الاغاني عن ظهر قلب، ويغنيها بصوته الطفولي، حيث كان مهووس بالاغاني البغدادية التراثية والتي تجسد بيئته الذي يعيش فيها، وتستحضر اجواء بغداد الشعبية باحيائها وسكانها، كان خياله يجسد مايسمع من الكلمات لهذه الاغاني وعن طريق تخيل اجوائها ليعيش واقعها الموصوف من قبل شعرائها، فكانت كهوة عزاوي تطربه وتؤنسه، وعلى جسر المسيب سيبوني، وياصياد السمج صيدلي بنية، هكذا ترعرع هذا الفنان المخرج صبري الرماحي متاثرا بالاجواء الشعبية، عاشقا صوت:
- ·صديقة الملاية،
- ·وصوت محمد الكبانجي،
- ·وناظم الغزالي،
- ·وحضيري ابو عزيز،
- ·ولميعة توفيق، ووحيدة خليل.
كان يعشق الموسيقى والطرب العراقي، الى ان صار يحفظ وعن ظهر قلب جميع مايبثه المذياع من الاغاني البغدادية التراثية والشعبية، وهكذا حبه للغناء وللموسيقى اكسبه تذوقا وخزينا حينما اختص في مستقبل مسيرته بالموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية.
ان المخرج الرائد صبري الرماحي كانت لديه موهبة التقليد، ولهذا اصبح يقلد اصوات المذيعين من امثال:
- ·حافظ القباني
- ·ومحمد علي كريم
- ·وحسين حافظ
في قراءة بعض النشرات الاخبارية الوهمية والتي كان ينظمها بنفسه وعلى مسمع من اهله واصدقائه، وكذلك كان يقلد اصوات مقدمي برامج المنوعات، مما زاد اعجاب ذويه وشجعوه من خلال كلمات الاطراء والثناء والدعاء لتحقيق اماله واحلامه ان يكون يوما مذيعا في الاذاعة والتلفزيون
لقد اخذ يفكر بالطريقة التي كان يسمع الصوت من المذياع مما جعله يفكر بعمل من علبتين فارغتين من علب معجون الطماطم، ويربطهما بسلك بحيث يستعمل احداهما للاستقبال، والاخرة للارسال، اي التكلم من خلالها، وهكذا يبدأ بقراءة نشرة الاخبار لمن يضع علبة الاستقبال على اذنه ليحاكي من خلال هذه العملية المذياع وصوت المذيع الذي يقرأ نشرة الاخبار، مما زاد تعطشه في ان يكون مذيعا بالحق والحقيقة، ويرسل صوته من خلال المذياع ليسمعه العالم كما يسمعون صوت المذيع العادي.
لقد كان يسأل نفسه ولعدة مرات، عن كيفية انتقال اصوات هؤلاء المذيعات والمذيعين من خلال هذا المذياع، كان يتسائل عن كيفية جلوسهم امام المايكرفون، وعن كيفية قرائتهم لنشرة الاخبار، وعن كيفية وصول اصواتهم الى اذن المتلقي، كانت التمثيليات بمسامعها الشعبية تشده الى ان يلتصق التصاقا بالمذياع ذا العين السحرية لينسى عالمه الذاتي ليعيش مع عالم المذياع وبرامجه الاذاعية من المنوعات والاغاني العاطفية والمسامع التمثيلية الشعبية، كان يحلم ان تحقق الايام له حلمه لزيارة هذا الموقع الاعلامي والكائن في الصالحية– الكرخ في بغداد، انما كيف يستطيع ان يدخل ويقتحم هذ االسور ويطلع على اسرار هذا العالم الذي سحره ببرامجه؟
ان الاذاعة معشوقته، وهو لا يتواني عن الجلوس ليلا ونهار امام المذياع ويستأنس ببرامجه ولا سيما الاغاني الصباحية من اغاني فيروز، فيستحضر اجواء الاغنية ومن خلال كلماتها، ويسبح في بحورسلالم مقاماتها والحانها الشجية، كان يعشق ذلك الصوت والذي يطل عليه بصوته الجميل ليعلن عن اسم الاذاعة قائلا:
هنا بغداد، هذا الصوت كان ينبعث من المذياع قبل تغريدة البلبل والذي كان مشاعا بثه قبل الدء ببث البرامج اليومية انذاك. لقد كبر هذا الصبي الموهوب وكبرت احلامه وهو يعيش مع عائلته الفقيرة والبسيطة الحال والتي ربته على الحب والاحترام وعلى التقوى والقناعة، لقد تعلم التسامح ونبذ الكراهية، وهذا ماتجسد في حديثه وعن طريق احد الوسائل الاعلامية حينما اكد على ان اجمل شيىء في الحياة هو الحب، وعلى العراقيين ان يتسامحوا فيما بينهم وان تجمعهم كلمة المحبة والمودة واواصر العلاقة الاجتماعية الاسروية المبنية على حب الوطن والذود عنه، لم يكن انانيا، ومنذ صغره كان يحب صداقة الاخرين وينكرذاته من اجلهم.
كان المخرج الاذاعي صبري الرماحي ومنذ صغره يتابع عروض الافلام السينمائية ويتاثر بها وبابطالها، وبكيفية اخراجها وهو لا يعلم شيئا عن فن الدراما بقدر ماكانت هذه التاثيرات الخارجية تنمي موهبته وحبه للفن. كان يعشق الموسيقى بانواعها وهو خير من ينصت اليها وبانواعها العراقية والعربية والعالمية.
لم يكن يعلم صبري الرماحي بما يضمر له المستقبل من سيرة فنية زاهرة، وتعاملا ايجابيا مع كبار فناني اذاعة بغداد وصوت الجماهير، لقد نشأ هذا الفتى نشاة مبنية على حب الاذاعة بعالمها الواسع، وتالف معها هياما وعشقا، والتي لم تكن غريبة عليه سوى تقنياتها الفنية، هذه الالفة بينه وبين الاذاعة نشأت منذ الصغر، باحاسيسه، بحبه، وبالمشاعر الانسانية في كيفية الاصغاء لما يذاع ليكون مراة عاكسة لمثل هذه التجارب المكتسبة لديه، لتصبح فيما بعد تجارب ذاتية يضيف اليها من ابداعات موهبته الفطرية والتي صقلت فيما بعد بثقافته الاكاديمية والتي فيها من تاثيرات الفنانين الكبار والفنانات اللاتي تعامل معهن في الاذاعتين وهو يقف خلف المكسر الاذاعي، وتوجيهاته الصائبة والتي تنبعث من خلال ثقافته وتجربته كي يصنع ومعهم ملاحم اذاعية اعجبت المتلقي والمهتمين بالاعلام وبانتاجاتهم الاعلامية والفنية والادبية.
صبري الرماحي هذا الفنان الرائد، احتك برواد الاذاعة ورافق مسيرتهم، وتعلم منهم اسس العمل المهني، وبهذا كان يضيف ومن خلال هذه التاثيرات الى ملكته من الموهبة الفنية، لتساعده على اضفاء جمال الابداع في اعماله الاذاعية، حتى استطاع ان يحقق له اسما ونجومية في مسيرته الفنية، ليحقق سبل النجاح في روافد الفنون السمعية والمرئية، وان يصبح نجما رائعا ومتالقا في عالم الفن العراقي، وهو يقدم من العطاء ليخدم من خلالها مسيرته الفنية، باخلاص وتفاني الى ان اظطرته الظروف المرحلية ان يرحل عن العراق ليضيغ الى تجربته تجارب جديدة، ويكتسب خبرة اضافية لما عنده، ويصبح نجما من نجوم العالم العربي.
ان الفنان صبري الرماحي، القدير والرائد في مسيرته الفنية، امتلاء حبا ومحبة من قبل زملائه الفنانين والذين زاملوه في المهنة الاعلامية، لقد امتاز بحب التعامل الانساني، اضافة الى حبه للخوض في تجارب الفنون في الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما، انه المعين والذي لم يكن ينضب من خزين الابداع لانواع الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية ولهذا كان يلجأ العديد من الفنانين للاستعانة بخزينه من الموسيقى ليعينهم في اعمالهم الدرامية الاذاعية والتلفزيونية والسينمائية.
كان الفنان صبري الرماحي يتطلع الى البرامج الاذاعية والتلفزيونية والافلام السينمائية الوثائقية من خلال بصيرة ذالك المخرج المتعطش للاضافة لها بلمسات تجربته التي اكتسبها من خلال مسيرته ليضفي عليها مدرسة جديدة في التغيير من خلال عروض فيها التجديد والتغيير، لقد اكتسب هذا الفنان من الاذاعة اسلوبا فنيا في تعامله مع الاصوات المختلفة، وكيفية معالجتها اذاعيا، في اضافة لمسات التالق لهذه الاصوات في كيفية تعاملها مع المايكرفون وهندسة الصوت والتي كان يهتم بها اشد الاهتمام.
اضافة الى توجيهاته القيمة الاكاديمية في فن الالقاء والتعبير الصوتي، مما جعله يكتسب خبرة وتجربة، استفاد منها في اعماله التلفزيونية، وتوجيه الاصوات والتي كانت تصاحب افلامه الوثائقية في الخليج، اي في التعليق على ماكان يصوره من هذه الافلام.
انه يؤمن بان على اي فنان ان يحترم وطنه بحب واخلاص، ليتمكن من تسجيل مسيرة حافلة بالابداع لمسيرته الفنية ومع زملائه من ابناء الوطن، لتكون له سيرة يذكرها التاريخ، ولهذا كان يؤمن بان اي فنان لا يرتبط بوطنه ويحس بمعاناته، ويوظف مسيرته الفنية لخدمته، سوف يهمله التاريخ وتكون سيرته مبنية على الهامش، ولهذا فان الفنان صبري الرماحي، سعى جاهدا لتوظيف امكانياته وابداعاته، من اجل تجسيد الرموز العراقية، والذين كان لهم الاولوية في ترسيخ تاريخ وعظمة العراق، ولهذا ال على نفسه تكريس خدمته لوطنه. مساهمة منه في احياء تاريخ الاباء والاجداد، من ادباء وفنانين صنعوا للعراق اسما لامعا بين حضارات العالم، ولهذا نجد ان جميع افلامه الوثائقية تحكي عن رموزا ساهمت في بناء حضارة وادي الرافدين، وتجسيد معالم هذه السيرة بالشواهد التاريخية الوثائقية، وباسلوب حديث تميز عن بقية زملائه من الفنانين، في الاخراج والتكنيك الفني والتي عرفته السينما العالمية الحديثة.
لقد نشأ الفنان صبري الرماحي من عائلة فقيرة وبسيطة، هذا الواقع، علمه معنى الحب ونبذ الكراهية والحقد، وهو يعترف بان اجمل شيىء في الحياة هو الحب، لان الله محبة والذي يضع الله في حسبانه، يلجأ الى ضميره الحي في علاقاته الانسانية مع اصدقائه وابناء وطنه، ولهذا نشأ في طفولته مع اصدقائه، يلعبون ويلهون بالعاب طفولية مسلية منها، لعبة الهاتف، والتي هي عبارة عن علبتين من علب المعجون الفارغة، مربوطتين كل منهما بطرفي سلك نحاسي ويتبادلون الكلام والحديث عبرهما وكأنها هاتف يتخاطبون من خلاله اطراف الحديث الطفولي.
فمن هنا نشأت لديه تسائلات عن المذياع وعن اصوات المذيعات والمذيعين، وكيفية تعاملهم مع اجهزتهم الصوتية حتي تصل اصواتهم الى مسامع المتلقي، ومن هنا اصبحت لديه حافزا للمتابعة، ولا سيما الاذاعة، فنشأ ت لديه حوافز العمل في الاذاعة، حينما بدأ بكتابة اول تمثيلية اذاعية سنة 1968، وعلى بساطة ثقافته في تلك المرحلة من حياته، قدمها للاذاعة، فاجيزت، فكانت هذه التمثيلية مفتاح دخوله للاذاعة كمتابع في تنفيذها، ومن دون ان يملك اية معلومات بحيثيات التقنيات الفنية في التسجيل والاخراج، وكذالك لا يعرف شيئا عن المكسر واجهزة التسجيل والموسيقى التصويرية، وانما متابعة تنفيذ تسجيل التمثيلية، وجلوسه في الاستوديو مع المخرج، اكتسب اطلاعا على اسلوب العمل الاخراجي، وتعرف على عالم الاذاعة وبرامجها، من حيث تعامل المخرج مع صوت المذيع وتحديد قياس صوته قبل التسجيل، وكذلك اخذ يتابع كيفية تعامل المخرج مع الممثل، وتعامل الممثل مع المايكرفون، وكيفية تسجيل المادة عبر اجهزة التسجيل، بحيث اكتسب نوعا ما من المعلومات الاساسية في كيفية توصيل المادة الى المتلقي وعبر الاذاعة، حيث تاثر باسلوب مهندس الصوت محمد علي صبري، واكتسب منه معلومات ساعدته على الابداع والتالق في اعماله المستقبلية في الاذاعة، فمن هنا تفتحت اذهان صبري الرماحي في اكتساب الخبرة والتعلم من المخرج والذي كان يشرف على تنفيذ واخراج تمثيليته، عندها انفتحت ابواب الاذاعة للفنان صبري الرماحي، ولا سيما حينما اشرف على اعماله وتدريبه الفنان المرحوم شكري العقيدي وبمعية الفنان المرحوم قائد النعماني، والمرحوم د، حسن الجنابي، والمرحوم د، فاضل خليل.
ان الفنان صبري الرماحي يؤمن، بان وظيفة الممثل في الاذاعة نقل الحدث والمناخ والمكان، من خلال الحوار والموسيقى والمؤثرات الصوتية للمتلقي، حيث استفاد من خبرة الفنان المرحوم علي الانصاري قبل ان يتحول في اختصاصه الى الاخراج التلفزيوني، اضافة انه استفاد من خبرة الفنان المخرج المرحوم حلمي نوري ، ومن حصيلة اكتسابه لهذه الخبرات والتجارب الاذاعية ومع كبار المخرجين الاذاعيين استطاع ان ينفذ تمثيلية اذاعية عنوانها ( قناديل دنشواي)، هذا العمل نال استحسان من العاملين والنقاد ومن اصحاب الشأن الفني في حينها، فانهالت عليه الاعمال الدرامية ومع الكاتب القدير صباح عطوان، حيث عمل على اخراج جميع مسلسلاته الاذاعية، والتي تحولت فيما بعد الى مسلسلات تلفزيونية، والى افلام سينمائية، فمن هنا بدأت لديه الحاجة الى البحث عن اجمل الفواصل الموسيقية والمؤلفات الموسيقية ذات الطابع الدرامي، ولهذا كان يتواجد في المكتبة الصوتية للاذاعة ليبحث عن الفواصل الموسيقية والمؤثرات الصوتية، ففي هذه المرحلة من مسيرته اصبحت لديه هواية وعشقا للموسيقى، بحيث الاستماع والانصات الى مختلف الفواصل الموسيقية شكلت نوعا من هذا الاختصاص (الموسيقى والمؤثرات الصوتية) فكان يستمع الى الموسيقى العراقية التراثية، وكذالك الى الموسيقى العربية، والى العالمية من السمفونيات، فهو حريص في اختياراته، ولهذا عندما اسند له العمل في مسلسل(اشهر المغنين العرب القدامى)، كان جل اهتمامه ان يبحث عن الموسيقى التصويرية لمقدمة المسلسل، اضافة الى الفواصل الموسيقية لمسامع الاحداث الدرامية، الا انه لم يجد ضالته من الاختيار، ولهذا لجأ الى الملحنين العراقيين ومنهم:
احمد الخليل، وطالب القرغولي، ود، خالد ابراهيم، والمرحوم محمد جواد اموري ،وخليل ابراهيم عباس، حيث استقر به الحال على اختيار المقدمة الموسيقية والتي لحنها الفنان طالب القرغولي، اضافة الى الفواصل الموسيقية والتي تتخلل المسامع والاحداث الدرامية.
وهكذا استمرت مسيرة الفنان صبري الرماحي مع الاذاعة وبرامجها، فاصبح اسمه لامعا وبارزا في اختياراته الجميلة والموفقة للموسيقى التصويرية، مما اثار انتباه دائرة السينما والمسرح وعرضت عليه التعيين لديها بوظيفة رئيس قسم الموسيقى والمؤثرات الصوتية، ومن هنا بدات حياة هذا الفنان المسرحية مع كبار المخرجين المسرحيين، بدءا مع الفنان المخرج ابراهيم جلال، ومع سليم الجزائري، ومع قاسم محمد، ومع المخرج جاسم العبودي، ومع المخرج محسن العزاوي، ومعي انا في مسرحيتي خان جغان والتي كانت من تاليفي واخراجي والتي عرضت من على المسرح القومي في كرادة مريم.
لقد نجح هذا الفنان القدير صبري الرماحي في مهمته الفنية، وتاهل في ان يكون الفنان الوحيد الذي يمتلك هذا الاختصاص، فانتبه اليه كبار مخرجي التلفزيون، فاخذوا يستعينون به للموسيقى التصويرية في اعمالهم، حيث بدأت مسيرته الجديدة في تعامله مع التلفزيون، حينما بدأ مع المخرج التلفزيوني المرحوم عدنان ابراهيم في سهرة لعمل تلفزيوني اسمه (اللحوم الفاسدة )، ومن هنا انتشر اسمه ولمع في مجال الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية ، مما اثار انتباه المخرج المصري المرحوم ابراهيم عبد الجليل في مسلسل ريفي بالابيض والاسود والذي تم تصويره خارج الاستوديو في قرية اسمها جرف الملح ، حيث ابهرت حرفيته واختياراته الموسيقية هذا المخرج ، والتي جائت مع صلب واقع البيئة ، بحيث جاء هذا التلاحم الفني بين المخرج المرحوم ابراهيم عبد الجليل والفنان صبري الرماحي عن تمخظ لوحة تشكيلية وباطار فني كان السبب في نجاح العمل من حيث الاخراج التلفزيوني واختيارات صبري الرماحي الموسيقية للمسلسل، وهكذا توالت الاعمال التلفزيونية من المخرجين على الفنان صبري الرماحي من امثال عما نوئيل رسام، وحسين التكريتي-- الخ.
لقد امن المخرج صبري الرماحي بان الموسيقى التصويرية تلعب دورا اساسيا وكبيرا في حياتنا، فهي تنعش النفوس، ولهذا كان يستهل صباحه بالاستماع الى اغاني فيروز الصباحية، وبعض اغاني فرقة الانشاد العراقية، كونها تخاطب الوجدان وتنعش النفس، وتزيد الانسان نشاطا وحيوية، فمن هنا بدأت تجربته الجديدة مع مسيرة فنية رائعة في اختصاص اختيارات الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية.
كان يقرأ النص قبل البدء بالاختيار، ويتمعن في تفصيلات مشاهده ، ويطلع على السيناريو بتفاصيله، وعلى مجريات احداث العمل الفني، كي يساعده هذا الاجراء على الاختيارات الامثل للعمل التلفزيوني ، مما جعلت شركة بابل للانتاج التلفزيوني ان تعرض عليه وعن طريق مديرها العام المخرج عما نؤيل رسام بتكليفه اخراج الاعلانات التلفزيونية للفرقة القومية ، هذا العمل كان استثنائيا ، اضافة الى عمله الفني في اختياراته للموسيقى التصويرية ، وتوسعت دائرة حرفيته وابداعاته من خلال شركة بابل بحيث اناطت اليه اخراج الاغاني للمطربين العراقيين، فكانت له تصوير اول اغنية للمطرب العراقي حاتم العراقي ، وللمطرب علي جودة، وصلاح البحر.
وهذا النجاح الباهر في مسيرته المرحلية، بدأت حكايته مع فرقة الفنون الشعبية في فلم كامل عن نشاطاتها الفنية واعمالها في فنون الرقص الشعبي حينما كانت الفرقة في اوج عطائها الفني وتحت اشراف المدربة قمر خان.
هذا النجاح الباهر في مسيرته الفنية ومن خلال تصوير الاغاني وحفلات فرقة الفنون الشعبية ، انتقل ومع طموحه لمشروع جديد لاخراج الافلام الوثائقية، حيث تزامن هذا الطموح في العمل على اخراج الافلام الوثائقية بعد ان نقل بوظيفة جديدة الى المسرح الوطني بو ظيفة ادارية لا تتماشى مع رغبته الفنية، وانما انصاع لهذا الامر الاداري والصادر عن المرحوم يوسف الصائغ ،حبا له واحتراما، وهذا هو سبب انصياعه لتنفيذ هذا الامر الاداري ولمدة خمس سنوات، وبعدها احيل على التقاعد لبلوغه السن القانوني للخدمة الفعلية، بعدها باشر في شركة بابل بوظيفة مدير قسم الاعلان التجاري في عهد المرحوم الفنان داود القيسي، وتعاقب المسؤولين تباعا حيث جاء الفنان المرحوم د، فاضل خليل، حيث استمر في عمله في تصوير الاغاني المصورة والافلام الوثائقية، حيث استطاع ولمدة وجيزة ما يقارب السنة من تحقيق ارباحا عالية للشركة ضمن اختصاصه الجديد في اخراج الافلام التجارية .
بعد هذه التجربة مع شركة بابل ، التحق بوظيفة في شركة الحضر ومع زميله محمد ضياء ، في هذه المرحلة عرض عليه وبدعوة من قطر العمل في ستوديوهاتها وكاميراتها على اخراج الافلام الوثائقية، وهكذا بدأت مسيرة هذا الفنان الرائد صبري الرماحي مع تجربته الجديدة في قطر للعمل على اخراج الافلام الوثائقية، ومن اهم الاعمال كان له فيلما بعنوان ( الرحيل المر ) عن العراق حيث نال اعجاب المشاهدين والمختصين من النقاد والصحافة ، واثنوا على تجربته وحرفيته هذه في اخراج الافلام الوثائقية ، كانت هذه المرحلة الجديدة من مسيرته الفنية ، فيها من الدعم المادي والمعنوي ، بحيث عمل التلفزيون القطري على تهيئة كافة وسائل الدعم المادي والمعنوي مما شجعه هذا الى التغيير والتطوير في مدرسته الفنية ، الا انه وبعد هذه المرحلة ، اغترب الفنان صبري الرماحي الى المهجر ، حاله حال العديد من الفنانين البارزين ، واستقر به الحال في امريكا غريبا وبعيدا عن وطنه العراقي والعربي ، انما ، وان رحل هذا الفنان صبري الرماحي عن دياره الام ، الا انه مازال يعيش في ضمائر جميع الفنانين ومن خلال اعماله وسيرته الفنية والتي تشهد على انه فنان بارع ومجتهد ومتالق في مسرته الفنية .