في يوم خميس من ايام الاسبوع ، وبعد نهاية الدوام الرسمي للفترة الصباحية للعاملين في اذاعة صوت الجماهير، تاخرت في الاذاعة بعد الدوام لتنفيذ ومنتجة برنامج ديني وعنوانه من وحي الايمان من اعداد وتقديم المذيع الرائد المرحوم حسين حافظ والذي يصادف بثه في اليوم الثاني، اي صباح يوم الجمعة، وحينما جئت الى ستديو رقم (2) ودخلت فيه وجدته فارغا من الموظفين، اي ليس مشغولا لعمل ما، وجاهزا لمنتجة البرنامج، انما الذي استوقفني برهة هو وجود ادبتر للبكرات الكبيرة على جهاز التسجيل، وقد ادخل عنوة وثيت بوضع ورقة لتصغيير فتحته وحشرها حشرا قسريا على جهاز التسجيل، وبما انني كنت استعمل انذاك لتنفيذ عملي بكرة صغيرة من شريط الامبكس، فلم اكن بحاجة لهذا الادبتر، لذا حاولت انتزاعه من محله بعنوة وقوة، واذا بقاعدة الادبتر للجهاز تاتي جميعها في يدي وفوجئت لهذه المشكلة والتي لم اكن بانتظارها، وبعد ان انهيت تنفيذ البرنامج، وسلمته الى الاخ الفني في ستوديو البث، عدت ابحث عن شخص ليكون شاهدا على هذا الحادث العفوي والغير المقصود، حرصا مني ان لا تلصق تهمة هذ الحادث لشخص غيري بريىء ، فلم اجد سوى زملائي في قسم المنوعات (؟؟؟؟؟) لا احب ذكر اسمائهم لان موقفهم لا يتفق مع صفة الامانة والصراحة، وانما كانت اقوالهم يشوبها شيئا من الامبالات حينما اخبرتهم بالحادث فسالوني وهم يضحكون ( شافك احد؟)
فقلت لهم لا، فقالوا لي (دروح عمي، لامن شاف ولا من دري ) الا انا لم اذهب الا وعثرت على هاتف الاخ مهندس الاستوديوهات الفنية الاخ عبد القادر الدهاس لاخبره بالحادث خوفا من عدم لصق تهمة هذا العمل العفوي بغيري، واخيرا تكلمت مع الاخ عبد القادر الدهاس، ففوجئت به وهو يضحكم مستسهلا هذا الامر ويطمنني بان تصليحه جدا بسيط ولا يحتاج الامر للتهويل، ففرحت لهذا واطمئنيت لانني اخبرت احد المسئولين عن هذا الحادث وتركت الاذاعة وانا مرتاح الضمير، ولما داومت في يوم السبت، ففوجئت بالمسؤول الامني للاذاعة وقت ذاك كان الاخ الحاج سعدالله والاستاذ المذيع المرحوم محمد علي كريم، والمذيع المرحوم الاستاذ حسين حافظ في الاستوديو وهم يتباحثون في امر هذا العمل، وقد روج خبر هذا الحادث العفوي على انه عمل تخريبي من شخص مجهول، ولما دخلت الى الاستوديو، فاستقبلني الاستاذ حسين حافظ والاستاذ محمد علي كريم وهم يخبرونني على هذا الحادث التخريبي وفاعله مجهول، فالتزمت بالصمت مليا وانا افكر في صيغة اجابة مقنعة لهم وبعدها تكلمت وقلت وبكل جراة، ان الفاعل ------!!!!!!!!!!!،
كان وقع هذا الخبر عليهم كالصاعقة لم يصدقه احد، انما بعد ان شرحت لهم القصة واخباري للاخ عبد القادر عن هذا الحادث العفوي، عندها رفع الاستاذ حسين حافظ بسماعة الهاتف ليخبر مدير الاذاعة بهذا الخبر وقتذاك كان الاستاذ حامد الملا، ولم يكاد ان يقفل سماعة الهاتف ويضعها في محلها، واذا بالاستاذ حامد الملا وباسرع من البرق اصبح في الاستوديو ووقف قبالتي يستجوبني وانا اجيبه بمنتهى الصراحة عن الحادث، فلم اكن اتوقع رد فعل الاستاذ حامد الملا ان يكون سريعا باتجاهي لمكانتي الشخصية لديه واحترامه لي ولمكانتي الوظيفية في الاذاعة والمعروفة لدي جميع زملائي، الا انه فاجئني بعقوبة الانذار الوظيفي، وبالرغم من دفاع الاستاذ المرحوم حسين حافظ عن موقفي وصراحتي باعترافي لهذا الحادث، حيث قال له بالحرف الواحد، اتستحق صراحة الموظف كل هذه العقوبة؟
فلولا صراحته لبقي الفاعل مجهولا، انما لم يجدي دفاع الاستاذ حسين حافظ اي جدوى بتراجع الاستاذ حامد الملا عن قرار اصدار العقوبة بحقي، وانا على ابواب صدور ترفيعي الوظيفي وحتما ان هذه العقوبة ستاخر هذا الترفيع الوظيفي، وانا بدرجة مخرج اقدم، والوحيد من بين زملائي المخرجين ممن يحملون مثل هذا العنوان الوظيفي، الا ان موقف الاخت العزيزة ليلى ام عمر سكرتيرة المكتب وتاخيرها لاصدار هذه العقوبة والتي لم ترسلها ايضا الى الذاتية ومن دون علم المدير بعد ان تفهمت موقفي وصراحتي وكانت السبب في عدم تاخير ترفيعي، فتحيتي لها اختا عزيزةعلى قلبي، وانا مازلت مدينا لها بذالك الموقف، مقارنا صراحتي مع مقولة زملائي في المنوعات وكلامهم حينما قالوا لي (دروح عمي، لا من شاف ولا من دري) .
عجيب غريب امور قضية !!!! هههههههههههههههههه