أكثر من (30) ثلاثين ممثلاً للأندية الرياضية في أسبانيا حضروا إلى فندق (هيسبيريا فينيستيري) حيث تقيم بعثة فريق ريال مدريد قبيل المواجهة أمام نادي (ديبورتيفو لاكورونيا) على ملعب ريازور فى الجولة (38) الثامنة والثلاثين الأخيرة والحاسمة للقب الليجا من أجل مواساة النادي الملكي في ضحايا الرابطة بالعراق، وقد ارتدى الفريق الشارة السوداء، وكذلك عزى فريق برشلونا خصمه التاريخي بشهداء الرابطة في قضاء بلد، الذين استهدفهم عمل إرهابي قبل أيام، وكذلك ارتدى في وقت سابق فريقا البرشا والريال الشارة السوداء حداداً على ضحايا التفجير الإجرامي في ملعب الحلة، ومواقف إنسانية أخرى لا مجال لذكرها، كان هذا بسبب تغريدة عابرة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تقول بأن العمل الإرهابي الذي حدث في قضاء بلد استهدف رابطة مشجعين لريال مدريد، فتناقلته بعض الوكالات العالمية عاجلاً، وخلال وقت قياسي تصدر نشرات الأخبار، وراحت برقيات التعازي تنهال لتواسي النادي الملكي، وعلى العكس من هذا كان إعلامنا العربي والإسلامي يغط في نوم عميق، فهي ليست رابطة للتطرف والتكفير أو نشر فتاوى القتل.
ويا ليت العرب ظلوا نائمين، فبعد التفجير الإرهابي في سوق (عريبة) احتشد أخوتنا العروبيون وتزاحموا على مواقع التواصل الاجتماعي ليهللوا ويستبشروا بموت عشرات (الرافضة) وهنا يكون الفرق بين ريال مدريد وريال (رجال) العرب، ترى كيف تكونت هذه الثقافة النشاز؟ ثقافة الحقد والكراهية ومقت الآخر عند بعض العرب؟ أهو الدافع الطائفي أم العنصري أم ماذا؟ أهذا هو نتاج السياسات القومجية التي كرست مفهوماً مغلوطاً يفترض بأن كل شيعي هو فارسي؟ أم هي فتاوى التطرف السلفي التي تكفر المرتدين (السنة) والرافضة (الشيعة)؟ أم هي خيوط المؤامرة التي تحيكها الدوائر المشبوهة لمخابرات بعض الدول الغربية وإسرائيل للقضاء على الإسلام كما يدعي البعض؟
هل ثمة شعوب تفرح لقتل امرأة أو طفل أو شيخ أو شاب لمجرد إنه يتبضع أو يعمل في سوق شعبي أو يجلس في مقهى؟ ترى أما من شيء يربطنا نحن العراقيين بأخوتنا العرب؟ لا رابطة الدين ولا العروبة ولا التاريخ ولا الجغرافية ولا اللغة ولا حتى الإنسانية؟ ألم نشارك في كل حروبهم من أجل تحرير فلسطين ونزف كواكب من شهدائنا لا تزال دماؤهم تحتضن تراب العرب؟ هل قلنا يوماً إن فلسطين للسنة؟ هل كفرنا يوماً حنفياً أو حنبلياً أو شافعياً أو مالكياً أو حتى وهابياً وهللنا لقتله؟
والمصيبة إن بعض العرب حزنوا وعبروا عن مشاعر الأسى وقدموا التعازي والاعتذارات بعد تفجيرات بروكسل وباريس، بينما هم يقيمون مجالس العزاء للبهائم الانتحاريين الذين يفجرون السيارات المفخخة التي تقتل الأبرياء العزل من أبناء شعبنا، ويعلنوا شماتتهم بالدماء الزكية لشهدائنا، فهل يمكن أن نتعظ أو نلحظ الفرق الإنساني بين رجال الريال وريال) رجال الريال.. الذي أصبح نقمة بدلأً من أن يكون نعمة؟