وحانت ساعة الصفر، وها هو العراق كله يقف على أبواب الفلوجة، قواتنا المسلحة البطلة وشرطتنا الاتحادية الشجاعة وحشدنا المقدس وأبناء العشائر، والقائد العام للقوات المسلحة، قوتنا الجوية وطيران الجيش، مختلف الصنوف والقيادات الأمنية، فللفلوجة بعد رمزي فضلاً عن أبعادها العسكرية والأمنية واللوجستية بالنسبة لأمن بغداد من جهة وإمدادات داعش من جهة أخرى، الفلوجة خاصرة بغداد، ومعقل عصابات الإرهاب، وربما هي من أكثر مدن العراق استقطاباً للسلفية والتشدد الديني، وهذا من سوء حظ سكانها المغلوب على أمرهم، ففي كل مرة يقعون أسرى لعصابات الإرهاب، وهي بوابة المنطقة الغربية وسرة الطريق الدولي، فقد سبق لعصابات القاعدة أن راهنت عليها، العراق كله على مشارف الفلوجة، ولن يعود أو يغمض له جفن حتى تحريرها بالكامل، فتحريرها يعني في مختلف الحسابات اندحار داعش نهائياً، ومن ثم يصبح تحرير الموصل تحصيل حاصل كما يقال. لينعق غربان الشر من المحيط إلى الخليج خوفاً على دواعشهم، وليتباكى ساسة الفنادق وسماسرتها على أعوانهم وأتباعهم فقد خسروا الرهان، وداعش ستسحق في الفلوجة عاجلاً وليس آجلاً، وستهزم في الموصل، وستطوي إرادة شعبنا آخر صفحات داعش السوداء، وسيكون انتصارنا أمثولة لشعوب الأرض، مهما زايد المزايدون، ومهما شكك المرجفون، ستندحر راياتهم السوداء وستعلو راية الوطن، إنها لحظة الحسم، والمعركة الفاصلة التي ستقصم ظهر الإرهاب، العراق كله على مشارف الفلوجة وغداً ستنقشع عنها غمامة داعش، قلوبنا على مشارف الفلوجة، شيوخنا وأطفالنا ونساؤنا وماؤنا ونخلنا وسنابلنا وأرواحنا جميعاً على مشارف الفلوجة وغداً سندخلها محررين.
البرلمان سيعود يلتئم من جديد بعد عودة الفلوجة، وسنغذ السير نحو الإصلاحات بعد تحريرها، وستهدأ سورة المتظاهرين من الذين أرادوا الصواب فأخطؤوه وهم ليسوا كمن أراد الخطأ فأصابه، هم أبناء العراق وشبيبته ورمز عنفوانه، ولو خيرناهم اليوم بين القتال في الفلوجة والتظاهر لاختاروا اقتحام الفلوجة، أما جرذان داعش فلن تنفعهم أنفاقهم المظلمة التي خططوا للفرار عبرها، ولن تنقذهم العجلات المفخخة ولا البيوت أو أعمدة الكهرباء أو منافذ تصريف مياه الأمطار التي فخخوها، ولن يشفع لهم نعيق الناعقين، لأنها ليست معركة السنة أو الشيعة، وليست معركة الكورد أو التركمان أو غيرهم من طيفنا ومكوناتنا، بل هي معركة العراق كله، كما إنها ليست معركة عابرة، وإنما هي الفلوجة بكل ما تحمله من أبعاد حقيقية ورمزية.
معركة تحرير الفلوجة هي اختزال لكل معاركنا ضد الإرهاب، لأسباب كثيرة يعرفها القاصي والداني، وهي اختزال للعديد من الأزمات السياسية التي تعصف بالبلد، لا لأنها تجعل الإرهاب على مرمى حجر من بغداد فحسب، وإنما لأنها تمثل الملاذ الآمن لقيادات الإرهاب ومموليه والمراهنين عليه، ولأنها الموئل الحقيقي لمشاريع التآمر وتقسيم العراق وأبواق الفتنة، وتحريرها يعني قطع رأس الأفعى، فهنيئاً للعراق وهو يقف بكل تاريخه وعزمه وإرادته شامخاً على مشارف الفلوجة التي عادت لحضن الوطن من أول إطلاقة فر الدواعش على إثرها مخذولين.