مضطر للحديث عن موجة الحر والحشرات والعطل الرسمية وفوبيا انفلونزا الطيور وسط تضارب الأنباء بشأن التظاهرات، فمنهم من يدعو لها في ساحة التحرير ومنهم يدعو لها في ساحة الفردوس ومنهم من طلب تأجيلها شهراً وما بدلوا تبديلا، وربما يكون التأجيل حفاظاً على المتظاهرين من ضربة الشمس والحشرات القفازة التي هجمت علينا من دون إنذار مسبق، أنا من ناحيتي أعلن احتجاجي على الحشرات التي تسمى صراصر الحقل، مكانها الحقول فلمَ تلج البيوت علينا؟
كما احتجاجي على الذين يجمعون أموالاً من البيوت كلما حدث خلل في التيار الكهربائي، بحجة أنها تبرعات لعمال الصيانة فقد بلغ ما دفعته هذا الشهر أكثر من أجر هذه المقالة.
الذين ينتقدون العطل الرسمية كثيرون، ربما لأسباب تتعلق بمعاملات ومراجعات للدوائر الحكومية، لكن عجبي على الطلبة والكوادر التعليمية والتدريسية وهم يتمتعون بالعطلة الصيفية!!
وعجبي أكثر عندما يتفاعل بعضهم مع نظرية المؤامرة فيعدها لأمور أمنية، والواقع هي جزء من التزامات الحكومة بحقوق الإنسان العراقي، فكل الدول المتحضرة التي تراعي شعوبها تمنحهم عطلة حين تبلغ أو تتجاوز درجات الحرارة (50) درجة مئوية، وأظنه معيار دولي بحسب منظمة الصحة العالمية، وعلى ما أتذكر أننا حسدنا شعب الكويت في التسعينيات حين تمتعوا بعطلة رسمية بسبب درجات الحرارة المرتفعة بينما كان النظام المقبور يخفي علينا الدرجة الحقيقية، ودائماً ما كان يعلن في وسائل إعلامه بأنها (48 - 49) درجة، البعض يفسر الأمر على أنه جزء من بطالة الدولة العراقية وعطالتها عن العمل، والبعض الآخر يتهكم قائلاً: يخافون علينا من الحر ولا يخافون علينا من التفجيرات، وهنا بيت القصيد، فنحن نعاني من الحشرات القفازة وحشرات داعش وحشرات السياسة وحشرات الفساد، ومن واجب الحكومة أن توفر مبيدات تطلقها من مدافع عملاقة لإبادة كل أنواع الحشرات، لكن بعض القوارض كانوا في كل مرة يعرقلون صفقات الحكومة لجلب تلك المبيدات، والبعض الآخر يعترض على المدافع العملاقة، بحجة أنها ستستخدم ضده إذا تم القضاء على الحشرات.
لدي تحفظات مشروعة لا على التظاهرات بوصفها حقاً مشروعاً، لكن ربما على أساليبها وتوقيتاتها، وكذلك على مزايدات البعض وخلط الأوراق، فالعراق اليوم يقاتل بالشرفاء من أبنائه على عدة جبهات تخندقت فيها كل أنواع الحشرات ضدنا، الداخلية والخارجية، مدعومة بطنين حشرات تمادت كثيراً في تدخلاتها غير المشروعة فإلى أين يلتفت العراق، بالمقابل لدي تحفظات مشروعة أيضاً على حزمة الإصلاحات التي خفت بريقها ونجحت الكتل السياسية بتسويف إجراءاتها وإفقادها أهميتها، أما الخوف من أنفلونزا الطيور فهو جزء من حرب اقتصادية بين أصحاب الحقول ومستوردي الدجاج المذبوح، تشبه دعاية بعض ثوار الفنادق الذي وعدوا بحلق شواربهم إذا دخلنا الفلوجة أو الرمادي، وقد حررتهما سواعد الأبطال النجباء من أبناء العراق وسنحرر الموصل، ونخرس طنين الحشرات، ولدي احتجاج قوي جداً على الذين ينظرون لأزمات البلد بعين واحدة مصابة بعمى ألوان.