لا أعلم بالضبط مدى صحة الخبر الذي أكدته قناة الشرقية نيوز، ومفاده إن مسعود بارازاني يلتقي بقوات البيشمركة في منطقة سنجار ويوصيهم أو يأمرهم بمنع دخول قوات الحشد الشعبي إلى القرى الأيزيدية في سنجار، وهذا الخبر بهذه الصيغة أو بغيرها يوحي بتصادم وشيك- لا سمح الله- بين البيشمركة الحشد الذي تتقدم قواته في القيروان وتطهر القرية تلو الأخرى، وإذا صح الخبر، فإننا نقول للسيد البارزاني أين كنت يوم استباح الدواعش القرى الأيزيدية وقتلوا الرجال وسبوا النساء وباعوهن في أسواق النخاسة، ألم يكونوا كرداً في تلك الساعة؟ وهل يعلم بارزاني بأن الحشد الشعبي يضم أيزيديين شاركوا في تحرير بعض القرى في سنجار؟! مقابل ذلك الخبر الذي انفردت به الشرقية، تداولت الوكالات خبراً مغايراً هو لقاء مستشار الأمن الوطني السيد فالح الفياض رئيس هيأة الحشد الشعبي بالسيد البارزاني والتباحث معه بشأن التنسيق في معركة الموصل، فهل لدى الفياض علم بالأوامر التي صدرت للبيشمركة؟ لا سيما أن الفياض مسؤول مسؤولية مباشرة عن الحشد الشعبي، أو هل تم بحث الأمر بين الجانبين؟
هناك احتمال أن يكون الخبر ملفقاً، لأنه يتناقض مع فكرة التنسيق، وهنا علينا أن نتساءل: لماذا يحاول البعض التقليل من شأن ما حققته قوات الحشد من انتصارات سريعة في القيروان، أو توجيه الأنظار عن تلك الانتصارات بافتعال الأزمات.
داعش اندحرت في عموم العراق وليس أمامنا سوى أيام قلائل للاحتفال بالنصر النهائي وتطهير كل أرض العراق من دنسها، ومعها ستتساقط أوراق ومشاريع وتتعرى سوءات لا تستر مهما خصفوا من أوراق الكذب، فمنهم من راهن على حلق شاربه، ومنهم من سماهم ثوار العشائر، ومنهم من يعزو نشأة داعش لأسباب واهية لإيهام الناس، مثل تهميش السنة أو النفوذ الإيراني أو طائفية الحكومة، وواضح أنه كلما تقدمت قوات الحشد الشعبي لتحرير بعض المناطق تبدأ بعض الأصوات النشاز بتوجيه الاتهامات، كالاتهامات التي روجت لها الشرقية مؤخراً، متهمة الحشد باختطاف مئات السنة من الأسر النازحة على لسان أحد النواب، وكلما حققت قواتنا المسلحة انتصارات حاسمة هبت زوبعة التباكي على المدنيين العزل، وهكذا صرنا نقيس انتصاراتنا بما يبثه الأعداء من اتهامات كاذبة.
القوى السنية خرجت ببيان ختامي مخيب للآمال في مؤتمرها المثير للجدل الذي عقد مؤخراً في أربيل، يطالب بتسليح أبناء السنة لمحاربة داعش، كمن ذاهب للحج والناس عائدون منه، وخلال المؤتمر صدرت تصريحات ينبغي ألا تمر مرور الكرام، كتصريح النائب شعلان الكريم من أن(الميليشيات) التي تحارب داعش لا تفرق عن داعش، ويقصد قوات الحشد الشعبي، ولا نعلم كيف توصل الكريم لهذه المعادلة؟!
على أية حال فالمؤتمر لا يعدو أن يكون محاولة لتلميع صورة بعض الساسة لمناسبة قرب تحرير الموصل لكن العراقيين (يقرأون الممحي) كما يقال، وأهل الموصل وبقية المدن السنية، يعرفون من باع مدنهم ومن حررهم.