نحن على أبوابها.. إذن تحررت تلعفر.. حين تم الإعلان عن بدء عمليات(قادمون يا نينوى) قلنا تحررت نينوى أو هي بحكم ذلك، واليوم نقولها من دون مزايدات: لقد تحررت تلعفر، بعضهم أراد أن يتخذ من تلعفر بؤرة لإثارة الأزمات، وتعالت الأصوات النشاز مثل كل مرة مطالبة بعدم مشاركة قوات الحشد الشعبي، بعضهم أراد استغلال النبش في الهويات لإثارة الفتنة، لقد انطفأت نيران الفتن، فمنذ انطلاق معارك التحرير والعراقيون أكثر توحداً وأشد عزيمة وأخرسوا بإرادتهم الفذة كل المرجفين والمتربصين والطائفيين، لا فرق بين أبناء قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها والمشكلة من كل الطيف العراقي وبين أبناء الحشد الشعبي الذي يعد اليوم على وفق القانون مؤسسة أمنية من مؤسسات الدولة، ولا فرق بين أبناء الشرطة المحلية والاتحادية وأبناء الحشد العشائري، ليس ثمة هوية تقف حائلاً دون تحرير سائر التراب العراقي، بمن في ذلك أبناء البيشمركة فهم عراقيون شاء البعض أم أبى. عراقيتنا هي التي حررت جرف النصر وديالى وصلاح الدين والرمادي والموصل وستحرر كل شبر من دنس الإرهاب الداعشي، جيشنا الباسل وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وفصائل الحشد الشعبي والعشائري انطلقت صولتهم، ولن يتوقف زحفهم إلا بتحرير تلعفر التي تعد آخر المعاقل الاستراتيجية لداعش، وقد بانت علامات النصر منذ اللحظات الأولى بتحرير عدد من القرى المحيطة بقضاء تلعفر وما هي إلا ساعات وسترفرف أعلام الوطن في سماء المدينة الصامدة التي دفعت أعز أبنائها في مقاومة الاحتلال الداعشي.
هناك من يحاول التقليل من شأن الانتصارات العراقية، فقبل أيام صرح أحد المحللين العرب بأن هذه الانتصارات جاءت بفضل الدعم العربي والدولي، لا بأس، سنسلم بوجود دعم عربي ودولي، لكن هل يرقى لما حققه العراقيون بزمن قياسي غير متوقع؟ هل يرقى لدماء الشهداء وتضحياتهم؟ هل يرقى لما عاناه أبناء المدن على أيدي المجرمين الدواعش من ويلات، نعترف بأن التحالف الدولي قدم عن طريق الجوي جهداً سانداً لقواتنا، وهذا لا يقلل من أهمية الدور الفعال الذي لعبه صقور الجو العراقيين وطيران الجيش، فأين ذلك الدعم العربي المزعوم؟ ربما هناك دعم لا نعلم به، وربما كان المحلل يقصد تقديم بعض المؤن الغذائية لمخيمات اللاجئين، أو بعض المواقف السياسية التي تحسنت مؤخراً، المشكلة أن بعض الدول العربية وهي تدعي دعمنا في حربنا ضد الإرهاب لم تمنع بعض منابرها الإعلامية من تشويه حقيقة ما يجري على الأرض، ولم تردع مثيري الفتن ممن يتباكون على الدواعش. نقولها صراحة لبعض إخواننا العرب:
نكتفي بصمتكم وعدم تدخلكم غير المفيد في شؤوننا وسنعد ذلك دعماً منقطع النظير، أما الحديث عن تشكيل قوة شيعية عربية ضد إيران فهذه أضغاث أحلام، فلا شيعة العراق ولا سنته يمكن أن يكونوا أدوات لمشاريعكم، وما يتعاطاه بعض الساسة معكم لا يمثل الشيعة ولا السنة، لن نخوض حروباً بالنيابة.