إلى أين نحن ذاهبون؟
إلى حروب إقليمية جديدة - لا سمح الله-؟
الأزمات تتراكم والتصعيد السياسي والإعلامي على قدم وساق، والصراعات متواصلة، فبعد العراق وسورية واليمن وليبيا، وبعد الأزمة مع قطر، يرشح المراقبون تفجراً محتملاً بين السعودية ولبنان، على خلفية استقالة الحريري التي أعلنها من الرياض، الموضوع لا يخلو من دفع دولي وتحشيد إقليمي، وبعد كل ما حققه العراق من انتصارات باهرة أذهلت العالم على قوى الشر والإرهاب، هناك من يعد العدة لأزمات تقلق وضعنا، لعل أزمة الاستفتاء أقلها خطراً، بعد تخطي الحكومة للعديد من العوارض، وربما يكون السؤال ساذجاً إذا قلنا لمصلحة من؟
لأن أوراق المنطقة باتت مكشوفة، لكن ثمة سؤال قد يبدو أكثر سذاجة هو: ألم نتعظ من كل الحروب السابقة والحالية؟ وما جرته من ويلات على شعوب المنطقة؟
ما الذي خرج به العراق وإيران من حرب دامت ثماني سنوات؟
ما الذي جنته شعوبنا من غزو صدام للكويت؟
ما الذي جناه العراقيون عرباً وكرداً من حروب اندلعت منذ الستينيات ولم تتوقف إلا بعد سقوط النظام وهناك من يحلو له استعادة أمجادها الوهمية؟
ما الذي جنته مصر من حربها في اليمن؟
ما الذي جناه اللبنانيون من الحرب الأهلية؟
أشهر حروب العرب مع إسرائيل لم تستمر سوى بضعة أيام، لكن حروب العرب أو المسلمين مع بعضهم البعض تستمر لسنوات، فإلى ماذا يشير ذلك؟
لنتخيل فقط ماذا سيحدث في المنطقة إذا ما أقدمت السعودية على ضرب حزب الله في لبنان، وتدخلت إيران، ودخلت إسرائيل على الخط، ومصر وبقية دول الخليج، وربما باكستان وانشق المسلمون إلى معسكرين مدعومين بحسب المصالح من دول عظمى، داعين المولى العلي القدير أن يهدي جميع الأطراف إلى جادة الصواب وتجنب ويلات الحروب التي لا يدفع ثمنها الحقيقي سوى الفقراء والمساكين، مجرد فرضية تخيلوها معي، ترى أي طوفان دموي سيجتاح المنطقة لو حدث ذلك؟!
ماذا سيكون موقف العراق وهو بالكاد تخلص من عصابات داعش ويسعى للملمة أطرافه لفتح صفحة جديدة على مستوى إعادة بناء البلد ومستوى العلاقات الخارجية مع محيطة العربي والإسلامي؟
وما الدور الذي ستلعبه تركيا؟ وإلى أين ستتجه قطر؟ ومع أو ضد من ستكون الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتربص بالمنطقة ولا تستثني دولة أو مكوناً؟ وما ذنب شعوبنا تدفع ثمن سباقات المصالح والهيمنة والنفوذ.
كل حرب هي لحظة غياب للعقل واندحار للحكمة وانتهاك للإنسانية، طالما هناك فرص لتجنبها، سيقول قائل هناك حروب مشروعة، نعم كحربنا ضد عصابات داعش التي دنست مدننا وفرضت شريعة الغاب باسم الإسلام، لكن أما كان بالإمكان تجنب الحرب في اليمن؟
أليس بالإمكان إذابة جليد التوتر بين السعودية من جهة وإيران ولبنان وقطر من جهة ثانية؟
أليس بالإمكان تجنب أي شكل من أشكال التوتر بين انفصاليي كردستان والحكومة المركزية تحت خيمة الدستور؟