لاحظت ان معظم العراقيين الذين يفرون من اخطر بقعة في العالم (العراق)، ويستقرون في بلد غربي، يشرعون في احتقار اهل الارض التي قدموا منها على انهم سبب التخلف، والحروب، وكل الدمار الذي عاشوه، وحين تبحث في ماضيهم، ستجدهم واحدا من ثلاثة:
1.اما بعثي من الذين صفقوا طويلا لصدام،
2.او شيوعي من الذين وقعوا وثيقة اقر، واعترف، واصبح ضمن شروطها مخبر للامن العامة ضد شيوعيين غيره،
3.او انه على الاقل كان مجرد انهزامي، ومستسلم، ولا يريد ان يبحث في موضوع يبتعد كثيرا عن ملء جوفه بالطعام، ولا يرى أبعد من انفه.
رغم ذلك يعدون أنفسهم، (هؤلاء الثلاثة)، خارج الاسباب التي جعلت من صدام طاغية، واوصلتنا الى ما نحن فيه الان، بانتمائهم لحزب البعث، وبخذلانهم لمن اعدموا كي لا يسقط العراق في جب الظلام الى الابد سواء كان بالاعتراف على اسماء الرفاق، او بالصمت مع لوم الشيوعي:
لماذا لا تصمت حالك حال غيرك، شبيه صدام؟، ناكل ونشرب؟؟، لازم ديمقراطية؟؟..
كما انهم اضافة الى ذلك: يظنون السياسي الغربي ملاكا، لا يتآمر علينا، ويعدون نظرية المؤامرة غباء، لا يعرفون مثلا ان كل الدول التي تعيش ترفا عظيما لديها رؤوس اموال حول العالم تشغل الاطفال، والنساء في اوضاع غير صحية، وبأجور زهيدة، وتحرمهم من التعليم،. لا يخطر في بالهم ان قيام كل حضارة منذ بدء التأريخ يشترط جوع، واستعباد آخرين في بقع اخرى من العالم، وان سبب انهيار الحضارات هو قدوم الفقراء الهمجيين، الرعاع بغوغائهم نحو بلدان الحضارة، واسقاطها، ليعود الانسان الى الحجارة والعصي كما بدأ.. بعضهم ينزه امريكا، واسرائيل، وبريطانيا، وفرنسا، ويظن ان ما يحدث في عالمنا العربي هو من صنعنا... نعم، المواد الاولية من تخلف، وافكار دينية متطرفة هي الارضية التي يتم على اساسها صنع السيناريوهات السياسية، ولكنهم ليسوا ابرياء ابدا، والدليل نحن لا نتهم السويد، والدنمارك، ولا فنلندا، ولا نيولندا، ولا حتى كندا، لاننا لا نجد لهم مصلحة في استباحة اراضينا و دمائنا، ليس جميعنا اغبياء، نعرف جيدا ان لا مصلحة لامريكا في الشرق الاوسط سوى ان رؤوس اموالها يهودية، واليهود يهمهم جدا امن اسرائيل، وان بريطانيا، وفرنسا لا يمكن ان تكون بمنأى عن الدول التي كانت ثرواتها سببا في نموها الاقتصادي، ولازالت بشكل او بآخر....... اود القول اخيرا: ايها العراقي الهارب، على كيفك، شدعوه؟،
الشعب المتخلف الذي تسبه هو الذي صنعك، وكل افكارك من ذلك التراث المتخلف، ولو لم تكن تلك حقيقة، لكنت ترحمت على قومك، كما يترحم الغربي على كلبه، فاذا كان الانسان الغربي لا يدري بما يصنع سياسيو بلده، ويستغرب غضبنا من الغرب كله، فانت على الاقل تعلم، اننا شعب يتوق للتحضر، لكن ما مر بنا خلق ما يريده لنا المتحضرون، واذا كنت تحظى بحقوقك كمواطن في ذلك البلد، فلانك تعمل هناك، والقوانين لديهم لا تسمح بالتعامل معك بعنصرية، ثم ان هذه القوانين اصلا لم تكن الا نتيجة نضال اليساريين الطويل، فالرأسمالية لاتؤمن بحقوق الانسان، ولا الطفل، ولا المرأة، انما هذا حدث بعد كفاح طويل من قبل الاحزاب اليسارية حتى اصبحت مفردات العالم الشيوعي بديهة يعيشها الانسان الغربي، وان لم تطبق حتى في الدول الشيوعية ذاتها.. انك بنظرة الاستعلاء هذه تثبت انك صدامي الفكر، والبعثية تسري في دمك، والشعور بالدونية يملأ روحك، ولن تكون متحضرا ابدا مادمت تمتلك هذه الصفات المكتسبة من جذور ماضيك.. يعني ببساطة لازلت متخلفا كبقية من تركتهم خلفك في العراق..