كلمة (عيب) هي من اوائل الكلمات التي تدخل قاموس البنت عند تواصلها عن طريق الكلام مع من حولها، والعيب هذا يخص جزءا معينا من جسدها، فهذا العضو الذي يشبه عضو امها التي ولدتها، او هو العضو الذي انجب البشرية كلها سيكون مشكلة الجميع، هو مصدر كرامة والدها، وشرفه، وان زنا، وان سرق، وقتل.. بل هو راية العشيرة التي ترف بيضاء ان ظل مصونا مع غشاء ينزف دما ليلة الافتضاض الذكوري لمنطقة (العيب)، واي اخلال بشروط كمية الدم، او نوع الغشاء سيؤدي الى انتكاس الراية العشائرية فوق رؤوس الرجال حتى يراق على جوانبها الدم، ويتم التخلص من مصدر العار = البنت..
البنت لم تخلق غشاء بكارتها، فهو قد يكون غير موجود اصلا، او رقيق جدا يتمزق مع قفزاتها فترة الطفولة، وقد يكون سميكا جدا فلا يتمزق الا حين الولادة، ونسب وجود هذه الانواع من الاغشية ليس بالهين، مما يؤدي الى ارتكاب جرائم شرف بشعة، لا يحاسب عليها اي قانون في الدول العربية والاسلامية على حد علمي.. لو ان كان هناك لقاء لي مع الله فسيكون لي واياه عتاب طويل:
لم خلق شيئا نقتل ان فقدناه؟؟، وما فائدته؟؟ ولم هذا الكم الهائل من الالم في حياة المرأة من دورة شهرية، وفقدان للدم ينتهي بامراض نقص الدم لدى النساء الفقيرات، وحمل، وارضاع؟؟ لم لم يجعل سن الانجاب في العشرين؟؟، لم هناك تفاوت بين نمو عقل الفتاة، ونمو ثدييها الذي يعرضها للتحرش، وهي لم تزل طفلة لا تعي ما الاثارة وهي كاعب بعد؟؟
لم على الطفلة ان تشعر بالفزع من منظر دم الحيض الاول دون وجود من يشرح لها هذا التغيير المفاجيء؟؟
لم وضع كل ذلك في جسد الانثى، وترك الذكر حرا طليقا، يفخر اهله بوجود عضو صغير له في طفولته، بل يقبلونه؟؟. انا رأيت كثيرا من الامهات يقبلن اعضاء اولادهن، وكذلك الاباء، فهذا العضو الذكري راية من نوع آخر، راية عز، وقوة، وشرف، وان كبر، واغتصب بنات الاخرين، واطاح برايات غيره البيضاء.
ستظل قيمته هي العليا، وقيمة الانثى هي السفلى، كما هي العلاقة بين الارض والسماء، فالسماء هي التي ترش منيها، وترعد، وتبرق غضبا، تسلك مسلك الذكور في اعتلائها، وتعاليها، والارض هي الصامتة تحت المعاول، تحت من يحرثها، ويؤلمها بنمو الجذور، هي التي تطعم الجميع، وهي التي يدوسها كل جيش غاصب.. نعم، هي تغضب احيانا، لا لتقتل الناس، بل لتخرج كل ما كبت داخلها من تأريخ العصور الماضية.
الارض انثى يا الهي.. وقد قدرت عليها عقوق البشر، كما قدرت على الانثى عقوق ذكور كانوا يوما مجرد أجنة في رحمها..
الانثى تحتمل الكثير من العذاب لاسباب فسيولوجية لا دخل لها بها، فعدا الالام المعروفة، هنالك التغيرات الهرمونية التي تهبط، وترتفع على مدار الشهر، وتتلاعب بالمزاج، والمشاعر، والقدرة على التركيز، وفي المقابل ليس هنالك من اجازة من العمل، او محاولة التفهم من قبل العائلة، وزملاء العمل لما يجري، بكل بساطة هو يعد ناقضا للوضوء، سببا لنقصان دينها، وان كانت تلك مشيئة الله، فهو الذي قرر ان تكون هنالك دورة شهرية بدءا من السنة العاشرة في المناطق الحارة وحتى الخمسين، او ما يتلوها من سنين.
ما الحكمة يا ربي في وجود 400 الى 500 بويضة في رحم الانثى، وهي لن تنجب اكثر من عشرين شخص على الاغلب في المجتمعات الريفية؟؟ ولم على الانثى ان تتلطخ بالدم في طفولتها، وبابها، ونضجها كل شهر؟، الم تكن هنالك طريقة افضل لمشروع تكاثر الانسان، مثلا ان لا تنزل البويضة الا حين وجود رغبة عارمة للانثى في الانجاب؟ او ان يكون بلوغ ذروة اللذة لديها هو موعد انطلاق البيضة؟ الم تر يا الهي ان المجنونة قد تغتصب، وتنجب، وهي لا تعرف كيف تربي الطفل؟ الم تلاحظ ان الاغتصاب هو اكثر الجرائم شيوعا في الحروب، اكثر حتى من القتل نفسه، وهذه الجريمة تتمخض عن طفل عادة؟ الم يبلغك كم من طفلة تعامل على انها ناضجة، وتجبر على الزواج، والانجاب، وخدمة الذكر، واهله في الوقت الذي عليها ان تلعب فيه؟..
لم تخلق الشعر على جسدها، وتجعل الذكر يحبها ملساء، فتتحمل هي الم ازالة الشعر كلما ظهر، وربما لن تحصل على فرصة حياة طبيعية، او زوج ان نبت لها شاربان ولحية، او وجد الشعر في اماكن لا يستلطفها الرجل رغم انه مشعر مثل قنفذ؟..
لم جعلت الشهوة في جسدها ثم منعتها من الاستمتاع بها؟؟ هنالك عدد هائل من المحرمات التي عليها اجتيازها لتصل الى متعتها الطبيعية قبل ان تنال منها كلمة العيب، والحرام حتى تصاب بالبرود الجنسي؟؟..
لقد قلت: وخلقنا الانسان في احسن تقويم، وانا ارى ان لا استقامة في كل ما تعانيه الانثى، نضج المبايض لا يتناسب مع عقل طفلة، القدرة على الحمل في سن العاشرة، والحادية عشر لا تستقيم مع صغر الحوض الطفولي، وهذا التناقض ينتهي بعسر الولادة وموت الام.. ما الفائدة من كل هذه المعاناة؟؟..
في كتابك القرآن لم تخاطب الرجل، وتخبره ان في جسد الانثى شهوة اكثر من شهوتك، وهي التي بحاجة الى اربع رجال، وليس العكس، لم تخبره انه هو المسؤول عن انجاب الذكور، وليس هي، لم تنصحه ان لا يقدم على الزواج من طفلة لان هذا ظلم كبير لبراءتها، وعقلها المحدود بتجارب طفولية، لم تضع قوانين تحمي الطفلة من الاغتصاب في الحرب او عن طريق الزواج، لم تخبره ان دم الحيض لا يحتوي على الجراثيم تماما، وبالتالي هو ليس نجسا، لم تقل له ان جسدها له قدرات هائلة على تجديد الدم كل شهر، وان كل اجهزتها تعمل ضعف عمل اجهزة الذكر، فهي مسؤولة عن حمل كائن اخر ستنجبه، وهذا يعني عمل مضاعف لكل عضو من اعضاء جسدها، لم تذكر ان دماغها يعمل بتنسيق يختلف تماما عن الذكر، فهو مسؤول عن اداء عدة مهام في وقت واحد، وبالتالي فان نسبة ذكائها هي الاعلى، وقدرتها على القيادة اكثر كفاءة، وادارتها للامور في منتهى الحكمة.
في النهاية لم تخبره ان هرموناتها تدعو الى الاستقرار العائلي، ونبذ العنف، وعلى الرجل ان يكف عن حروبه، لانه بذلك يؤذي امه التي انجبته قبل اي شخص آخر..
هكذا، وبالكتاب الذي منحت فيه سلطات للذكر قد ظلمت المخلوق الذي حمل عنك عناء نفخ الروح في الطين كل مرة، وجعلته تحت سطوة ادم الذي لم يتصرف بحكمة امام رغبته في التفاحة، وتحت سطوة ابليس الذكري الذي لا يدرك معنى الامومة، جعلتها تحت سلطة من عصاك: آدم، وابليس... لم فعلت ذلك بالامهات يا الهي؟..
في انتظار ردك....