_ انت تسألني عنها؟؟
لمَ اقف خلف ستارتها انتظر؟؟،
لم لا أمل من هاجس النظر الى زاوية الشارع؟؟..
ستظهر من هناك اولى خطواته؟؟.. خطواته؟؟.. خطواتها؟؟.ام خطوات جميع الذين اختفوا هناك عند انثناء مجهول؟؟..
قد أخذتنا الدهشة، ونحن نتذوق اهتزاز ارض تحت بهجة اقدامنا الصغيرة بين خط لا يستقيم الا حين يلتصق بآخر، لتولد اول زاوية حاصرتنا قبل ان تغرس خلايانا في الارحام.. هذه الزاوية.. وذاك المنظور الرابض على رؤياك نادرا ما يغادرانك.. ستكون بحاجة لشجاعة النمو في رحم جديد ان قررت يوما تغييرهما.. انه حساب رياضي مرتبط بك قبل ان توجد.. معادلات.. ولغة تتراقص بين جموع الاصفار، ورقم واحد يتيم.. شيء لا يمكن لك ان تجرمه، وانت تمد جذورك الناعمة في ثرى ندي، لكنك ستلبسه كجلدك، وسيكون لونك، وربما ستقاتل الاخرين يوما لانهم يرفضونه.. ذاك الذي وجدت نفسك عليه.. ولسبب ما مولعة انا بالنوافذ..
والانتظار خلف ستائرها، والتساؤل: من تراه سيكون امير الخطوة القادمة؟؟..
لهفة لمعرفة ما خلف الجدار.. ما بعد اللحظة.. ما بعد اليأس.. والقنوط.. والعجز..
وان اعلنت الموانيء استقبالها لاخر شراع، يظل في الافق مشروع نقطة صغيرة، قد تكبر مع الوقت لتتوقف كسفينة مهيبة باشرعتها عند ساحل لم يعنيه موسم قطاف موعدها من شتات الامواج الغاضبة..متعة الوقوف، والانتظار تستجدي امل مراهقة صغيرة تحسب ان الفتى الذي مر بالامس، قد دغدغته لمسات عينيها على وجهه، وسيعاود القدوم.. ولعلها مجرد دمعة دوت عند اذن الصمت المترقب لذبذبات صوت..
اني اضع كل مشهد غروب في علبة الصباح التالي.. واجعل الصباح يغفو في قطيفة علبة غروب.. واظنك تراه بلاجدوى.. ولكن هل كان في طيات كل جدوى زقزقة كون آخر؟؟..
ام ان كل هدف نرجوه يسعى في النهاية كسيحا نحو متحف آثار يسلي بغموضه الزوار، ويطيل من وقوفهم عنده رغم انه يحمل ملامح كل ما ركن في مخازن بيوتهم حيث يولد التأريخ من نسيج علامات الاستفهام؟؟..
تذكرت اليوم صوتها.. بل انني سمعته، وطرقت باب ابتسامتها، وقد تكون قد فعلت الشيء نفسه، وسحت دمعة حرّى.. واقتربت من الشباك، وخدشت حياء ستارة شرقية، واضطربت تحت سطوة شوق، وتساءلت: هل ستحمل زاوية الشارع بعض شروقها؟؟
ولهذا الشروق حكاية.. عادة ما نخفيها في المسافة ما بين دمعة تتعجل سقوطها، ونسيج وسادة مبلل..
وستسأل: ما معنى الفراق اذن ان كان للقلب فيض شوق؟؟..
وتنسى نظام الستائر، والسواتر الحربية، والدم الذي يصهل خلف الجدران.. والعذارى اللواتي يرجون الرحمة من عمود لحم اغمضت عينه الوحيدة بصديد دمعها..اني لا أسعى لتفسير رواحي ومجيئي.. وكأن زاوية الشارع مفتاح عالم خلق ليزورني على حين غرة.. فكل تفسير خلفه تكمن حيرة جديدة، تولد من رحم التفسير ذاته..
سلسلة لا تنقطع من الاسباب، والنتائج، والناس الذين يسترقون السمع للهاثها خلفهم دونما وميض فجر ينفض تراب رعب الخطوات المتسارعة، وما بعد نصل السكين الذي يذبح ببطء مواز لمتعة داعشي وهو يحز الرقاب..
اني لا أملك سوى ان أحبس عيني هناك حيث لا تجرؤ الاشباح ان تلامس خِدر عمر نازعني لحظة طمأنينة، وأسلمني الى انتظار لا يحيد عن الضياع في لجة المزيد من الانتظار..
لا اشعر برغبة في الاحتجاج..
قد كان الامر ممتعا وانا ارضع حليب امي،
وانا ارفس بقدمي ما تحتي بقوة طفل لا تقهر.. لا يعنيني ما يرسمونه من دروب سترافقني من ادغالهم و حتى بهاء نخيل يباري زرقة السماء في سموه.
وهنا اود ان اسألك: هل لديهم فرصتي في انتظار ما تخفيه زاوية الشارع من سحر المباغتة؟؟
انك تسألني عن النوافذ.. ومنها بدت الطريق طويلة امتدت من زغب الصبا الى شيب الشيخوخة..
الا تراه دون نهاية لو حصرته في حروف، وكلمات؟؟..
هو كذلك.. دعني أطيل اختبائي في عباءة اللحظة القادمة.. تبدو لي شديدة التوهج.. شديدة الاغواء..
شديدة الانحناء امام غرور الريح.. جبارة في طيها لاصابعي الهشة.. ربما لن احمل بعض الوان الستارة.. او بعض آهات أرخت تعجلها بين غبطة قادم، وندم راحل..
حسبي ان انتظاري سيخاتل كل الناس،
وينمو خلف كل النوافذ المظللة بستائر عظيمة الحياء...