هذا ما نشر على بروفايلي في غوغل+ من قبل شاب امريكي، مما جعلني مضطرة دون وعي مني للدفاع عن وجودي الذي الصقت به تهمة الارهاب ضمنيا، كما وجهت له صفعة متعمدة تتقصى جذوري الاسلامية، واصبحت مرغمة لخوض حرب غوغلية مع مجموعة من الافراد يجهلون كل ما يتعلق بي كإنسان و تأريخ ومعاناة بقاء، يشعرون ان علي وان رغبت عن ذلك ان اسمع رايهم بي ، و ن اصمت ، وان ارتضي لصمتي ان يعد انتصارا لحضارتهم ولصالح محوي كمخلوق يشاركهم صفات الانسانية.
عبثا حاولت ان افصل المسميات عن بعضها او اثبت وجودها خارج ما التصق بها كمتلازمة لا سبيل للخلاص منها:
الاسلام_الارهاب، العرب - الاسلام، الاسلام - القتل، العرب - الهمجية، العرب - اغتصاب النساء الاسلام - الزواج بالبنات القاصرات، الاسلام _ الحجاب _ حبس المرأة-مصادرة الحقوق، الاسلام _ البربرية، الاسلام الجهل، العرب _ التخلف.
تمنيت حينها لو ان وسائل الاتصال انعدمت، ولو ان الكون لم يتحول الى قرية صغيرة، فانا اضطهد عبر وسائل الاتصال ولا اشعر بجدوى حجم القرية الصغير ازاء صوتي الذي لا يسمع وكياني الملغي سلفا.
بالنسبة للمسلمين انا كافرة طالما احاول مناقشة التابوهات الاسلامية، شيعية رافضية كافرة ايضا ، لا يحق لها الانتماء للاسلام بالنسبة للاغلبية العربية المسلمة والتي تنتمي للمذهب السني، شروكية بحكم ولادتي في جنوب العراق وتهمة التخلف موجهة كرصاصة رحمة وان كنت اكثر الناس وعيا، وشيوعية محكومة بالاعدام منذ عشرات السنين بسبب ايماني بظلم النظام الراسمالي للشعوب واستغلاله لجهود الانسان شرقا وغربا.
قد تكون مقالتي هذه شكوى اكثر من اي شيء اخر، او صرخة احتجاج ضد حضارة عالمية لا يمكنها ان تحميني تحت اي مسمى، ولا اراها سوى اجهزة تقرب البعيد، وتجعل المستحيل ممكنا حتى صرت لا اندهش ان سمعت بوجود سيارة من نوع كية في العلاوي في وسط بغداد وصاحبها ينادي كما هو الحال قبل اربعين عاما دون اي تطور:
_نفر واحد للمريخ؟؟؟؟.
مثلما اصبح من البديهي ان اسمع ان خيرة ابناء المعمورة قد قتل على عتبة داره، ليمضي بي النهار كما بدا دون لون او طعم او رائحة او حتى دموع استنكار.
هذه النقائض المؤلمة تقودني الى عشرات من الاسئلة الحائرة، ليس لانها دون جواب، بل لأن محصلتي ممن يوافقونني على طرحها ربما لن تتجاوز الرقم صفر:-
_هل من حضارة قامت على سلم؟؟؟؟؟.
_هل يمكن ان اسمي ناطحات السحاب حضارة وقد سلبتني نعمة الحصول على بيت آمن في وطني العراق؟.
_هل اصبح لزاما ان نعيد صياغة المفاهيم ومعنى التحضر و ضده الحرب؟؟؟.
التحضر كما صرت ارى مجموعة من القوانين (قبل ان يكون بنايات او اختراعات واكتشافات) تحيطني بالرعاية والاهتمام كإنسان له حق اعتناق ما يريد من افكار ومعتقدات بشرط ان لا تتسبب بأذى الآخر، لا مجرد آلة إنتاج مبرمجة وسلم لبلوغ السلطة، فان نثرت اشلائي على اي رصيف لن يعلم اي امريكي ممن انكروا علي حتى حق الحوار معهم ان بوش واوباما قد تربعوا على اشلائي ونثار اجساد ووجود العراقيين والعرب والمسلمين؟؟.
كان لانهيار الاتحاد السوفييتي وحلول عصر القطب الواحد، والفراغ الذي خلفه انحسار الفكر اليساري فضل التمهيد لنمو جذور الكراهية بجذوعها علنا فوق التربة العارية، لتطرح ثمارها حروبا وانقسامات، فما وحدته اممية الشيوعيين قد مزقته إفرازات عصر الانهيار الرأسمالي المتمثل بآخر مرحلة او ما يسمى بالعولمة.
ان عولمة الكراهية تحول المرء من فرد اجتماعي الى اداة قمعية للاخر في سبيل الحصول على غنيمة الحياة بقيمها المادية دون الروحية.
هذا ما دفع بكل انتماء عرقي كان او ديني او طائفي الى الاعلان عن نفسه بشكل عنيف ومعاد تماما لما حوله، فكل ما اسسته الرأسمالية من مفاهيم قائم على التجسيم النفعي وليس الانساني، والتجسيم النفعي بدوره لم يعد ممكنا دون استغلال الاخرين وتقرير مصيرهم الكوني وان كان تحت سطوة العنف والاصطدام الفيزيائي المباشر وصولا الى الابادة الجماعية.
هذا المحيط المرعب الغامض المثير للقلق جعل من الغيبيات ملاذا للضعفاء، ولاسلحتها المعادية (بشكل دموي وسافر لمن حتم القوة لطرف وحيد لا سواه) نفوذها الذي لا ينكر ولا تسلط اضواء الاعلام الا على بشاعته مع التورية التامة لمجازر النظام الارهابي العالمي المنظم ضد شعوب كاملة، كما غدت المجازر ذاتها هوية للكيانات التي ارتكزت على الغيب فكرا داعما بلا حدود طالما تفتقد الجموع المصادرة فيزيائيا اسبابا للمطالبة باثباتات عقلانية وعلمية مقنعة لتنظيماتها العشوائية القائمة كردة فعل ازاء حضارة تسحق الانسان تماما وتحوله الى هباء.
ان للطبيعة صبرها العظيم وردود افعالها على من يتجاوز على حرماتها عظيم ايضا، ومن الواضح انها سترد بعنف على عبثية الانسان واستغلاله لعطائها وهذا ما سيتسبب بكوارث هائلة هدفها استعادة الطبيعة لتوازن عناصرها ودوراتها الازلية.
وللانسانية صبرها الذي قد نفذ، لا مزيد من الخيارات بين صمت وثورة، انما ستهدر الجموع التي لم يعد لديها الكثير لتخسره مطيحة بكل حجارة او ما تدعى بالحضارة اليوم وما قامت الا على نزيف الشعوب وآهات بني آدم.
يومها لن يكون للاتصال ضرورة او للقرية من وجود يعادل استعادة الانسان لنفسه وحقه في البقاء بحرية دون تنافس مع ضد لا وجود له حتما. بالتأكيد سيعيش احفادي حياة افضل حين لا يجدون امريكيا يجهلهم تماما ويعتمد اعلامه المشوه لصالح نظامه الرأسمالي في الحكم عليهم ونعتهم بأسوأ النعوت، وستصبح سعادتهم في اللعب مع قرائن ينتمون لزمن واحد ومكان واحد ولا سطوة عابرة القارات لاحد على اخر.
المتواجدون الآن
212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
عولمـة الكراهيـة و إلغـاء الآخـر
- التفاصيل
- المجموعة: الكاتبة د. ماجدة غضبان
- الزيارات: 1674
آخر ما نشره كتابنا
- 22تشرين2 فوزيـة حسـن - فنانـة مبدعة في مسيرتها الفنيـة ومتألقـة في جميع ادوارهـا 2019-11-22
- 22تشرين2 جيمس بوند في التركي 2019-11-22
- 22تشرين2 رسالة الى زملائي وأخوتي قضاة العراق البواسل 2019-11-22
- 22تشرين2 متى طفرت الدموع من عيني.. وبكى الكثيرون؟ 2019-11-22
- Home /
- نخبة كتاب بانوراما /
- الكاتبة د. ماجدة غضبان /
- عولمـة الكراهيـة و إلغـاء الآخـر