المقصود بالعنف بصورة عامة هو استخدام القوة المادية او المعنوية بقصد الحاق الاذى بأخر استخداما غير مشروع فمن خلال هذا التعريف يتبين ان العنف هو اما ماديا ويشمل كل اساءة ينتج عنها اذى جسدي ملموسا ومحسوس ويترك اثرا على الضحية كلعنف الجسدي والضرب والقتل والاعتداء الجنسي واما العنف المعنوي فهو عنف غير ملموس ولامحسوس ويترك اثرا معنويا اونفسيا على الضحية كالاهمال والاهانه والسب والصراخ والاستغلال وكل هذه الاشكال من اشكال العنف لو وجهت على الطفل لادت الى اذى فعلي او كامن لصحته وبقاءه ونمائه وكرامته في سياق علاقة مسؤولية او ثقة او سلطة او غير ذلك. وفي الغالب يصدر العنف على الاطفال من قبل من يسيطرا عليهم اوصاحب السلطة كوالده او والدته او اي شخص صاحب مسؤلية اوثقة اوسلطة عليهم قريبا او غريبا عنههم.
اثار العنف المادي والمعنوي على الطفل:
يصعب فصل النتائج والاثار المترتبة على العنف المادي والمعنوي فاثار كلاهما على الطفل مترابطة فكل عنف مادي مهما كانت درجته سواء اكانت متوسطة او خطرة او مميته فانها بطبيعة الحال لها اثر معنوي بالغ الاثر في الطفل فمن الاثار التي ممكن ان تظهر على الطفل المعنف هي عدم الثقة وعدم الشعور بالامان ومشاكل في التكيف في المحيط والقلق والانعزالية فمثلا كلما تكرر العنف على الطفل تاثرت مراحل تطوره ونموه ومن شأنها تغير تطور الطفل سلبا او قد توقفه في محطة معينه من النمو فالاطفال المساء اليهم يبقون مدة طويلة او يمكن ان تستمر طيلة حياتهم تربطهم علاقات عدم الثقة بأي احد او يغمرهم شعور بعدم الامان.
وكانهم يتوقعوا ان هناك من يؤذيهم في اي وقت بالاضافة الى القلق والانعزالية الى الغضب والسلوك المتهيج الذي يصعب ضبطه.
اما الاثار التي تترتب على العنف المعنوي ضد الطفل فهي الاخطر من كافة النواحي الاجتماعية والعقلية لنمو الطفل والتي من شانها تقيد حريته والتقليل من قيمته وتحميله مسؤليات اكبر منه وتخويفه وممارسة التمييز عليه اوالسخرية منه او العنف اللفظي والفقر العاطفي فهذا ممكن ان ينتج اطفالا ذو فكر مشتت وارتباطات قلقة بدلا من الارتباطات الامنه ويظهرون احباطا وعدوانا وغضبا وكذلك تاخر في تطور مهاراتهم. مع ملاحظة انه في الغالب يرافق العنف المادي عنفا معنويا وهذا من شانه ان يجعل تطور الطفل اكثر خطورة ومن صور العنف نستعرض اهم اثار الاعتداء الجنسي والاهمال على الطفل.
الاعتداء الجنسي:
عندما يتعرض الطفل لهكذا اعتداء بشع لايدرك منه شيئا وغير مهيئا نمائيا له وغير قادر على التعبير عن الرفض او القبول عن هذا الفعل الشنيع والمرفوض شرعا وقانونا واجتماعيا فالبعض يعتبر الاعتداء الجنسي على الطفل اشد من كل انواع الضرب او حتى القتل على اعتبار ان بالقتل تنتهي حياة المجنى عليه اما في الاعتداء الجنسي فان الضحيه يبقى يعاني طول حياته و يصدر في الغالب من الشخص البالغ تجاه الطفل حيث غالبا مايكون مسؤلا عنه او محل ثقة او بيده سلطه او من نفس العائلة او كونه معروف لديهم او حتى غريب وهدفه اشباع رغباته ومتعة المسئ فقد يغرى الطفل او يكره على الاشتراك بنشاط جنسي او يستغل في الدعارة او العروض والمواد الاباحية.وللاعتداء الجنسي على الاطفال اثارا مادية ومعنويه واهمها واخطرها هي المعنويه التي قد تكون طويلة الامد لعدم اهتمام الاهل بمعالجة الطفل المتعرض للاعتداء فقد يكون خائفا او مضطربا او صاحب سلوك عدواني وغضب ويشعر بالاضطهاد بالاضافة الى الاحباط والعزلة وسلوك عدواني تجاه الاخرين وضعف الثقة بالاخرين وضعف تقدير الذات واحساسه بالخزي والعار بالاضافة الى تاثير ذلك على مستواه الدراسي وادمانه على الكحول والمخدرات وغياب الطموح او قد يسلك سلوك منحرف بالدعارة ويعكس ماتعرض له.
الاهمال:
هو عدم توفير احتياجات الطفل في مجال الصحه والتعليم والتطور العاطفي والتغذية والمسكن والبيئة المنزلية الامنه ومن شان ذلك احداث ضرر صحي او عقلي او عاطفي او اخلاقي او اجتماعي للطفل وكذلك الاخفاق بالرقابة المناسبة وحمايته من الاذى كلما كان ذلك ممكنا ولعل اهم اثار ذلك هو ملاحظة ان الاطفال المهملين من ذويهم يكونوا كثيري الحركة وضعيفي التركيز ولديهم قابيلية ضعيفة للاهتمام بالاخرين وتاخر في التطور وضعف قابلية التعلم وضعف في التجدد وضعف العلاقات الاجتماعية ولايقدرون ذاتهم.
واخيرا ولتلافي كل هذه الاثار فلابد ان يكون هناك دور كبير للاسرة في تنشئة وتنمية الطفل وحمايتهم من كل اشكال العنف بكل اشكاله وكل اساءة ومتابعتهم في داخل المنزل وخارجه من خلال التواصل مع المدرسة والمشاركه بكل مجلس لاولياء الامور وحتى تشجيعه ليكون علاقات سليمة مع الاخرين ومعايير الامن والامان للمرافق المجتمعية والقوانين والتشريعات التي تسن لضمان نماء الاطفال واستقرارهم وبالتالي خلق مجتمع صديق وامن للاطفال بالاضافة الى دور المدرسة والحكومة في مناهضة كل عنف ضد الاطفال.