ناهـدة الرمـاح كما عرفتهـا
الفنانـة التي فقدت بصرهـا اثنـاء التمثيـل
عرفت الفنانة الراحلة ناهدة الرماح عام 1957في بداية نشاطها الفني بعد اشهر من بدء عملي الصحفي في جريدة الشعب ومجلة الاسبوع التي تصدر عن الجريدة وكان من بين المواضيع التي كلفت بها لقاءات مع الفنانين ومتابعة النشاط الفني انذاك.
كانت شابة في التاسعة عشرة من العمر وكما اخبرتني انها من مواليد 1938 وبالتحديد يوم 13 في مثل هذا الشهر تشرين الاول.
كان اسم ناهدة الرمّاح الكامل ناهدة إسماعيل القريشي عاشت طفولتها في منطقة الحيدرخانة ببغداد داخل أسرة سياسية ذات توجه يساري، وكان شقيقها الأكبر مسؤولا عن نقابة عمال المطابع.
ونشأت ووعت وهي تسمع كلمات مثل “الحرية” و”الدكتاتورية” و”السلام” و”الاستعمار”، وعانت منذ فترة مبكرة من السجون والمعتقلات في مدن الكوت وبعقوبة والموقف العام ونقرة السلمان وسجن النساء.
في بدء نشاطها الفني اختارت ان تتخلى عن لقبها القريشي لتحمل لقب الرماح وهو اسم عائلة زوجها (شوكت الرماح).
كنت ازورها في منزلها والتقي بها وبزوجها شوكت الرماح الذي تلقبت بلقبه وقد نشرت الكثير عنها في بداية عملي الصحفي وعملها الفني.
وخلال 60 عاما في العمل الصحفي كنت اتايع ناهدة الرماح في نشاطها الفني وغربتها ومشكلة فقدان بصرها على المسرح.
كان اول عمل لها في فيلم "من المسؤول" للمخرج والسيناريست عبد الجبار ولي و قد عرض عام 1957.
واشهد ان عمل المرأة العراقية في السينما والمسرح في تلك الفترة كان عملا بطوليا قامت به ناهدة وزينب وازادوهي يوم كانت الأعراف الاجتماعية في العراق لا تستسيغ عمل المرأة في المجال الفني.
انتمت ناهدة مثل زينب إلى فرقة المسرح الفني الحديث التي ضمت خيرة فناني العراق مثل:
- ·إبراهيم جلال،
- ·يوسف العاني،
- ·زينب،
- ·ازادوهي،
- ·سامي عبد الحميد،
- ·قاسم محمد،
- ·خليل شوقي،
وغيرهم قدمت ناهدة اعمالا مسرحية مع رواد كبار المسرح العراقي امثال:
يوسف العاني
سامي عبدالحميد
جعفر السعدي
وفاروق فياض
مثل:
- ·(الخال فانيا)
- ·(القربان)
- ·(انا الضمير المتكلم)
- ·(النخلة والجيران)
- ·( مسألة شرف)،
- ·(عقدة حمار)
- ·و(بغداد الازل بين الجد والهزل).
ولا يزال دورها في مسرحية “النخلة والجيران”
(1968) مع زميلتها الفنانة الرائدة زينب محفورا في ذاكرة الأجيال.
وفي التلفزيون والاذاعة قدمت الكثير ربما كان اشهرها تمثيلية (مسألة خاصة في مكتبة عامة) ومثلت في السينما فيلمها الثاني (الظامئون) للمخرج: محمد شكري جميل.
تعرضت ناهده الرماح للآعتقال في احداث 1963، وفصلت من وظيفتها فترة ثم اعيدت الى عملها.
ناهدة الرماح كرست حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي، وفي مختلف الظروف حتى انها فقدت بصرها وهي على خشبة المسرح في 10 / 1 / 1976 وهي تؤدي دور “زنوبة في مسرحية (القربان) التي أعدها ياسين النصير عن رواية بنفس العنوان للروائي العراقي غائب طعمة فرمان وأخرجها فاروق فياض.
أرسلها رئيس الجمهورية في ذلك الوقت أحمد حسن البكر إلى لندن للعلاج على نفقته الخاصة، وخضعت إلى عمليات عديدة لترقيع الشبكية إلا أنها لم تجدِ نفعا. وحين عادت إلى بغداد استُقبلت استقبالا جماهيريا كبيراً وصفته بانه "كان أجمل ما مرّ في حياتي منذ وقوفي على خشبة المسرح أول مرة إلى آخر يوم وقفت عليها فيه، كنت أشعر بأني أسعد إنسانة في الوجود”.
هاجرت مع كافة افراد اسرتها في نهاية السبعينات وبعد تنقل وتشتت بين لبنان وسوريا ودول اشتراكيه سابقه واوربا استقرت في بريطانيا.
عادت ناهدة الرماح الى العراق، بعد غياب أكثر من 30 عاما وقدمت بعد عودتها عددا من الاعمال في المسرح والتلفزيون.
واخيرا توفيت هذه الفنانة الكبيرة في العام الماضي 2017 يوم الاربعاء 22 اذار عن عمر 79 عاما متأثرة بحروق تعرضت لها قبل اسبوعين في الحمام.
الى رحمة الله