دخلت غرفة التحقيق
كي أُحقق مع صبية
في العشرين
اخبروني انها طفلة
في جسد صبية
وان لها اطباع المسنين
وقالوا انها خطيرة
وفيها عقد
وعليَ حلها بأفضل الاساليب
وان آخذ منها اعترافات
وان اكشف من الجاني
ومن المسكين
وعليّ اخذ الحيطة
فهي مجرمة المجرمين
لا تتجاوب مع احد ولا تستجيب
ولا ترحم احداً
ولاتجيب على اسئلة المحققين..
قالوا انها مُسكت
بالجرم المشهود
ويداها ملطختان بدم ابيها
فهل تصدقين؟
يدها اليسرى تمسك
بفنجان قهوة
واليمنى فيها السكين؟
اي دم بارد يسري في عروقها
واي طبعٍ لا يستكين!
مجنونة هي، قد تكون
خذي الحذر - قالوا لي-
قبل الدخول..
اخذت اقلامي واوراقي
تنفست نفساً عميقاً
واتكلت على المعبود..
دخلت غرفة التحقيق
وجدتها جالسة
على كرسي عتيق
تلقي برأسها على الطاولة
وكأنها في سبات عميق
مرتدية فستاناً اسوداً
يتدلى فوقه الشعر
الذهبي الطويل
دنوت منها
احست بي
القيت عليها التحية
والقلب رجيف..
رفعت رأسها قليلا
ومسحت بنظراتها
من رأسي حتى القدمين
تلك العينين الزرقاوين
اي جمال ملائكي
وطلة تشبه ملوكاً اسبقين..
فكرت كيف ابدأ الحديث
وماذا اسألها كي تستجيب
وفكرت واعدت التفكير
حتى ظننت اللحظة دهراً
وقد مر وقت طويل..
درت ظهري وقررت الرحيل
قالت، الى اي تذهبين؟
قلت، ارى في عينيك
الم كثير
لا اقدر على احزانه
اخاف ان لا استطيع
قالت، انت إذا بشر مثلي
وهذا شيء جميل
دعي عنك اقلامك ودفاترك
وسأحكي لك ما تشائين ..
ودعت اشيائي
وجلست امامها كالمستغيث..
سألتها، كيف حالك اليوم؟
قالت، انا بخير
اشعر بأمان عظيم
فاليوم، لن يأتِ ابي البيت
وستكون اختي واخي آمنين..
لن يأت ابي اليوم ليرعبني
مثل كل يوم
لن يغتصبني كما كل يوم
ولن يضربني اذا قلت آه
ولن يعذبني كما كل يوم
ولن يهددني بعد اليوم
ان يغتصب اختي
اذا انا تمنعت
او اشتكيته الى اهل القوانين.
اشعر اني بخير الآن
واني سأنام نوماً عميقاً
وحتى تنتهون من التحقيق
والقال والقيل
فأنا بخير الان
واخي واختي في البيت نائمين
شاهدتها تلقي برأسها
على الطاولة
شاهدتها بذهول
وسألت نفسي،
ماذا اقول؟