ثمّة اسئلة أعتقد انها أساسية وجوهرية تماماً؛ وهذه الاسئلة كانت وماتزال وستبقى تدور في أذهاننا وذاكراتنا ومخيّلاتنا.. وهي اسئلة تدعو للتأمل لانها تنطوي على شئ من الحيرة والغموض اللذين يدعواننا للبحث عن أجوبة حقيقية لها؛ ومن هذا التساؤلات:
- هل حقيقة الإنسان وقيمته الواقعية تكمن في علمه ومعرفته؟!
- هل الإنسان العاري من العلم والمعرفة إنسان غير متكامل؟!
- هل حقيقة الإنسان تكمن في علمه ومعرفته؟ وكل ما عدا ذلك هو مجموعة من العظام والاعصاب؟!
- وهل ان “قيمة كلّ امرئ ما يحسنه”.؟!
إذا ألقينا نظرة على تاريخ حياة المفكّرين والعلماء وأصحاب الاختراعات والاكتشافات العلميّة تتجلّى لنا حقيقة مهمّة في شخصيّات هؤلاء العظماء؛ وهي: أنّهم كثيرو التفكير والتأمّل والإمعان في الأُمور، وقليلو الكلام، ولو تأملنا في هذه النصوص القرآنية:
(وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمواتِ والأرض)
(سَنُرِيهِمْ آياتنا فِي الآفاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ)
(قُل انْظُرُوا ماذا فِي السَّمواتِ وَالأَرْض)
فسنرى انّ هذه الدعوات التي جاءت للنظر في السماوات والأرض فهي من المؤكد هي ليست نظرات سطحية عابرة، بل يراد من وراء طرحها التوصّل الى حقيقة النظرة المقرونة بالتفكير والتعمّق والتأمّل التي يسعى الانسان من خلالها الى التطلّع لمعرفة الغامض والمجهول والخفي والغيبي في الحياة والوجود.
تُرى هل بإمكاننا ان ندرك هذا حقاً؟! ونسعى لمعرفته معرفة عميقة وجوهرية تمكننا من الوصول الى جوهر الحقيقة؟
أسفل النموذج
(حقيقة الحب)
في الحبِّ
لسْنا مضطرينَ
لنقولَ نصفَ الحقيقةِ
لأنَّ الحبَّ كما الموت
هو الحقيقةُ الكاملةُ
والوحيدةُ التي لاتحتاجُ
الى برهان.
(حدس الرائي)
غالباً ماأحاولُ أعتمادَ
بصيرتي لا بصري
في رؤيةِ الاشياءِ
وإكتشافِ جوهرِها
بحدسِ الرائي.
(أسرار )
دائماً ثمَّةَ ضوء
يسطعُ من أصابعي النحيلة
فأُطلقهُ طائراً نورانياً
ليخطفَ الأبصارَ والرؤى
ويجعلُ الأرواحَ تترنمُ :
سبحانَ الذي أودعَ سرّهُ
في ريشةٍ بيضاء
تكمنُ فيها لذّةُ الطيرانِ
وفتنةُ الشعرِ
وغوايةُ الأُنثى
وتتجلّى فيها
اسرارُ الحبِّ
الكتابةِ
الموتِ القاسي
والله في غموضهِ
وصمتهِ
وحزنهِ القديم.
(روحُ العالم)
هذهِ الروحُ
لمْ تُخلقْ
لتكونَ رهنَ اشارةِ الفم
هذهِ الروحُ
روحُ العالم .
(الرائي)
ببصيرتهِ يكتشفُ العالمَ
ومن جبينهِ يطلعُ الضوءُ
ويرى بأعماقهِ
كلَّ مايريدُ أنْ يراه.
(الله)
كلّما أراهُ في قلبي
أشعرُ بفرحٍ خفيٍّ
وأُغمضُ عينيَّ
على صورٍ
وأصواتٍ
وأخيلةٍ مُجنحةٍ
تطيرُ بي نحوَ الابدية.