العراقيونْ
دائماً يلطمونْ ؟
يلطمونَ على انكيدو
وينوحونَ عليهِ مثل ملكهم الطاغي
الذي لم يترك عذراءً
الا وفضَّ بكارةَ احلامِها
وتركَها هائمةً
في سوقِ المتعةِ والرغبات .
ويلطمونَ على علي
حينَ غدرهُ شيطانٌ
بهيئةِ رجلٍ امويٍّ ودمويٍّ
غدرهُ حينَ كانَ يحاورُ الله
في لحظةِ تجلٍ وصلاة
حيثُ شجَّ الملجميُّ
رأسَهُ النبويَّ
فسال دمُهُ نافراً الى الاعالي
وكانَ مضيئاً مثلَ كوكبٍ دريٍّ
دائماً يتوهّجُ ليضئَ
سموات الحقِّ والحقيقة
ويزيحَ الظلمةَ والظلمَ
عن هذا العالمِ الموغلِ
في وحشته
وفي وحشيتهِ
وفي خرابهِ العظيم.
والعراقيونْ
دائماً يلطمونَ
على عثمان وقميصهِ
وعلى عمر وعدالتهِ
القاتلة المقتولة.
وعلى فاطمة وجنينِها المهدورْ
وضلعِها المكسورْ
وعلى الحسنِ وبناتهِ
وعلى الكاظم والصادق والرضا والعليل
وعلى القاسمِ واولادهِ
وعلى زينبِ العقيلة والغريبة
والقتيلة في شام القسوة والوحشة
والموت الابدي.
ويلطمونَ على الحلاجِ
والسهروردي
والمتنبي المقتول
وكذلكَ العراقيونْ
يلطمونْ
منذ أنْ صارَ الحسينُ
وعيالُهُ ومآلُهُ
محضَ مذبحةٍ
من رؤوسٍ وكفوفٍ
وقلوبٍ تبكي
الى اللهِ
تبكي كلَّ هذهِ القسوة
وتبكي كلَّ هذا الغيِّ والغلِّ
وتبكي كلَّ هذا الكفر
وكلَّ هذا الحقدِ والجنون.
ياالهي
هلْ يُرضيكَ
أنْ يبقى العراقيونْ
دائماً يلطمون
ودائماً ينحبون
ودائماً ينزفون
على ذنبٍ لم يرتكبوهْ
حيثُ إنهم لم يلمسوا الحسينَ
ولا هُمْ الذينَ قتلوهْ ؟
والعراقيون
يلطمون
على كريم
الزعيمِ الحالمِ الفقير
الذي كانَ
وربما أوهمهُ الآخرون
بأنه حرٌ وباسلٌ
ووطنيٌّ
ولكنّهم غدروهْ
وفي ظهيرةِ بغداد الكئيبة
كانَ القتلةُ القساةُ
والأجلاف الفاشيست
قد سحلوه
ثمَّ قتلووووه
وبوحشيةِ وصلفِ الزناةِ والشواذِ رموا جثّتهَ في النهرِ
او في مستوطنةِ الذئابْ
يالذاكَ الزمانْ
يالهذا الهَوانْ
يالذاكَ العذابْ
يالهذا الخرابْ؟
والعراقيونْ
يلطمونَ على فهد
وسلام عادل
ومحمد باقر الحكيم
والعلوية بنت الهدى
والصدر الشهيد
ويلطمونَ على شهداءِ الحروبِ
التي تتناسلُ كلَّ يوم
وتنهشهم كعصفٍ مأكول
ولكنّهم صامتونْ .
ويلطمونَ على ضحايا ( حلبجه )
وضحايا ( سبايكر )
وضحايا داعش المسعورين
وضحايا الفتنةِ السوداء
وعلى النساء
والاطفالِ والشيوخِ
والجنودِ والعمالِ والعلماءِ والشعراء
الذينَ أكلتهم أسنانُ الطغاة
ومخالبُ الحصارات
وسكاكينُ المقاصل
ورصاصاتُ الكواتم
وفخاخُ الغفلةِ
ومفخ آآآآآآخ ات
الحواسمِ والعواصمِ
والعمائمِ والبهائمِ
والجرادِ والقرادِ
والسفادِ والسوادِ
والتقاريرِ المريبةُ
( ومو غريبه .. ولاعجيبه
العراقي يصير
كبش المحرقهْ
والعراقي يصير
خركَه
ورايه سوده
كلها تلعب بيه
ويوميه تسمّه
وتزني بأعراضه ومصيره
ووصله وصله
وكبده كبده
وعين عين
وروح روح
كلها ياالله تريد
تمزيقه وتدميره
ومايظل عدنه عراق
ومايظل النا ذكرْ
ومايظل النا وجودْ
تبقى بس احلام
واوهام وعظام
تبقى بس المقبره
الكلها انين وذكرياتْ
وأحنا نبقى بلا وطن
وبلا حياة ْ.
ترضى يالله
ترضى إنتَ يانبي
انتو هم ترضون
يارسل.. ياانبياء
وياأئمه ويا ملوك
وياشيوخ وإمراء
ويانساء وإمهاتْ
ويابشر.. ياناس
ياوحوش وكائناتْ
كَولوا بالله شلونْ
شعب كلّه يصير
اغنام وخراف؟
ويبقى دوم يخافْ
من ظلّه وأوهامه
ومن رجالات السياسهْ
اللي باعوه برخص
وقت الشدايد
بليل اظلم
كلّه صفقات وعهر
وأسواق وكَواويد
وقحاب ونخاسهْ
اوووف منكم يا
عراااااااااقيين
اووووووووووف
والله خجلتوا العراق
والله خجلتوا الفرات
ودجله والدنيا والعالم
اوووف منكم
اوووف من كل خائن
وقاتل ولص ومرتشي
وتاجر دماء
اووووف من كل ظالم)
ياإلهي :
لماذا العراقيونْ
دائماً يلطمونْ ؟
----------
إهداء بحجم الكارثة:
-الى حميد قاسم: إستذكاراً لنصهِ الجارح.. المجروح: لماذا يغنون؟