1 (أفيون الشعب)
وقعتُ على أوراق كتبتُها في زمان مضى، وها أنا أشارككم ورقة منها، آملاً أن يكون فيها ما يفيد: "الدين هو تنهيدة المقهور في عالمٍ قاسٍ بلا قلب، الدين أفيون الشعب" قال كارل ماركس عندما نظر في زمانه إلى حال الناس، وليس إلى حالهم في البلدان المسحوقة وحسب، بل وتحديداً في الدول المتقدّمة، مثل بريطانيا، ألمانيا وفرنسا. لا شأن لاختلاف المترجمين حول ترجمة كلمة “sigh” عندما ترد في كتابه "نحو نقد فلسفة الحقّ الهيجليّة" الصادر سنة 1844:
“Religion Is The Sigh Of The Oppressed Creature” حين بعضهم ترجمها إلى "زفرة" ترجمها بعضهم الآخر إلى "آهة" أو "تنهيدة". والشأن هو لهذا التزوير باجتزاء عبارة "الدين أفيون الشعب" من سياقها، وجمع مفردة "شعب" إلى "شعوب" لغاية خسيسة. كارل ماركس فيلسوف له نظرة إلى الحياة والوجود، ولم يكن رجل دين، وهذا معلوم، ومع ذلك لا أحد قبله أوجز الدين بهذه العبارة الرقيقة والمنصفة لجهة أنّه مسكّن لآلام الناس المضطهدين عندما يتعرّضون للإستغلال الإقطاعي والرأسمالي معاً. ومعلوم أنّ الأفيون في زمان كارل ماركس لم تكن له الدلالات القاسية التي هي له اليوم بقدر ما كان الأفيون مخدِّراً، ومسكّناً للآلام أكثر.."
**
2 (مفهوم التفكيكيّة ـ لكاتبها)
تدلّ كلمة التفكيكية معجمياً على الهدم والتقويض والتخريب والتفكيك والتشريح، وقد استعيرت الكلمة من حقل استخدامها الأصلي (العمارة) إلى ميدان الفكر لتصبح مصطلحاً يدلّ على وضع غالبية التقاليد الميتافيزيقية والفلسفية الغربية موضع التساؤل والنقد الجذري، وكان أوّل من استخدمه بهذه الدلالة الفيلسوف الفرنسي جاك ديريداJacques Derrida في أواخر الستينات من القرن العشرين بهدف تفكيك بنية الخطابdiscourse مهما كان نوعه وجنسه وتفحّص ما تخفيه تلك البنيةstructure من شبكة دلالية ممّا أدى إلى ثورة على الوصفية (البنيوية) structuralism وإلى تطورٍ نحو "ما بعد البنيوية"poststructuralist me ولاسيّما في حقل النقد الأدبي عندما تبنّت هذا المصطلح مجموعة من النقّاد في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في جامعة ييل Yale، مثل بول دي مان Paul de Man وهارولد بلوم Harold Bloom وجفري هارتْمَن Geoffrey Hartman وهيليس. ج. ميلَّر Hillis.J.Miller في دراساتهم المتعدّدة، في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، إلا أن استخدام النقد الأدبي لمصطلح التفكيكية قد أدى إلى انزياح طفيف في دلالته، إذ صار يشير منذ أواخر السبعينات إلى مدرسة أكاديمية في النقد الأدبي تستوحي منهج ديريدا".
**
3 (خاطرة)
"من يبحث عن أجوبةٍ سهلةٍ لن يعثرَ يوماً عليها".
ـ ترجمتي عن الإنكليزيّة.
**
4 (فضل عبد الحي)
محطّة في حديث صديقي فضل عبد الحي: "كلْ واحدْ بِيْشوفْ شِكِلْ"!.
**
5 (ورقة)
إسعاد يونس لعادل إمام:
"مين فات قديمه تاه يا شعبان".
**
6 (السينما العربيّة)
مشهد يُفترض في فيلم عربي أنّه مشهد غرام ومضاجعة يُقرِّفك الغرامَ والمضاجعة معاً.
**
7 (أخيراً)
ـ الإنسان
إمّا يكون في قلب الحاضر
أو لا يكون.
ـ سيظلّ "أبو دَيْنينْ كْبارْ أو طْوالْ"
حتى يلفظ مِن حولِه تماماً عقلَ القطيع.
ـ القائد هو الذي يحتضن الآراء والأفكار الشجاعة.
ـ الحكمة
هي ابنة الحدث الجلل.
ـ الحكمة
الإصغاء أكثر.
ـ الحكمة نزيف
من ضرية فأس بالرأس.
ـ "من ذا الذي يصدّق أنّ بذرة
ستغدو غداً شجرة باسقة عظيمة"؟.
ـ وأيضاً
الموتُ شكلُه دائري.