هكذا هو العراق، دائما وأبدا..
هو منبع للابداع والكفاءة..
هكذا هو العراق يمرض، لكن لن يموت، وكلما اشتدت عليه الأزمات ظهرت شدة رجاله...
وبما أن كرة القدم أصبحت الحالة الوحيدة التي تزرع الابتسامة على وجوه العراقيين فقد انتفض الأبطال من لاعبي المنتخب الأولمبي في الدوحة انتفاضة ترفع لها القبعات.
نعم، انتفض العراقيون مصطفى ناظم، وعلي فائز، ومهند عبدالرحيم، وعلي حصني، ومهدي كامل، وأمجد عطوان، وأيمن حسين، وفهد طالب، وبشار رسن، وهمام طارق، وصفاء جبار، وحمزة عدنان، وعلي قاسم، وعلاء مهاوي في ملاعب الدوحة خلال التصفيات الآسيوية تحت 23 سنة المؤهلة الى أولمبياد ريو دي. جانيرو في البرازيل، ويتقدم كتيبتهم القائد الشاب شهد عبدالغني وكادره المساعد، حبيب جعفر، وحيدر نجم، وحيدر جبار، ليعلنوا من هذه الملاعب لدول آسيا بغربها وشرقها وجنوبها وشمالها أن العراق مازال حيّا وقويا رغم الألم والجرح النازف منذ سنوات طويلة، فهزموا اليمنيين، ومثلهم الأوزباكستانيين، وتعادلوا مع الكوريين الجنوبيين في المرحلة الأولى من التصفيات، ومن ثم فازوا في الدور ربع النهائي على الإماراتيين، لكن للأسف الشديد ضاعت منهم فرصة التأهل المباشر الى نهائيات أولمبياد ريو دي جانيرو بعد الخسارة غير المستحقة أمام اليابان في الدور نصف النهائي حينما دخل مرمى المنتخب العراقي الأولمبي هدفا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لتنتهي المباراة بهدفين لليابان مقابل هدف واحد.
بالرغم من هذه الخسارة المؤلمة مازال أمل التأهل الى ريو دي جانيرو قائما حيث تنتظر منتخبنا الأولمبي مباراة تحديد المركز الثالث، إذ أن فوزنا فيها يؤهلنا الى نهائيات الأولمبياد.
مازال الأمل قائما بليوث الرافدين الأبطال الذين نجزم أنهم سيقاتلون في هذه المباراة من أجل إسعاد شعبهم الذي سينتظر دقائق المباراة الأخيرة على أحر من الجمر.
نعم، أن الوصول الى الدور النصف النهائي يعد مفخرة للكرة العراقية في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، لكننا نعتقد أن المكانة التي وصل اليها منتخبنا الأولمبي في هذه التصفيات لم تحصل بضربة حظ، أو حالة مصادفة، بل حصلت نتيجة الجهد الكبير الذي يبذله شبابنا في المباريات السابقة والمستوى الرائع الذي ظهر عليه أغلب لاعبي المنتخب الأولمبي.
من المؤكد أن فرصة التأهل مازالت قائمة، ونجزم أن شبابنا وكادرهم التدريبي لن يفرطوا بها مطلقا، لكن لابد من وقفة حول الأخطاء الفنية التي ارتكبت في مباراة اليابان وبالتحديد فيما يتعلق بالتبديلات التي أجراها الكادر التدريبي ، تلك التبديلات التي لم تصب في خدمة المنتخب خلال هذه المباراة، بل أن بعضها لم يكن صحيحا ولا يتماشى مع واقع المباراة، وكان يتوجب على عبدالغني شهد مدرب المنتخب الأولمبي تعزيز القدرة الهجومية من خلال اشراك مهاجم صحيح آخر بعد عدم ظهور المهاجم مهند عبدالرحيم بمستوى يؤهله لتكملة المباراة.
آخر الكلام: بعض النظر عن نتيجة مباراة المنتخب الأولمبي القادمة فنحن نفخر بهذه الكوكبة من الجنود الشجعان الذي زرعوا بسمة على وجوه العراقيين خلال الأيام الماضية ونتمنى لهم التوفيق في المباراة الأخيرة كي يعيدوا الابتسامة على وجوه العراقيين مرة أخرى.