نجح المدرب الشاب عبدالغني شهد في تجربته الدولية الأولى نجاحا ملموسا. هذا الأمر ليس فيه أي شك، أو جدال، إذ أن التأهل الى أولمبياد ريو دي جانيرو في ظل الظروف القاهرة التي يمر بها العراق عموما، والرياضة خصوصا، يعد انجازا كبيرا للكرة العراقية وللمدرب عبدالغني شهد.
كفاءة شهد التدريبية لا خلاف عليها أيضا وقد جسدها في مواقف عديدة منها حسن اختيار اللاعبين، جميع اللاعبين، حيث ظهر ذلك جليا في مباراة منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الكوري الجنوبي، إذ أشرك مجموعة كبيرة من لاعبي الاحتياط وقد ظهر أغلبهم بمستوى فني لا يقل قيمة عن مستوى اللاعبين الآخرين.
أيضا أثبت شهد امكاناته العالية في الأشواط الثانية في جميع المباريات حيث كان المنتخب يظهر بصورة مختلفة وتمكن في بعضها الذي خرج في شوطها الأول خاسرا من تعديل النتيجة ومن ثم الفوز فيها، وكذلك نجح الى حد كبير في التبديلات التي أجراها خلال سير المباريات وأهمها مباراتنا الأخيرة أمام منتخب قطر.
مع هذا كله، نعتقد أن شهد بحاجة الى مقومات أخرى تتناسب مع المرحلة القادمة، المرحلة الأصعب، وهي التي تتمثل في مباريات نهائيات الأولمبياد حيث نوعية المنتخبات وقدرتها الفنية أعلى بكثير عن المنتخبات التي واجهناها في التصفيات الآسيوية.
هناك عمل كبير ينتظر شهد في الأولمبياد، لذا نجد أنه بحاجة الى الاستماع لوجهات نظر المتخصصين من أصحاب الخبرة في مجال كرة القدم، لاسيما من المدربين الكبار، واللاعبين الدوليين السابقين، وكذلك من الاعلاميين الرياضيين وغيرهم من أصحاب الكفاءة والخبرة، لذا نقترح على شهد أولا قبول هذه الفكرة التي نتمنى أن تتبناها اللجنة الأولمبية العراقية، أو الاتحاد العراقي لكرة القدم.
الفكرة تتمثل في عقد لقاء أو أكثر لشهد مع شخصيات كروية يتم اختيارها بدقة، والغرض منها طرح الأفكار التي تخدم المدرب في المرحلة القادمة، ومنها تأشير ومناقشة الأخطاء التي حصلت في مباريات التصفيات لتصحيحها، وأيضا مناقشة المتطلبات الإدارية والفنية قبل السفر الى ريو دي جانيرو وأهمها نوعية اللاعبين الذين سيضمهم شهد الى قائمته، نعني اللاعبين الثلاثة فوق سن 23 عاما وبقية اللاعبين، وكذلك نوعية وقيمة المباريات التجريبية وتوقيتاتها بعد معرفة أسماء المنتخبات التي سنلاقيها في البطولة.أيضا مناقشة حاجة شهد الى مستشار يرافقه في سفرته الى البرازيل، كما فعل المدرب راضي شنيشل خلال فترة إشرافه على تدريب المنتخب الوطني في بطولة كأس آسيا 2015، وكانت تجربة ناجحة بسبب حسن اختيار شنيشل لاسم المستشار، وهو الأمر الذي نجح فيه حكيم شاكر أيضا مع المستشار حارس محمد في بطولة الخليج العربي.
لقد حددنا الفكرة بتسميتها "جلسة استماع"، وهو الأمر الذي يعني أن المدرب شهد غير ملزم بأي طرح يقدم له في هذه الجلسة، بل سيكون حاضرا فيها من أجل التقاط الأفكار التي تصب في خدمته وخدمة المنتخب الأولمبي، تلك الأفكار التي ربما ستكون غائبة عن مفكرته، أو بعضها الذي ربما يساهم في تطوير أفكاره.
نحن على يقين تام أن الهدف الذي يبحث عنه عبدالغني شهد هو رفع راية العراق خفاقة في البرازيل، وأن أي إنجاز سيحصل عليه المنتخب سيسجل باسم العراق أولا، ومن ثم باسمه، وجميعنا نحاول مساعدته للوصول الى الهدف الأهم، الذي يتمثل في إسعاد شعبنا الجريح، لذا ندعوه الى الاستماع للأصوات والأفكار العراقية النقية، الخالية من المصالح الشخصية.