لم يكن الأمر مفاجأة مطلقا، إذ لا يصح الا الصحيح، فموضوعة اختيار عبدالغني شهد مدرب المنتخب الأولمبي للاعب ياسر قاسم ضمن التشكيلة التي تمثل العراق في أولمبياد ريو دي جانيرو، كواحد من اللاعبين الثلاث فوق سن ( 23 ) عاما، كانت دقيقة جدا، فهذا اللاعب أثبت جدارة عالية في جميع المباريات التي خاضها مع المنتخب الوطني، بل نستطيع القول أنه كان نجم المنتخب الأول خلال العام الماضي الذي شهد تألقه الكبير في بطولة كأس آسيا 2015 التي أقيمت في أستراليا.
ليس وفق هذا نقول أن اختياره من قبل شهد كان دقيقا جدا حسب، بل نعتقد أن هذا الاختيار جاء وفق حسابات فنية عالية المستوى، إذ أن المنتخب الأولمبي بحاجة ماسة الى خدمات لاعب متميز في الموقع الذي يلعب به ياسر قاسم، نعني منطقة الوسط، وبالتحديد لاعب الارتكاز، وصانع الألعاب، وقاسم هو الأجدر بالقيام بهذه المهمة. قضية اختيار اللاعبين الثلاث من فوق سن ( 23 ) عاما من القضايا المهمة التي يجب أن تحصل عبر دراسة واقع احتياجات المنتخب الأولمبي من النواحي الفنية والبدنية والنفسية أيضا، من جميع أبعادها، قبل وقوع الاختيار، ويشترط أن لا تخضع الى الأمزجة الشخصية، والضغوطات على المدرب من أجل تسمية هذا اللاعب أو ذاك.
نجزم، بما نعرفه عن شخصية شهد عبدالغني، بأن تسميته للاعبين الآخرين ستكون بمستوى تسميته لياسر قاسم، فهو شخص أثبت جدارته التدريبية، فضلا عن قوة شخصيته، وهذه الصفات قادته لتحقيق الإنجاز في التصفيات النهائية لبطولة آسيا المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو، وهي نفسها التي قادته الى خطف درع الدوري العراقي في الموسم الماضي مع فريق مغمور، نفط الوسط، وبلا أسماء كبيرة، غير الحارس نور صبري الذي كان حينها مبعدا عن صفوف المنتخب، وهو الموسم الذي شهد عودته الى التألق مجددا، ومن ثم عودته كحارس أساسي في المنتخب الوطني.
وبمناسبة الحديث عن تألق نور صبري وظهوره بمستوى رائع في المباريات الأخيرة التي خاضها مع المنتخب في التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2018، وكأس آسيا 2019، فأننا ندعو الكابتن شهد الى دراسة اختياره كلاعب من ضمن اللاعبين الثلاث الذين سيختارهم في رحلته الى ريو دي جانيرو، مع جل احترامنا لحراس مرمى منتخبنا الأولمبي الذين دافعوا ببسالة كبيرة عن عرين المنتخب في البطولة الأخيرة، وخاصة الحارس فهد طالب الذي تألق بشكل ملحوظ في جميع المباريات، لاسيما في مباراتنا الأخيرة أمام قطر.
نحن هنا ندعو الى دراسة هذا الاختيار مستندين الى جوانب فنية، وأخرى نفسية، إذ نعتقد أن موقع حراسة المرمى يعد من المواقع المهمة في تشكيلة المنتخبات، ان لم يكن الأهم، فحارس المرمى، مثلما هو معروف، يعد نصف الفريق، وبما أن نور صبري هو الحارس الأساسي لمنتخبنا الوطني فهو أمر يعني أنه الحارس الأفضل فنيا في العراق حاليا، لذا فإننا نجد أن هناك حاجة فنية لاختيار الأفضل في هذا المركز، أما من الناحية النفسية فان ( أبو زينب ) سيكون الاختيار الأنسب لقيادة اللاعبين الشباب في منتخبنا الأولمبي، ففضلا عن ثقافته العالية، فهو شخص يمتلك أخلاق عالية، وهو محبوب من قبل جميع اللاعبين سواء في المنتخب الأول، أو من اللاعبين الشباب، الجيل الجديد، الذين كان قريبا منهم من خلال تواجده المستمر مع أندية الدوري العراقي، وفوق هذا وذاك فان شهد عبدالغني يعرف قدراته المتميزة أكثر من غيره من المدربين في الوقت الحاضر تحديدا، لأنه أشرف على تدريبه في المرسم الماضي، بل نستطيع القول أن شهد هو الذي أعاد نور صبري الى وضعه الحقيقي، نفسيا، قبل الجانب الفني.
نعم، المنتخب الأولمبي متكامل الصفوف، بدءا من مركز حراسة المرمى الى خط الهجوم الذي تألق فيه لاعب المنتخب الوطني مهند عبدالرحيم، والنجم الصاعد أيمن حسين، وفيه نخبة جيدة من اللاعبين الشباب، لكننا نعتقد أنه من الواجب الاستفادة القصوى من اللاعبين المضافين الى تشكيلة المنتخب الأولمبي في رحلته التي نعلق عليها آمالا عريضة لرفع اسم العراق في هذا المحفل الدولي الكبير، ونحن على ثقة بقدرات شهد على حسن الاختيار.