نعم، فعلها ليوث الرافدين، منتخبنا الأولمبي، حينما انتزعوا بطاقة التأهل الى أولمبياد ريو دي جانيرو من نظيرهم القطري في عقر داره وبين جمهوره وذلك خلال المباراة المصيرية التي جمعتهما ضمن تصفيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد 2016.
فعلها الليوث من أجل تحقيق الهدف الأسمى، وهو إسعاد الشعب العراقي، هذا الشعب الذي لم يجد ضالة سعادته الا في كرة القدم، وبالتحديد مع منتخباتنا الوطنية، وسط ظروف القهر التي يعيشها، لذا نؤكد على أن منتخبنا الوطني، سيفعلها أيضا من أجل تحقيق الهدف الأسمى نفسه.. من أجل زرع ابتسامة حقيقية على وجوه أهله من أبناء الشعب العراقي.
هي مسؤولية كبيرة، ونحن على يقين تام بأن أسود الرافدين، فضلا عن كادرهم الفني والاداري، على قدر كبير من الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، لاسيما في هذا الأمر تحديدا، نعني تحقيق السعادة للجمهور العراقي، هذا الجمهور الذي يمثل الشعب العراقي كله بكل أديانه وقومياته وتوجهاته، إذ سينتظر الجميع بفارغ الصبر زف بشرى الفوز من العاصمة الإيرانية، طهران.
هناك مقومات للفوز، ونحن هنا نؤكد على أن منتخبنا الوطني يمتلك هذه المقومات في مباراتيه الحاسمتين أمام تايلند، وفيتنام، حيث أنه يمتلك قدرة بدنية أعلى من خصميه، فضلا عن تفوقه من الناحية الفنية بفضل وجود العديد من اللاعبين بين صفوفه سواء من المحليين، أو المحترفين، ولا ننسى الإشارة الى عاملي الأرض والجمهور حيث ستقام المباراة في طهران، ملعبنا الافتراضي، والذي نأمل أن يحضر فيه الجمهور العراقي بكثافة، لاسيما من أبناء الجالية العراقية المقيمين في ايران.
منتخبنا يمتلك فرصة حقيقية للتأهل متصدرا مجموعته، لكن كرة القدم بحاجة الى العطاء داخل المستطيل الأخضر كي تمنحك الفوز، وهنا لابد لنا من الانتباه الى أن هذا العطاء يبدأ من الكادر التدريبي الذي تقع عليه مسؤولية اختيار الخطة المناسبة التي سيقابل بها خصميه التايلندي والفيتنامي وهو يدرك جيدا أن لا خيار لمنتخبنا غير الفوز فيهما، وأيضا تقع عليه مسؤولية اختيار التشكيلة المناسبة لهذه المباراة، وتبقى القضية الأهم هي تلك التي تتمثل بالعطاء الذي يقدمه أسود الرافدين خلال زمن هذه المباراة التي لا ينفع فيها تاريخ هذا اللاعب، أو ذاك بقدر ما يقدمه من جهد وعرق وفن.
ربما جاءت الخسارة أمام سوريا في المباراة الودية التي خاضها منتخبنا في طهران في الوقت غير المناسب، لاسيما من الناحية المعنوية، لكننا نعتقد أنه من الممكن أن تنقلب هذه المعادلة الى حافز كبير لتحقيق الانتصار على المنتخب التايلندي، وأيضا لابد لنا من الاشارة الى منتخبنا لم يلعب بالتشكيلة الأساسية التي من المؤمل أن تشارك في مباراة تايلند بسبب عدم التحاق بعض المحترفين، فضلا عن الالتحاق المتأخر لعدد غير قليل من اللاعبين المحليين، من فريقي الجوية ونفط الوسط بسبب انشغالهم في مباريات دوري كأس الاتحاد الآسيوي.
آخر الكلام : الساعة والنصف، زمن مباراة منتخبنا الوطني أمام تايلند، هي الفاصل الكبير بين ضياع أمل الكرة العراقية، أو استمرارها ... ويبقى الرهان على الأسود قائما.