مدخل
يستفزني الذيل حينما يشتم الآخرين وينعتهم بصفاته هو تحديدا....!!.
من الأسباب المهمة لاستمرار الحظر الكروي على العراق هو موقف دول الخليج العربي، وخاصة السعودية، الرافض لخوض أية مباراة في بغداد، أو أية مدينة عراقية، والدليل القاطع هو رفض هذه الدول المتواصل لإقامة بطولة الخليج في البصرة بالرغم من استقرار الحالة الأمنية فيها منذ عدة سنوات.
لهذا السبب وغيره تلعب منتخباتنا الوطنية وأنديتنا مبارياتها الرسمية والودية في ملاعب الدول المجاورة، فمرة في الأردن، وأخرى في الإمارات، أو قطر، وهي تعاني باستمرار من موضوعة ضعف الحضور الجماهيري في ظل صعوبة حصول العراقيين على تأشيرة دخول هذه البلدان، وقد وصل الحال الى أن يكون الحضور الجماهيري للمنتخبات التي نلاعبها في ملعبنا المفترض أكثر من الجمهور العراقي بشكل واضح جدا وخاصة في المباريات التي تجمع منتخبنا مع المنتخبات الخليجية التي يدخل جمهورها بسهولة الى الأراضي الاماراتية، أو القطرية.
الاتحاد العراقي لكرة القدم وقبل تصفيات آسيا المزدوجة وجد ضالته في العاصمة الإيرانية، طهران، حين اختارها كملعب مفترض للمنتخب العراقي، إذ شهد الملعب حضورا جماهيريا كبيرا، لاسيما في مباراته المهمة أمام المنتخب التايلندي. من المؤكد أن السبب الذي وقف وراء هذا الحضور الجماهيري هو سهولة الحصول على تأشيرة الدخول الى ايران بشكل لا يمكن مقارنته مطلقا مع حصول المواطن العراقي على تأشيرة الدخول الى قطر التي تصل الى المستحيل، أو الإمارات، وحتى الأردن خلال السنوات الأخيرة، ولا يمكن تجاوز ما حصل مع الجمهور العراقي حينما منعت البحرين المئات منهم من الدخول اليها لمشاهدة المباراة النهائية في بطولة الخليج العربي، وفضلا عن موضوعة تأشيرة الدخول واستحالة الحصول عليها لهذه البلدان فان الأمر المادي كان له الأثر في الحضور الجماهيري الى ايران حيث رخص أسعار النقل عبر البر والجو، والفنادق، ووجبات الطعام الذي لا يقارن أيضا مع غلاء الدول الخليجية.
لهذا كله، ولأن المنتخب الإيراني لم يقع ضمن مجموعتنا في تصفيات المرحلة الأخيرة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم، والتسهيلات الجديدة التي حصل عليها الاتحاد العراقي من نظيره الإيراني، لاسيما بخصوص ملعب المباريات، وملاعب التدريب ... لهذا كله، قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم، على لسان رئيسه عبدالخالق مسعود، الاستمرار على اعتبار طهران ملعبنا المفترض في المرحلة القادمة.
هذه هي المتبنيات التي حصل على ضوئها قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم، ولم يكن من بينها أي توجه سياسي، أو ديني، وقد حظي هذا القرار بإشادة كبيرة من قبل الجميع، فهو قرار يصب في مصلحة المنتخب الوطني من جميع جوانبه، لكن عدنان المعيبد، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي أكد على أن المنتخب السعودي لن يلعب في الملاعب الإيرانية تحت أي ظرف كان ...!!
ومن بعد ( المعيبد ) تحول الأمر الى قضية سياسية، بل انحدر الى طائفية مقيتة ومريضة من قبل السعوديين، إذ خرجت الأصوات الشاذة، وخاصة من بعض الاعلاميين السعوديين، متطاولة على الاتحاد العراقي لكرة القدم بتهم تافهة، بل وحقيرة، وهي التهم نفسها التي طالت الشعب العراقي في مناسبات عديدة بعد سقوط نظام المقبور صدام حسين، وأهمها أن قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم " كتب في طهران "، فضلا عن تطاولها على رئيس الاتحاد العراقي السيد عبدالخالق مسعود بألفاظ سوقية، بل أن أحدهم، وهو يحمل وجها قبيحا جدا لا يصلح أن يظهر على شاشات التلفاز خرج يقول " سننقل المباراة من ايران غصبا عنهم "!!. يا لنذالتهم .. يا لقبحهم .. للسعوديين نقول :
قرار الاتحاد كتب في بغداد، تلك المدينة التي ( تسووه روسكم عن بكرة أبيكم )، ومن قبل أبناء العراق، أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذين يمثلون الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه، وهدفه الأهم هو مصلحة الكرة العراقية من دون النظر الى مشاكلكم السياسية، بل الطائفية مع الآخرين التي تسببت سمومها في سيل دم غزير في دول عربية عديدة يقف في مقدمتها العراق. خاتمة المعلق الرياضي العراقي الذي أساء للحكم السعودي في بطولة خليجي 21 لا يعمل في الاتحاد العراقي لكرة القدم، لكن الاتحاد العراقي قدم اعتذارا رسميا الى الاتحاد السعودي وللحكم السعودي، لذا يجب على الاتحاد السعودي تقديم اعتذارا رسميا للاتحاد العراقي عن التطاول الفج الذي بدر من الاعلاميين السعوديين، فضلا عن اعتذار من جميع هؤلاء الاعلاميين للاتحاد العراقي ورئيسه السيد عبدالخالق مسعود.