دعونا نتحدث بالقانون، إذ أن الحديث بالعواطف في هذه المرحلة لن يجدي نفعا، فجميعنا يعلم أن هناك حربا شعواء على عراق ما بعد العام 2003، من قبل الدول المجاورة، وجميعنا يعلم أن السعودية هي الدولة المعادية الأهم للعراق حيث أرسلت كلابها المسعورة من الانتحاريين لتقتل أهلنا في الجامعات، والمدارس، والشوارع، والمطاعم، والملاعب، فضلا عن دعمها المادي المتواصل لخونة العراق من البعثيين والطائفيين.
نحن هنا نتحدث عن القرار التعسفي الذي صدر من الاتحادين الدولي والآسيوي بخصوص رفضهما طلب الاتحاد العراقي لكرة القدم باعتبار ايران، أرضنا المفترضة، في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم، وقد جاء هذا القرار التعسفي نتيجة ضغط السعودية السياسي، قبل الكروي على الاتحاد الآسيوي الذي يرأسه الخليجي، البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة. دعونا نتحدث عن الجانب القانوني حيث جاء في القرار الذي يخاطب الاتحاد العراقي " نرجو منكم اقتراح مكان آخر لكل مباريات العراق المفروضة على أرضه والتي تتماشى مع تعليمات اختيار الارض المحايدة كما مذكور في كتاب الفيفا ليوم 15 ابريل 2016 خلال مدة لا تقل عن 3 أشهر قبل مباريات العراق على أرضه".
هذا التحديد، مدة لا تقل عن 3 أشهر، يعني أن المدة المتبقية للاعتراض على هذا القرار التعسفي، هي شهر وبضعة أيام، لذا نعتقد أن المدة غير كافية للنقاش والجدل، وعليه يجب اتخاذ إجراءات سريعة من قبل اتحاد الكرة العراقي تبدأ أولها بتقديم اعتراض الى اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم مرفق بتفصيل كامل عن أسباب اختيار ايران كملعب مفترض لمباريات المنتخب العراقي في هذه التصفيات، فضلا عن طلبين مماثلين للاتحاد الدولي والآسيوي، والتركيز فيه على عدم المماطلة في الرد من قبل هذه الأطراف، فان جاء سلبيا، وهو الأمر المتوقع، فيكون الاتجاه سريعا الى محكمة الكأس لتقديم شكوى على الاتحادين الدولي والآسيوي، ومن المفروض أن تكون هذه الشكوى مرفقة بطلب خاص يؤكد فيه على ضرورة درج الشكوى في القضايا المستعجلة، وهو نظام معمول به في محكمة كاس الرياضية الدولية.
نحن نعلم أن السعودية حاصلة على قرار من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعدم اللعب في ايران، لذا يجب علينا التفكير في قضيتين، أولهما الإصرار على ملعبنا المفترض في ايران لبقية مبارياتنا في المجموعة للأسباب الموجبة التي وردت في البيان الأول للاتحاد، ويستثنى منها مباراتنا أمام السعودية، لكن بشرط أقامتها في أستراليا على اعتبار أن منتخبنا سيخوض مباراته الأولى أمام المنتخب الأسترالي في استراليا وبعدها بخمسة أيام سيكون موعد مباراتنا مع السعودية وعلينا استغلال الوقت للبقاء في أستراليا، فضلا عن الاستفادة من الجالية العراقية في أستراليا التي نراهن على أنها ستملأ مدرجات الملعب.
هذا من جانب، ومن جانب آخر مطالبة الاتحاد الدولي لكرة القدم بإقامة مباراتنا أمام السعودية المقرر أقامتها بالسعودية بملعب محايد لنفس الأسباب التي وردت في رسالة الاتحاد الآسيوي المتعلقة بصعوبة حصول الجمهور العراقي على تأشيرة الدخول الى الأراضي السعودية.
نعتقد أن الاتحاد العراقي لكرة القدم غير قادر لوحده على مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي كشر فيها السعوديون أنيابهم، ولا نعني هنا الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا الاعلام السعودي، بل الدولة السعودية بكامل أجهزتها، لذا لابد من وقفة جادة من قبل دولتنا، متمثلة بالحكومة العراقية وبالتحديد برئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، ووزير الشباب والرياضة السيد عبدالحسين عبطان، وكذلك مجلس النواب، وبالتحديد لجنة الشباب والرياضة ورئيسها النائب جاسم محمد جعفر.
نعم، القضية خطرة ومهمة، إذ أنها تتعلق بسيادة العراق، لذا فهي بحاجة الى ( شدة حزام ) من قبل الجميع.