خلال زيارتي الأخيرة الى بغداد انتبهت الى قضية مهمة تتعلق باستعدادات المنتخب الأولمبي العراقي لنهائيات بطولة أولمبياد ريو دي جانيرو، إذ لاحظت نشاطا مكثفا وفق برنامج مدروس من الألف الى الياء.
نعم، من الألف الى الياء، فالمخططون يعرفون ما يفعلون، وأول تفاصيل هذا البرنامج كان المؤتمر الذي عقدته اللجنة الأولمبية العراقية في فندق الشيراتون، ودعت اليه مجموعة من الشركات الخاصة لعرض متطلبات برنامج رعاية المنتخب الأولمبي قبل مشاركته في الأولمبياد، حسب رؤية اللجنة الأولمبية، المسؤولة اداريا وماليا عن المنتخب الأولمبي خلال مشاركته في بطولة أولمبياد ريو دي جانيرو.
تفاجأت حقا بتفاصيل هذا المؤتمر من الناحية التنظيمية المتطورة جدا والتي أعتقد أنها تحصل للمرة الأولى في تاريخ الرياضة العراقية، حيث شهد هذا المؤتمر حضور العديد من الجهات والشخصيات المهمة يتقدمهم الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية العراقية، ونائبه الكابتن فلاح حسن، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، فضلا عن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم السيد عبدالخالق مسعود، ومدرب المنتخب الأولمبي عبدالغني شهد، ومهاجم المنتخب الأولمبي مهند عبدالرحيم، وعدد من رؤساء الاتحادات، والاعلاميين، والقنوات الفضائية.أيضا، وخلال تواجدي في اللجنة الأولمبية لأكثر من مرة لاحظت شعلة النشاط في التحرك والاتصالات التي يجريها السيدان سرمد عبدالإله، الأمين المالي للجنة الأولمبية، ورئيس بعثة العراق الى أولمبياد ريو دي جانيرو، وجزائر السهلاني، المدير التنفيذي للجنة الأولمبية، ذلك النشاط الذي يتعلق بالعديد من الجوانب الخاصة باستعدادات المنتخب الأولمبي، فمراسلات بريدية مع كبرى الشركات العالمية من أجل الاتفاق على حقوق رعاية المنتخب الأولمبي المتضمنة توفير معسكرات تدريبية، ومباريات تجريبية، فضلا عن تجهيز المنتخب بأرقى التجهيزات الرياضية التي تليق بسمعة العراق خلال تواجده في محفل كبير مثل بطولة الأولمبياد.هذا من جانب، ومن جانب آخر فهناك تحركات أخرى من خلال الهاتف الذي لا يهدأ مطلقا، فمكالمة لليونان، وأخرى للسويد، وثالثة لألمانيا، والحديث كله يدور حول كيفية الوصول الى أفضل حال من الممكن أن يتوافر للمنتخب الأولمبي قبل ولوجه أرض البرازيل.
سرمد عبدالإله يجيد لعبة الأرقام بدقة متناهية، لذا فهو يحسب كل شاردة وواردة، ويقارن بسرعة لافتة بين هذا العرض وذاك، فهذا العرض حصل منه على تخفيض بقيمة 30 بالمائة، وذاك أكثر بقليل، لكنه يستمع في الجانب الآخر الى عرض آخر من نوعية أفضل ليبدأ بمشوار الحسبة التي أوجع رأسي بها، لكنه مازال يحسب ويحسب ويحسب.
أما جزائر السهلاني فهو عاشق للمناورة بحيث لا يستطيع الآخر أن يصل معه الى نتيجة نهائية، لكن حينما يكون التوجه ساميا تعشق مناوراته، وهو الأمر كذلك، إذ هو يبحث عن الأفضل لتحقيق النتائج التي تصب في خدمة استعدادات منتخب بلده، العراق، الذي يحاول أن يخدمه بأمانة ونزاهة في ظل آفة الفساد المالي التي تعاني منها قطاعات الدولة العراقية كافة.أجد أن هذا النشاط الكبير المصحوب بالنقاء الناصع من كليهما بحاجة ماسة الى شد أزريهما من قبل الجميع، لاسيما من قبل الاعلام الرياضي في هذه المرحلة المهمة من استعدادات منتخبنا الأولمبي قبل مشاركته في مناسبة مهمة كبطولة أولمبياد ريو دي جانيرو حيث سيرفرف علم العراق خفاقا بين أعلام الدول الأخرى.
من المؤكد أن اللجنة الأولمبية العراقية متمثلة برئيسها الكابتن رعد حمودي، ومكتبها التنفيذي، تقف وراء أي نجاح يصل اليه سرمد وجزائر فثقتهم الكبيرة بإمكاناتهما الإدارية والمالية هي السبب الأهم الذي جعلهما يواصلان عملهما في هذه المهمة الوطنية.
آخر الكلام قلت لجزائر وسرمد بعد أن أيقنت مسارهما النقي:اعملا كما أنتما ولا تلتفا الى الخلف، الى الأصوات النشاز التي تحاول عرقلة مسيرتكما، فالنباح لن يتوقف.