طارق الحارس - أدلايد
بعد آخر مباراتين خاضها المنتخب العراقي ضمن تصفيات المرحلة الثانية الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 ونهائيات كأس آسيا 2019 كتبت مقالة بعنوان ( المنتخب بحاجة الى منتخب )، بالرغم من تأهل منتخبنا الوطني الى المرحلة الثالثة من التصفيات بعد أن جاء ثانيا على مجموعته.
الأسباب التي دفعتني الى المطالبة بتشكيل منتخب وطني جديد كانت عديدة، وقد كنت قريبا جدا من تفاصيل أغلبها حيث حضرت المباراتين اللتين أقيمتا في طهران، لكن يبقى أهمها أن المنتخب العراقي ظهر بصورة مهزوزة فنيا كادت تودي به الى الخروج من هذه التصفيات بالرغم من ضعف منتخبات مجموعته ومنها المنتخب التايلندي الذي تصدر المجموعة.
المستوى الفني المهزوز كانت معطياته واضحة المعالم منذ بدء التصفيات، وقد أشار الى ذلك العديد من المختصين والاعلاميين الرياضيين، وكان لابد للكادر التدريبي بقيادة المدرب يحيى علوان من اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع مثل تغيير بعض اللاعبين الأساسيين، لاسيما كبار العمر، أو تغيير النهج الخططي، لكنه لم يفعل، لذا استمر الحال الفني المتدهور في المباراتين الأخيرتين أمام تايلند ( تعادل بشق الأنفس )، وفوز على فيتنام بهدف يتيم، في غاية الصعوبة، وحصل بعد اقالة يحيى علوان ومساعده نزار أشرف وتسليم المهمة لمدرب المنتخب الأولمبي عبدالغني شهد الذي قام بتغيير أكثر من نصف تشكيلة المنتخب التي خاضت مباراة تايلند ومن بينهم كابتن الفريق يونس محمود.
بعد انتهاء هذه المرحلة كان لابد للاتحاد العراقي لكرة القدم إيجاد بديل للكادر التدريبي وقد أحسن الاختيار حينما أناط هذه المهمة بالمدرب راضي شنيشل، ولا نريد هنا تكرار الاشادة بهذا المدرب، المتفق عليه اعلاميا وجماهيريا. بعد تسمية الاتحاد تذكرت أحاديث عديدة جمعتني بشنيشل خلال عملي مع المنتخب كمنسق إعلامي في بطولة كأس آسيا 2015 التي أقيمت في أستراليا، وكان من بينها السؤال التالي الذي وضعته أمامه: ماذا ستفعل مع المنتخب لو قررت الاستمرار مع المنتخب بعد هذه البطولة؟.أجابني شنيشل قائلا: المنتخب بحاجة الى بناء يعتمد على رؤية طويلة الأمد، وقد حاولت قبل بطولة كأس القارات 2010 فعل ذلك حيث اخترت مجموعة من الأسماء الجديدة ولعبت بهم في مباريات تجريبية وكان الوضع العام يبشر بخير، لكني لم استمر مع المنتخب طويلا، لذا ذهبت رؤيتي الفنية لبناء منتخب جديد أدراج الرياح، وعاد الوضع كما كان عليه، وهو الأمر الذي سأفعله مع المنتخب في حالة استمراري مع المنتخب الوطني في مشواره القادم.لم يستمر شنيشل مع المنتخب، لذا عاد الوضع الى حاله البائس، كما عاد في العام 2010، فخيبة أمل من بطولة الى أخرى، الى مباراة فيتنام.
التغييرات الترقيعية التي حصلت في السنوات الماضية لم تنفع مطلقا، لكن شنيشل وبعد عودته اشترط أن يكون عقده لمدة طويلة، وهو الإمر الذي حصل، كي يتمكن هذه المرة من تنفيذ رؤيته في بناء منتخب جديد لا يعتمد على الأسماء وتاريخها، بل على المستوى الفني الذي يقدمه اللاعب في المستطيل الأخضر، لذا خلت قائمته من اسم كابتن المنتخب يونس محمود، ولم استغرب ذلك مطلقا، وفي المقابل حضرت العديد من الأسماء الشابة التي لم تسنح لها الفرصة من قبل في تمثيل المنتخب الوطني، ونعتقد أنها فرصة ثمينة يجب أن يتم استغلالها من قبل هؤلاء اللاعبين لإثبات جدارتهم حتى يحصلوا على ثقة الكادر التدريبي في التشكيلة النهائية التي سيعتمدها قبل دخوله مرحلة التصفيات النهائية حيث سيشهد الموقف منافسة كبيرة بينهم وبين لاعبي المنتخب الأولمبي الذي سيشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو.
آخر الكلام.. دعونا ندعم راضي شنيشل الذي قال: انا احتاج لكل من يقدم عطاء داخل الملعب لذلك يجب أن نبدأ بإعداد جيل جديد، واختياري للاعبين كان نتيجة لدراسة عطائهم بالتصفيات الأولية ومباريات الدوري.