1
كانوا يتبضعون ملابس جديدة للعيد..
نساء .. أطفال مثل الورود ... شباب الكرادة الحلوين..سيكون عيدهم هناك..
عند الله، لكن بملابسهم القديمة.. أما من تبقى على قيد الحياة فعيدهم سيكون في المقبرة بملابس سود .
2
القرار الاداري بحاجة الى شجاعة، لذا نعتقد أن قرار اللجنة الأولمبية الخاص بعدم الموافقة على مشاركة الرياضيين العراقيين عن طريق البطاقات المجانية في أولمبياد ريو دي جانيرو كان قرارا جريئا وشجاعا، لاسيما بعد تأهل عدد من الرياضيين العراقيين الى هذا الأولمبياد بجدارتهم واستحقاقهم كمنتخب الكرة الأولمبي، والملاكم وحيد عبدالرضا، وبطل التجديف محمد رياض، والرباع سلوان جاسم، ولاعب الجودو حسين علي.اعتماد المشاركة بالبطاقات المجانية في الدورات الأولمبية السابقة ربما كان مبررا، إذ أن الغرض الأهم منه هو تواجد اسم العراق وعلمه في هذا المحفل الدولي الكبير في ظل عدم تأهل أي رياضي عراقي من خلال المنافسات التأهيلية التي تقام قبل انطلاق الأولمبياد، لكن في هذه البطولة لا نجد أي تبرير منطقي لمثل هذه المشاركات.ليس خافيا على الجميع أن أصحاب البطاقات المجانية ليس لهم أية فرصة للحصول على إنجازات في مثل هذه البطولات، لاسيما أنهم من ممارسي الألعاب الفردية، إذ يأتي تصنيفهم في مراتب بعيدة جدا عن المؤهلين لخوض منافسات بطولة الأولمبياد، وحتى قضية الاحتكاك واكتساب الخبرة فهي قضية ليست لها أي ثمار على اعتبار أن مشاركة أي رياضي في المسابقات الفردية لا يتجاوز وقتها الدقيقة الواحدة أو ربما أكثر بقليل.
لقد أصبحت مثل هذه المشاركات، التي جربناها في النسخ الثلاث الماضية، لا تعد غير سفرة سياحية لهؤلاء الرياضيين، ومثلهم الأشخاص الذين يرافقونهم من مدربين وإداريين وأعضاء اتحاداتهم، لذا نجد أن الأموال التي تصرف على مثل هذه المشاركات الترفيهية، فضلا عن الأموال التي تصرف على المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية التي تطالب بها اتحاداتهم قبل المشاركة في الأولمبياد، أن تتحول الى مشاركات تنافسية حقيقية على مستوى البطولات القارية والعالمية، أو صرفها لتجهيز جيل من الرياضيين الشباب عسى أن يصل أحدهم الى الأولمبياد القادم بجدارته واستحقاقه، مثلما فعلت الاتحادات الأخرى التي وضعت نصب أعينها المشاركة الرسمية في أولمبياد ريو دي، وجهزت حالها منذ وقت مبكر، ونجحت فعلا في الوصول الى مبتغاها، وكان بعضها قاب قوسين أو أدنى من وصول أكثر من رياضي.
نعلم جيدا أن المنافسة على تحقيق إنجاز أولمبي مسألة في غاية الصعوبة، لكن مع المتأهلين الرسميين يبقى الأمل قائما وخاصة أن اللجنة الأولمبية العراقية وبالتعاون مع الاتحادات الرياضية أبدت اهتماما واضحا بالمتأهلين من خلال وعدها بزجهم في معسكرات تدريبية قبل انطلاق الأولمبياد، وبعد ذلك تبقى الآمال معلقة على همة الرياضي واندفاعه في المنافسات الرسمية.
آخر الكلام : المسافة الفاصلة بين العام 1960 الذي حصل العراق فيه على الميدالية البرونزية اليتيمة، والعام 2016 طويلة جدا ... فهل يتحقق الحلم الأولمبي هذا العام؟.