لا تشتم الشهداء من أهلنا
ردا على الزميل جمال الحلاق
جريدة بانوراما معروفة بمواقفها الوطنية اتجاه العراق وشعبه وأبطاله من القوات المسلحة، والحشد الشعبي، والعشائر العراقية الأصيلة، ولا يمكن أن يشوه هذه الصورة الوطنية أي كلام يطعن بتضحيات أية جهة من الجهات التي تقاتل في سبيل الدفاع عن الوطن، وتقدم تضحيات جسام من أجل الحفاظ على ترابه المقدس. وبودي الاشارة هنا الى أنها أول صحيفة عراقية في دول الاغتراب انضمت الى الحشد الإعلامي المساند للحشد الشعبي الذي تأسس في بغداد من قبل الصحف الوطنية العراقية.
هناك الكثير من الشرفاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن لا يتلطخ شرفهم وشرف الأمة التي ينتمون اليها بالعار، لذا سجل التاريخ أسماء كالحسين الثائر، وجيفارا المناضل في سجلاته بحروف من ذهب، لكن حينما ينتهك الشرف لا يبقى للحياة اي معنى او اية قيمة.احتلال الأرض عار .. تهجير الناس من بيوتها عار.. وسبي النساء عار، وهو أمر فعله تنظيم داعش الإرهابي في العراق حيث احتل الموصل والرمادي وصلاح الدين، وهجر المسيحيين واستولى على بيوتهم وممتلكاتهم، وقام بسبي الأيزيديات.. فعل كل هذا بناء على (مفهوم) ارهابي واضح المعالم.أما الحشد الشعبي الذي تأسس بعد كل هذه الجرائم النكراء فان (المفهوم) الذي بني عليه فيتعلق بتحرير الأرض والعرض.
الشباب الذين تطوعوا في هذا الحشد ذهبوا الى المعركة كي يقضوا على هذا العار، كي يعيدوا الشرف الى أهله، مضحين بحياتهم، وهم في ريعان الشباب.. فهل تستوي المقارنة في (المفهوم) بين قتلة ومجرمين ومغتصبين مع مدافعين عن الأرض والعرض؟
إذ جاء في مقالة جمال الحلاق (الحياة ساحة الوجود): "قيام الحشد الشعبي لم يكن الا انقلابا عسكريا على تطبيق نظام المحاصصة المتفق عليه بطريقة داعش، لكنه انقلاب بلا حس وطني نقي، على العكس تماما، مفهوم الحشد الشعبي لا يقل قيد أنملة من السوء عن ما يسمى داعشا"؟.
من المعيب جدا المقارنة، ان كانت تلك المقارنة تتعلق بالمفهوم العام، أو الخاص، بين شاب عراقي استشهد دفاعا عن شرفه وشرف أبناء وطنه، وآخر جاء من السعودية، أو الشيشان، أو الأردن، أو فلسطين ليقتل أهلنا، ويغتصب النساء العراقيات.
لكن يبدو أن مفهوم الدفاع عن الأرض والعرض قضية كبيرة قد تغيب عن تفكير المغردين خارج السرب، والباحثين عن التفرد بطريقة شتم الاخرين ومعتقداتهم الدينية.
الحشد الشعبي أهلنا، وهؤلاء الذين استشهدوا في المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي هم أنقى من أي طرح يضعهم في سلة واحدة، سلة السوء، التي يتساوى فيها القتلة من تنظيم داعش الإرهابي، مع الأبطال الذين يضحون بأرواحهم من أجل الدفاع عن الوطن.
ان المساواة في المفهوم بين تنظيم ارهابي كتنظيم، داعش، والحشد الشعبي لا ينم الا عن روح حاقدة وجاحدة للتضحيات التي قدمها شباب الحشد الشعبي، ولم اكن اعتقد انها تبدر منك يا جمال، ولم اكن انتظر منك شتيمة للشهداء من اهلنا!!.