1
اختلاف وجهات النظر بين المدربين في مسألة استدعاء هذا اللاعب، أو ذاك الى صفوف المنتخبات الوطنية، سواء من الناحية الفنية، أو الانضباطية يعد مسألة طبيعية جدا، لذا أجد أن عبدالغني شهد مدرب المنتخب الأولمبي ليس له الحق في مطالبة راضي شنيشل، مدرب المنتخب الوطني، بعدم استدعاء اللاعب ياسر قاسم لصفوف المنتخب الأول، وليس له الحق في اتهامه بالعمل في الظلام ضد المنتخب الأولمبي فالرجل، نعني شنيشل ترك الباب لشهد مفتوحا على أوسعه لاختيار الأفضل من اللاعبين كي يضمهم للمنتخب الأولمبي، وكانت لديه السلطة، سلطة المنتخب الوطني، للاختيار أولا، لكن شعوره بالمسؤولية اتجاه الوطن منعه من فعل ذلك.
2
عدم اتخاذ أية عقوبة ضد اللاعب ياسر قاسم من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم بالرغم من التصريحات التي أطلقها السيد كاظم سلطان، عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، والمشرف على المنتخب الأولمبي، ضد هذا اللاعب، فضلا عن تقريره الذي قدمه للاتحاد، وكذلك تصريحات المدرب عبدالغني شهد، ذلك كله يؤكد على عدم قناعة الاتحاد بالتصريحات والتقرير، وأن هناك ضبابية في قضية أسباب عدم عودة ياسر قاسم الى معسكر المنتخب الأولمبي في السويد، فضلا عن عدم رده على المكالمات الهاتفية التي تحدث عنها كريم فرحان، المدير الاداري للمنتخب الأولمبي.
3
في مكالمتين هاتفيتين أجريتهما مع اثنين من كبار المسؤولين في اللجنة الأولمبية العراقية وجدت خلالهما استياء واضحا من تصرف عبدالغني شهد في قضية اللاعب ياسر قاسم، بل أن أحدهما ذكر لي أن اللاعب ياسر قاسم ثروة كروية مهمة لا يمكن التفريط بها، لكن للأسف فات الأوان، والقرار فني بحت لا يمكن التدخل به.
هذان الرأيان يؤكدان لنا أن هناك وجه آخر للقضية لم ينكشف بعد.
4
صرح ياسر قاسم حول أسباب ابتعاده عن المنتخب الوطني في الفترة التي كان المدرب يحيى علوان يشرف على تدريب المنتخب الوطني، فقامت الدنيا عليه ولم تقعد، حتى وصل الأمر الى اتهامه بالخيانة العظمى، مع أن هذا اللاعب نزف دمه في الملعب الأسترالي في واحدة من مباريات المنتخب الوطني ضمن بطولة كأس آسيا 2015 ورفض الخروج من الملعب، مذكرا الجميع بالموقف المماثل الذي قام به العملاق، المرحوم عبد كاظم في أستراليا أيضا. وصمت ياسر قاسم مفضلا عدم الخوض في تفاصيل أسباب عدم عودته للمنتخب الأولمبي لتكملة مشواره في معسكر السويد التدريبي فقامت الدنيا ولم تقعد، ووصل الأمر الى اتهامه بالخيانة العظمى أيضا.
5
لا نريد هنا الدفاع عن ياسر قاسم بالرغم من عدم توافر مؤشرات حقيقية لإدانته، باستثناء عدم رده على المكالمات الهاتفية التي يتحدث عنها وفد المنتخب الأولمبي، لكننا على يقين تام بوجود أسباب حقيقية دعت هذا اللاعب الى عدم الالتحاق وعدم الرد على المكالمات الهاتفية.
6
شخصيا، لا أتفق مع صمت ياسر قاسم هذه المرة، إذ لابد له من اطلاع اتحاد الكرة العراقي، واللجنة الأولمبية، فضلا عن الشارع الرياضي، على الأسباب التي دعته لاتخاذ قرار الابتعاد عن المنتخب الأولمبي، وعدم الرد على هواتف الوفد الأولمبي، إذ إن المهمة التي سيخوضها منتخبنا الأولمبي في البرازيل تعد من المهمات الوطنية التي ننتظر فيها جميعنا تحقيق إنجاز للعراق، وجميعنا يعلق الأمال على شهد وكتيبته من اللاعبين، ومن المؤكد أن ياسر قاسم كان من بينهم، بل من المهمين من بينهم، ولكن!!!!.