بالرغم من الأداء المشرف الذي ظهر عليه لاعبو منتخبنا الأولمبي في بطولة أولمبياد ريو 2016، لكن فرصة التأهل الى الدور الثاني ذهبت أدراج الرياح.
كانت فرصة التقدم خطوة الى الأمام في متناول اليد، لاسيما بعد أن عقدت الآمال على هذا الفريق بعد العرض الرجولي الذي قدمه في مباراته أمام البرازيل، ذلك العرض الذي أشادت به جميع وسائل الاعلام العالمية.
وهنا نضع السؤال التالي: من المسؤول عن هذه النتيجة المؤلمة؟
لا أعرف لماذا تبادر الى ذهني فورا سؤال آخر هو : لماذا أشرك عبدالغني شهد مدرب منتخبنا الأولمبي اللاعب همام طارق في مركز الظهير الأيمن في مباراتنا الأولى أمام الدنمارك، علما أن هذا اللاعب يجيد اللعب بالقدم اليسرى، والأهم من ذلك أن الجميع يعلم أن هذا اللاعب يلعب في خط الوسط وبالتحديد في الجانب الأيسر؟
ويستمر السؤال: ما هي المسوغات التي دفعت شهد بإسناد هذه المهمة الى همام طارق بالرغم من وجود لاعب أثبت كفاءة عالية في هذا المركز في مباريات تصفيات الأولمبياد الآسيوية، نعني اللاعب علاء مهاوي، وهو اللاعب الذي أثبت كفاءة أعلى في هذا المركز خلال المباراتين اللاحقتين، أمام البرازيل، وجنوب أفريقيا.. هل كان شهد يحاول تجريب همام طارق في هذا المركز مثلا، أم أن طريقة اللعب التي خاضها أمام الدنمارك كانت تتطلب تواجد همام في هذا المركز بدلا من غيره من لاعبي خط الدفاع؟!!.
الأخطر من ذلك أن منتخبنا كان يقدم اداء رائعا أمام منتخب جنوب أفريقيا، في المباراة المصيرية التي يتطلب فيها الفوز للتأهل الى الدور الثاني، حيث سيطر على مجريات المباراة، وأضاع فرصا عديدة، لكن الحال تغير بعد التبديلين المزدوجين الذين أجراهما شهد، إذ أخرج علي حصني، المتألق في جهة اليمين، وعلي عدنان، وهو الأمر الذي أثار استغراب الجميع.
ليس هذا وحسب، بل أن الطامة الكبرى تمثلت في اختيار البديلين وهما المهاجم حمادي أحمد، والمهاجم شيركو كريم حيث أشركهما في مركزين غريبين عليهما وعلينا، لاسيما شيركو الذي أشركه في مركز الجناح الأيسر، وهو لاعب لا يجيد اللعب بالقدم اليسرى، في حين أن شهد يمتلك على مقاعد البدلاء اللاعب همام طارق المتمرس في هذا المركز، ودليلنا على هذا الخطأ الكبير أن المدرب شهد استدرك وقوعه بالخطأ حينما أشرك همام طارق في هذا المركز، لكن استدراكه جاء متأخرا جدا حيث لم يتبق على نهاية المباراة الا دقائق معدودة. لقد قتل شهد الاندفاع الهجومي للفريق من خلال تبديله المزدوج الخاطئ في جميع القياسات، إذ لاحظنا الضغط الهجومي الذي تعرض له منتخبنا في الدقائق التي أعقبت التبديل المزدوج، بل وصلت خطورة منتخب جنوب أفريقيا الى اضاعة أكثر من فرصة محققة على مرمانا.
من خلال هذه الأخطاء الفنية الجسيمة التي ارتكبها المدرب عبدالغني شهد وغيرها، لاسيما في المباراة الأولى أمام الدنمارك، نجد أن شهد هو المسؤول الوحيد عن ضياع فرصة كبيرة لمنتخبنا في أولمبياد ريو لا يمكن تكرارها بسهولة ، إذ كان هذا المنتخب يضم العديد من اللاعبين الرائعين، فضلا عن الإعداد المثالي الذي حظي به خلال المدة التي سبقت الأولمبياد من معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية.
آخر الكلام : حينما يفشل المدرب في توظيف اللاعبين، ويفشل في اختيار الخطة المناسبة لتحقيق الفوز سيحمل حقائبه ويعود الى داره مبكرا، وهو الأمر الذي فعله عبدالغني شهد.