بما أن المعادلة في كرة القدم تنقسم الى ثلاثة أقسام هي الفوز والخسارة والتعادل، فان احتمال تعرض منتخبنا في مباراته أمام أستراليا الى الخسارة يعد من الأمور الواردة في كرة القدم، لاسيما اذا وضعنا في حساباتنا أن المباراة تقام على أرض الخصم، فضلا عن أن هذا الخصم هو بطل القارة الآسيوية في العام 2015، لكننا كعراقيين نتمنى أن يفوز منتخبنا في هذه المباراة، مستندين في ذلك على كفاءة كادرنا التدريبي الذي يقوده المدرب راضي شنيشل، فضلا عن ثقتنا الكبيرة باللاعبين الذين تم اختيارهم لهذه المهمة، وهم نخبة رائعة ضمت العديد من الأسماء الكبيرة سواء من المحليين، أو الأولمبيين، أو المحترفين، والسؤال الآن هو : من هم الذين ينتظرون هذه الخسارة؟
من المؤكد أن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم يتمنى خسارة منتخبنا الوطني في هذه المباراة، ومثله مدرب المنتخب الأسترالي، وجميع لاعبيه، ومثلهم الجمهور الأسترالي، ومن بينهم جميع اللاعبين الأستراليين الذين لم تتم دعوتهم الى صفوف المنتخب الأسترالي الذي سيخوض هذه المباراة، فضلا عن اللاعبين الدوليين المعتزلين.
يبدو أن اللاعب يونس محمود، المبعد عن صفوف المنتخب العراقي، انضم الى هذه القائمة، نعني قائمة الذين يتمنون خسارة المنتخب العراقي أمام أستراليا، مستندين في ذلك على تصريحه التالي: سأعود الى المنتخب بعد تغيير المدرب راضي شنيشل؟!.من البدهي أن المدرب لا يتم تغييره الا في حالات قليلة، أهمها سوء نتائجه في المباريات الرسمية، لذا نعتقد أن تصريح يونس محمود لا يمكن تفسيره الا بأنه لا يتمنى خسارة منتخبنا أمام أستراليا فحسب، بل أنه يتمنى خسارة منتخبنا في مباراته أمام السعودية التي ستقام في ماليزيا في السادس من الشهر نفسه، وان لم يقرر الاتحاد اقالة شنيشل بعد هاتين الخسارتين، لا سمح الله، فربما أن يونس سيتمنى خسارة المنتخب في المباريات اللاحقة أيضا، كي تتحقق أمنيته بإقالة راضي شنيشل، ومن ثم عودته الى صفوف المنتخب!!.لقد تناسى هذا اللاعب أن ابعاده عن المنتخب تم وفق مؤشرات واضحة، تتعلق بكبر سنه، وتدني مستواه الفني والبدني، بل أن هذا الأبعاد جاء متأخرا جدا، وجميعنا يتذكر قرار المدرب البرازيلي زيكو الذي أبعده من المنتخب في بداية مشوار تصفيات كأس العالم 2014، وما زلت أتذكر جملة من تصريح زيكو حول سبب ابعاده ليونس حيث قال: يونس محمود لا يستطيع التنفس في الشوط الثاني!.هناك مفارقة عجيبة وغريبة أخرى في تصريح يونس نفسه، إذ ذكر فيه، أن الاتحاد العراقي لكرة القدم هو الذي أبعده عن تشكيلة المنتخب، وليس المدرب راضي شنيشل، إذ يعتقد يونس أن راضي شنيشل كان أداة لتنفيذ قرار الاتحاد.هذا التناقض في تصريحه ليس تناقضا جديدا يطرحه يونس محمود في أحاديثه التلفازية، فثقافة هذا اللاعب محدودة، وغالبا ما يتسرع في تصريحاته وردود فعله، لذا شخصيا لم أستغرب هذا التناقض، بل أجده طبيعيا جدا، لاسيما في الظرف النفسي القاسي الذي يمر به يونس خلال هذه المدة بسبب قرار ابعاده عن صفوف المنتخب، إذ يعتقد يونس أنه سيظل المهاجم الأوحد للمنتخب العراقي حتى يوم القيامة!!.
للتذكير : لم نتأهل الى كأس العالم بوجود يونس محمود في الأعوام 2006 و 2010 و 2014 .. ولم نحصل على لقب بطولات الخليج العربي 17 و 18 و 19 و 20 و 21 بوجود يونس محمود .. ولم نحصل على لقب كأس آسيا في العام 2011 و 2015 بوجود يونس محمود .. إذن ما الضير في منح فرصة لمهاجمين آخرين، لاسيما أن يونس محمود سيحتفل في شهر شباط القادم بعيد ميلاده التاسع والثلاثين!!.